الذكرى الـ٥٢ لتفجير ميناء الجزائر

استشهاد 62 جزائريا في الجريمة الإرهابية

سهام/ب

جرائم “لواس” لن تسقط بالتقادم

يمر اليوم 55 سنة عن جريمة منظمة الجيش السري الإرهابية بميناء الجزائر بتاريخ الـ02 ماي 1962 كان يوم أربعاء، والذي سيظل أسودا في الذاكرة الجزائرية، حيث غرق ميناء الجزائر في دماء عشرات العمال الجزائريين “الدواكرة”، الذين تجمعوا هناك منذ الفجر أمام مكتب التشغيل لافتكاك قريصة تسمح لهم بربح بضع فرنكات مقابل يوم عمل شاق، يشحنون فيه بواخر بالسلع ويفرغون أخرى.

الساعة السادسة وخمس دقائق أكثر من 800 جزائري، يحملون معهم قليلا من الزاد في منديل أو في إناء، يصطفون أمام مكتب التشغيل (بيرو دونبوش)، الذي لم يفتح أبوابه بعد، في انتظار الوكلاء الذين سيمنحون بعضهم قريصة يوم عمل، في حين يعود الذين لم يتم اختيارهم إلى القصبة والأحياء العربية، كما كانت تسميها الصحافة، وفي أفواههم كلمة “غدا ان شاء الله”.
الساعة السادسة وعشر دقائق: المهام لم توزع بعد، حريق مهول وشظايا حديدية تحول أجساد الدواكرة المصطفين إلى فحم، اثر انفجار سيارة من نوع سيمكا آرولد مفخخة، وضعها إرهابيون من غلاة الجزائر الفرنسية على حافة الرصيف، على مقربة من مكتب “لامبوش”، بهدف حصد أقصى عدد من أرواح الجزائريين.
وقد أسفرت الجريمة عن مقتل 62 عاملا جزائريا، وإصابة أكثر من 250 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في الدقائق الأولى، في حين  الناجون من الانفجار الإرهابي بميناء الجزائر لم يفروا من مكان الفاجعة، بل مكثوا مجتمعين حول جثث قتلاهم وحول الجرحى، يستنجدون بسكان القصبة، ويمنعون سيارات الإسعاف الفرنسية من نقل الجرحى إلى المستشفيات، خوفا من ان تلاحقهم مجموعات “لواس” الإرهابية، التابعة لمنظمة غلاة الجزائر الفرنسية فتجهز عليهم في المستشفيات.
لم تكن مجزرة الأربعاء الثاني ماي 1962 الأولى في سجلات جرائم منظمة الجيش السري، بل سبقتها مجازر أخرى، منذ فشل محاولة الانقلاب التي نفذها الجنرالات الأربعة: صالان وشال وجوهو وزيلير في افريل 1961، وزادت وتيرة العمليات الإرهابية التي نفذتها “لواس” ضمن سياسة الأرض المحروقة، منذ إمضاء اتفاقيات وقف القتال في 19مارس 1962.
الجزائريون والجزائريات هبوا بالآلاف من القصبة والأحياء الجزائرية لإسعاف إخوانهم، حاملين الأغطية للف الشهداء ونقل الجرحى إلى بيوتهم، التي تحولت إلى عيادات، بعد ان تيقنوا من ان السلطات الفرنسية غير مؤتمنة، رغم اتفاقيات إيفيان وأن شرائح واسعة من الجيش والشرطة الفرنسية متواطئة مع المنظمة الإرهابية، التي يقودها ضباط سامون في الجيش الفرنسي، عرفوا بوحشيتهم وجرائمهم، بالخصوص في ما يسمى معركة الجزائر.
لم تجف دماء عشرات الشهداء الذين سقطوا بالميناء، واستمر مسلسل رعب منظمة الجيش السري بقتل جزائري كل أربع دقائق، وهذا رغم نداءات وقف العنف والقتل، ونداء جورج بامبيدو لفرنسيي الجزائر، حيث ترجاهم “بأن لا ينساقوا خلف أعمال جنونية يائسة سيكونون هم ضحاياها الأوائل مكانتهم في جزائر الغد”، على حد قوله.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024