البروفيسور بلحاج لـ « الشعب»:

18 شهرا المدة الزمنية لتحديد هوية 24 مقاوما

عزيز.ب

 دراسة  جمجمة تستغرق من 4 أشهر إلى سنة ونصف

 80 جمجمة لمقاومة الزعاطشة حبيسة متحف الإنسان بباريس

كشف رئيس اللجنة العلمية لتحديد هوية رفات وجماجم رموز المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي البروفيسور رشيد بلحاج، أن الوصول إلى النتيجة النهائية في تحديد هوية رفات وجماجم 24  مقاوم من أصل 44 استغرق 18 شهرا، لافتا إلى أنه تم على مرحلتين بداية من تاريخ 12 سبتمبر 2018 إلى غاية 20 ماي 2020.
استوجب الحدث الوقوف عند كواليس عملية استرجاع رفات وجماجم أبطال وشهداء المقاومة الشعبية، التي رصدتها «الشعب»، وكانت البداية باستحداث لجنة خاصة تتبعت وبدقة تفاصيل تحديد هوية هذه الجماجم برئاسة البروفيسور رشيد بلحاج والمكونة من عدة إطارات يمثلون عدة وزارات على غرار وزارة الدفاع الوطني، والخارجية، والعدل، والمجاهدين، والتعليم العالي، وكذا إطارات من مؤسسة الأرشيف الوطني.

انطلاق عمل اللجنة في 12 سبتمبر 2018

كلفت الوزارة الأولى بتاريخ 12 سبتمبر 2018 اللجنة العلمية بالتنسيق مع الوفد الفرنسي المكون هو الآخر من عدة قطاعات على غرار وزارة الخارجية، الثقافة وكذا متحف الأرشيف الفرنسي بإنشاء لجنة علمية مزدوجة تحت رئاسة البروفيسور رشيد بلحاج قبل الشروع في المهمة وبعد الاتفاق على بروتوكول العمل انطلقت اللجنة فعليا  في المهمة والتي كانت في البداية تهدف إلى تحديد هوية 44 جمجمة متواجدة في متحف الإنسان في العاصمة الفرنسية باريس بناء على دراسة قام بها الباحث الجزائري فريد بلقاضي سنة 2011، الذي حضر معنا  بعض الجلسات التي قمنا بها في فرنسا إلى جانب دور وزارة المجاهدين التي كانت السباقة لفتح ملف الجماجم سنة 1984.

السرّية سمة عمل اللجنة العلمية المزدوجة

وأوضح البروفيسور بلحاج أن دراسة رفات وجماجم المقاومة الشعبية تمت عبر مراحل، في البداية قامت اللجنة المزدوجة بعقد 10 جلسات عن طريق تقنية التواصل المرئي قبل التنقل بين الجزائر وفرنسا لعدة مرات وفي سرية تامة رغم أن وزير المجاهدين، في الفترة الأخيرة، كان يلمح من حين لآخر إلى عمل اللجنة دون إعطاء التفاصيل.
وأضاف البروفيسور بلحاج في اتصال لـ « الشعب» أنه بالاستعانة ببعض المؤرخين والكتاب إلى جانب إطارات من وزارة الدفاع الوطني المتخصصين في المعلومة وتحديد الوثائق وكذا من الأرشيف الوطني الذين منحوا اللجنة معلومات دقيقة وكافية توصلوا إلى تحديد هوية 24 جمجمة من أصل 44.

تحاليل علمية دقيقة لتحديد هوية الأبطال

وأكد البروفيسور أن عمل اللجنة اقتضى إجراء جملة من التحاليل العلمية، من خلال استخدام تقنية السكانير وتحليل الحمض النووي، وهذا بعد قسمت اللجنة جماجم المقاومة الشعبية إلى أربع مجموعات كل جمجمة كانت مدة دراستها تستغرق منا حوالي 4 أشهر حتى سنة ونصف، الأمر الذي دفع بنا إلى مطالبة الجهات المعنية بتمديد مهمة اللجنة بعد انقضاء المدة التي منحت لنا ستة أشهر إضافية أي إلى غاية 20 ماي الفارط، وبفضل هذا التمديد تمكنت اللجنة من تحديد هوية 24 جمجمة من رموز المقاومة الشعبية إلى جانب اكتشاف 80 جمجمة أخرى لها علاقة بمقاومة الزعاطشة.

تسليم المشعل للشباب الاستثمار الحقيقي

استكمالا لرسالة الشهداء في الحفاظ على هذا البلد والنهوض به، أكد البروفيسور أن الوقت قد حان لتسليم المشعل للشباب في جميع المجالات وإعطائهم الفرصة لإثبات وجودهم في بلدهم والحد مما يسمى بهجرة الأدمغة التي أثرت سلبا على تحقيق التطور ومواكبة بلدان العالم في مختلف القطاعات، ويعتبر قطاع الصحة من بين القطاعات التي عرفت ثغرة جراء هجرة العديد من الأطباء الأكفاء الذين اثبتوا وجودهم ميدانيا في العديد من الدول الأوروبية على غرار فرنسا وانجلترا وجائحة كورونا خير دليل على إنجازات أطباء الجزائر الشباب للخروج من الأزمة الصحية الحادة التي عاشتها كلا البلدين.
ودعا بلحاج إلى المزيد من الاهتمام بهذه الفئة للنهوض بالاقتصاد الجزائري وتحقيق التقدم مثل سائر البلدان.

رئاسة اللجنة العلمية الجزائرية شرف وفخر

وأكد البروفيسور، في الختام، أن عضويته في اللجنة العلمية من المهام النبيلة التي كلف بها طيلة مشواره المهني، خاصة أنها تتعلق برموز الدولة والهوية الوطنية فكانت رفقتهم على متن الطائرة خير أنيس، كيف لا وأننا كنا برفقة أحسن جوار، نعم إنهم شهداء المقاومة الذي لم يبرحوا أرض وطنهم التي سقيت بدمائهم الطاهرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024