طباعة هذه الصفحة

الرئيس تبون خلال جلسة عمل بوزارة الدفاع الوطني:

بالمرصاد للّوبيـات التـي تستهـدف المؤسسـة العسكريــة

 «جيـش خــاوة خـــاوة» عبارة أنقـــذت البــلاد مـن مصير مجهول

ترأس صباح أمس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني جلسة عمل بمقر وزارة الدفاع الوطني حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وحضر الجلسة إلى جانب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء السعيد شنقريحة، الأمين العام للوزارة وقائد الناحية العسكرية الاولى وقادة القوات البرية والجوية والبحرية والحرس الجمهوري والدرك الوطني والدفاع الجوي عن الاقليم ورؤساء الدوائر والمديرون المركزيون بالوزارة واركان الجيش الوطني الشعبي. كما تابعها عن طريق تقنية التواصل المرئي عن بعد قادة النواحي العسكرية والمسؤولون فيها كما أضاف البيان.
وكان في استقباله. رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة. اللواء السعيد شنقريحة، ليستمع إلى النشيد الوطني. قبل ان تقدم له تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي. التشريفات العسكرية.
وبعد ذلك حيا الرئيس تبون مستقبليه من الأمين العام للوزارة وقادة القوات والحرس الجمهوري والدرك الوطني و قائد الناحية العسكرية الأولى والمراقب العام للجيش ورؤساء الدوائر بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي.
وألقى الرئيس كلمة توجيهية أمام إطارات ومستخدمي الجيش الوطني الشعبي، فيما يلي نصها الكامل:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حضرة اللواء رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة
حضـــرات:
الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني
قادة القوات
قائد الناحية العسكرية الأولى
رؤساء الدوائر
المديرين المركزيين وكل قادة النواحي ومختلف المسؤولين في كل النواحِي العسكرية الذين يتابعون عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد.
يسعدني وأي سعادة أن ألتقي بكم اليوم للمرة الثانية في أقل من بضعة أشهرٍ منذ انتخابي رئيسا للجمهورية، وأرجو أن يكون هذا سنة حميدة بين القائد الأعلى للقوات المسلحة وإطارات الجيش الوطني الشعبي، سليلِ جيشِ التحريرِ الوطنيِ.
لقد تابعت بفخرٍ وإكبارٍ المناورات العسكرية لمختلف الوحدات، ولمست عن قرب من خلال المؤشرات العملياتية الرئيسية، نتائج الخطة المرسومة لتحديث وعصرنة قدرات قواتنا المسلحة، ورفعِ درجة احترافيتها في عالمٍ تطورت فيه مفاهيم الأمنِ والحروب، وكذلك المهام الدفاعية والأمنية والإنمائية، وإني أهنئكم على المستوى العالي من الجاهزية الدائمةِ للقتال، والتحكمِ في أحدث أنواعِ الأسلحة، وهذا يزيدني اطمئنانا على قدرة جيشنا الباسل على الاضطلاعِ بمهامه الدستورية في المحافظة على الاستقلال الوطني، والدفاعِ عنِ السيادة الوطنية برا وبحرا وجوا، و وِحدة البلاد وسلامتها الترابية، ومع ذلك، أدعوكم إلى المثابرة تماشيا مع المتغيرات الإقليمية، والتحديات الأمنية في إطارِ احترامِ التزامات بلادنا ودورِها المحورِي في المنطقة، وتمسكها بتعزيزِ السلامِ والأمنِ في العالم.
وإني مازِلت مقتنعا بأن ترقية الصناعات الحربية كخيارٍ استراتيجي لا تقل أهمية عن بناء اقتصاد وطنيٍ قوي ومتنوع في حماية سيادة الأمة وثوابتها وقيمها وتعزيز تلاحم أبنائها.
لقد أثبتم أيها البواسل أن مكانكم دائما هو إلى جانبِ الشعبِ، أثبتم ذلك خاصة بالأمس القريب بوقوفكم مع الحراك المبارك لبناء جمهورية جديدة نحن بِصدد وضعِ أسسها تحت راية بيانِ أول نوفمبر، وتثبِتونه اليوم، بعيونِكم الساهرة على حدود البلاد وأمنِها وبالاستعداد لوضعِ كل الوسائل والامكانات لتلبية احتياجات قطاعِ الصحة العمومية عند الضرورة في معركة التصدي لمنعِ تفشي جائحة كورونا.
فلا عجب أن يزعج هذا الموقف الوطني الثابت لسليل جيشِ التحريرِ الوطني أعداء الجزائر من الحاقدين والحاسدين المتسترين بلوبيات مازالت أسيرة ماض ولى إلى غيرِ رجعة، وهي معروفة في مهدها ومعروفة بامتداداتها، معروفة بأدواتها، ونحن لها بالمرصاد، بل لا عجب أن يسترسلوا في حملاتهم الهستيرية للنيل من معنوياتكم لأنهم لم يتعلموا من تجارِب التاريخ، وإلا لأدركوا أن هذه الحملات اليائسة ضد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ومهما تنوعت فنون وشرور أصحابها في التضليل، فلن تزيد شعبنا إلا التفافا حول جيشِه، ولن تزيد جيشه إلا انصهارا في شعبه، ذلك هو المغزى العميق لعبارة «جيش شعب خاوة، خاوة» التي رددتها حناجر الملايينِ في ربوعِ الوطن، وعلى امتداد أسابيع، وعلى مرأى ومسمعٍ من العالمِ كله، وأفضت إلى انقاذ البلاد من المصيرِ المجهول الذي كان مسطرا له، والقفز بها إلى عهد الأمل واستعادة الثقة بالنفس.
وقبل الختام، أتوجه بصفة خاصة بالتحية والتقديرِ إلى الأشاوس المرابطين على الحدود، في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وفي الهِضاب والجبال، للتصدي لكل من تسول له نفسه العبث بالاستقرار، استقرار الوطن، وكلهم يحملون أرواحهم على أكفهم من أجلِ أن يكونوا فعلا بأخلاقهم العسكرية المثالية، وعزِيمتهم الفولاذية، خير خلف لخير سلف.
عاشت الجزائر حرة سيدة أبية
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».