شلوش يقيم تجربة الإذاعة المحلية

وثبة عملاقة في فضاء الإتصال.. والإنشغالات والتراث

جمال أوكيلي

نراهن على التكـويــن لكسـب المهنيـة والإبـداع

الإذاعات المحلية المنتشرة عبر ولايات الجمهورية.. تعد تجربة إعلامية رائدة.. وحتى فريدة من نوعها.. في مشهد الاتصال في الجزائر.. بتواجدها في قلب الحدث لنقل انشغالات السكان في عين المكان.. لتكون المعادلة بين أطراف تتواصل على المباشر دون أي حواجز تذكر.. وهذه الميزة هي التي سمحت في فترة وجيزة أن يطلع المسؤول على مشاكل الناس.. ويلتزم إلتزاما صادقا بحلها فورا.

وبمناسبة ٣ ماي المصادف لليوم العالمي لحرية التعبير ارتأينا أن نقيم مسيرة هذا الإنجاز الإعلامي منذ سنة ١٩٩١ رفقة السيد محمد شلوش الذي حدثنا عن هذه الوثبة في فضاء الاتصال.. وقوة التأثير الذي تحدثه على مستوى الجمهور المتوجهة إليه عل أكثر من صعيد.. وهذا عندما تغلق عليه المصالح الأخرى كالإدارة.. وغيرها.
وفي هذا السياق يقول شلوش أنه كانت هناك إرادة لا تلين في أن يكون صوت الإذاعة الجزائرية حاضرا بقوة في كل الولايات.. وهذا من خلال الإسراع في تنفيذ هذا المشروع الطموح على أرض الواقع.. وجعله يشغل في أقرب وقت بترديد عبارة هنا «الإذاعة لولاية…»  في كل صباح.. تخبرالمواطن بكل مستجدات الجهة التي يقطن بها..
وبالفعل فقد تم وضع شبكة واسعة للإذاعات المحلية. وهذا بفضل تضافر كل الجهود.. وعزيمة من وقفوا بحزم ليرى هذا المشروع النور بتخصيص كل الامكانيات المادية والبشرية.. وتطلب الأمر الذهاب إلى كل الولايات المعنية لمتابعة عن كثب سير عملية إطلاق الإذاعة المحلية من العدم.. وبفضل ذلك الإيمان القوي شُيِّد هذا الصرح الذي مكن من أن تكون الإذاعة  الصوت الأقرب إلى الجزائريين وهكذا حسب السيد شلوش ربحنا رهان المصداقية وهذا عندما منحت الإذاعة المحلية مساحة واسعة لمواطن الجزائر العميقة.. لإبداء رأيه تجاه يومياته.. والخدمات المقدمة له.. ووضعية المنشآت القاعدية من طرقات ومياه ونقل وصحة.. لإضفاء الطابع الجماهيري الواسع عليها.. خاصة وأنها تعتمد على الآنية في التعامل مع الخبر.. ومستجدات الأحداث، بالإضافة إلى خصوصياتها التفاعلية.. وهذا في كل القطاعات الحيوية كالسياسة والاقتصاد والرياضة والثقافة.
وأشار هنا إلى أنه في كثير من الأحيان يشعر المواطن في الولاية التي يقيم بها بأن الإذاعة المحلية إذاعته كونها تترجم يوميا قضاياه، وهذا في حدّ ذاته يكشف عن مدى القدرة القائمة في إحداث ذلك التأثير في سلوكاته ليبقى مرتبطا بصفة وثيقة بها.
وبفضل هذه القناعة العميقة أصبحنا نحوز على ٤٨ إذاعة محلية لها طابع جواري بامتياز.. تتوجه للمواطن في حمل كل مشاكله اليومية والتي هي محل تجاذبات مع المحيط كيف ما كان.. ونسجل هنا بكل فخر وإعتزاز استعمال ٢٥ إذاعة محلية للتنوع الأمازيغي في الجزائر.. وهذا في حد ذاته تكامل في موروثنا الثقافي للحفاظ على مقوماتنا.. وفي هذا الصدد فإن التوجهات العامة تنبني على ضرورة الانفتاح على الآخر..والعمل الأفضل المنجز بمهنية.. والإبداع أو ما يعرف بالثوب الفني.
ويرى السيد شلوش أن الأداء الجيد هو الذي يستند للمعلومة التي تفيد المستمع.. فالكلام المعسول والإطناب وكثرة الثرثرة لا يخدم أي خيار إذاعي لأن هناك ٣ مقاييس أساسية تندرج في هذا الإطار وهي المعلومة الخدمة والترقية.
وفي هذا الإطار.. فإن مسؤول الإذاعة المحلية له شبكة برامجية توضع بالتنسيق مع المركزية.. بإشراف تنسيقية الإذاعات الجهوية.. تعرض جميعها على المدير  العام الذي بدورة يقدم الملاحظات التي يراها ضرورية بالإضافة إلى لقاءات جهوية للإثراء.. وهذا كله من أجل إيجاد ذلك التمايز في التواصل مع الآخر.. وإقامة علاقة تعاون وشراكة مع المحيط.. والإذاعة المحلية لا تشوّش على عمل السلطات الولائية بقدر ماتسعى لكشف الخلل السائد.. وهي غير مرتبطة بأي جهة إدارية وإنما تسلط الضوء على الواقع.. والكثير من الذهنيات بصدد التكيّف مع هذه الحقيقة.. وقد لمس الناس مدى قدرة الإذاعة المحلية على حل الكثير من المشاكل.. والأكثر من هذا مساهمتها في الأحداث.. فقد كانت همزة وصل بين السلطات والمواطن في الكثير من المواقف كالزلازل وسوء الأحوال الجوية أنقذت العديد من الأرواح.
وأسهب السيد شلوش كثيرا في محور التكوين الموجه للعمال.. من خلال ما يتخرج من مركز التدريب الإذاعي بتيبازة.. الذي بفضله يتلقى المهنيون ما يلزمهم من معلومات هامة تخص نشاطهم مهما كان ترتيبهم.. بالإضافة إلى استفادتهم من تجربة الخبراء الأجانب.. وتكوين المكونين.. هذا الفضاء لقي إستحسان كل من اطلع على الكفاءات التي تسيره وكذلك الإمكانيات المتاحة أمام المعنيين.. خاصة إتحاد الإذاعات العربية الذي يبدي اهتماما متواصلا بهذا المركز.. وهذا بعد فترة قصيرة من إفتتاحه.. وفي نفس السياق فإن المركز في خدمة كل من يرغب في تنمية اختصاصه.. ويعمل وفق المقاييس المتعارف عليها في كل ما هو مسموع.. وتبعا لهذه السياسة القائمة على التكوين فإن إذاعات الجنوب ستعرف دعما لموردها  البشري في المستقبل.. نظرا لعدة اعتبارات منها خاصة التواجد بالميدان لتغطية شساعة المنطقة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024