«الشعب « ترصد استئناف موسم الاصطياف

توافد قياسي على الشواطئ والمنتزهات

استطلاع : صونيا طبة

 مواطنون يتحررون من ضغط الحجر الصحي

بعد أن فقد المواطنون الأمل في قضاء العطلة الصيفية هذه السنة، بسبب قرار غلق الشواطئ والمنتزهات وفضاءات التسلية والترفيه في مختلف ولايات الوطن، تفاديا لانتشار فيروس كورونا، بعث قرار السلطات العمومية القاضي بفتح الشواطئ والمنتزهات، الأمل في أنفس الجزائريين، في قضاء عطلة ولو وجيزة تحررهم من قيد الحجر الصحي.
صادف اليوم الأول من تطبيق إعادة فتح الشواطئ والمنتجعات السياحية والمنتزهات عطلة نهاية الأسبوع، حيث اغتنمت الكثير من العائلات الفرصة للخروج والاستمتاع بأجواء البحر، ولكن النقطة السوداء تكمن في عدم اهتمامهم بالتوجيهات التي سبق وأن حددتها الوزارة الأولى، إذ شاهدنا أغلبية المواطنين دون كمامة ويسبحون بشكل متقارب، وهو ما قد يؤدي إلى تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة خلال الأيام القادمة من جهة واتخاذ السلطات العمومية قرار العودة مجددا للغلق من جهة أخرى.
«تزامنا مع قرار الفتح التدريجي، تنقلت «الشعب»، أمس، إلى بعض الشواطئ والمنتزهات وفضاءات التسلية والترفيه بالجزائر العاصمة على غرار شاطئ النخيل والشاطئ الأزرق ومنتزه الصابلات، ورصدت استئناف حركة الاصطياف التي انتظرها الجزائريون بفارغ الصبر نظرا للضغوطات النفسية التي تسبب فيها الحجر الصحي طوال 6 أشهر، حيث شهدت مختلف الأماكن الترفيهية بالعاصمة منذ الصباح الباكر إقبالا قياسيا من قبل المصطافين، الذين سارعوا إلى وضع مظلاتهم الشمسية وأخذ أماكن مقابل البحر والسواحل خوفا من تزاحم المواطنين بعد الظهيرة، ما قد يعرضهم إلى خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا.
كانت حركة المرور باتجاه شواطئ العاصمة والمنتزهات في الساعات الأولى من تطبيق قرار الفتح خفيفة، ولكن سرعان ما عرفت ضغط سير كثيف وازدحاما كبيرا للمركبات بداية من الساعة الواحدة زوالا، ولم يتعلق الأمر بسكان الجزائر العاصمة فقط، وإنما لوحظ إقبال مواطنين من ولايات أخرى من خلال ترقيم السيارات كالقادمين من البويرة، المدية، الجلفة وسطيف.
وجندت مصالح الولاية كافة طاقاتها لإنجاح ما تبقى من عمر موسم الاصطياف لعام 2020 الذي جاء متأخرا مقارنة بما هو معهود بسبب جائحة كورونا، حيث خصصت أعوانا موزعين على مختلف الشواطئ التي شملها قرار إعادة الفتح للسهر على نظافتها وتهيئة مداخلها لضمان راحة المصطافين والحفاظ على جمالية المناطق السياحية.

تعليمات الوقاية تضرب عرض الحائط

سجلنا خلال جولتنا الميدانية إلى بعض الشواطئ والمنتزهات، عدم التزام أغلبية المصطافين بإجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة بالرغم من الجهود المبذولة من طرف أعوان الدرك الوطني الذين سهروا على حماية المتوافدين وتنبيههم لأهمية احترام القواعد الاحترازية من خلال منع الاكتظاظ في الشواطئ والالتصاق بين المواطنين، بالإضافة إلى حضور أفراد الأمن المنتشرين في كل مكان، وكذا عناصر الحماية المدنية الذين أبدوا استعدادهم للتدخل السريع في حال اقتضى الأمر من أجل توفير الأمن والراحة للمصطافين، ما يسمح لهم بقضاء أوقات ممتعة تسودها الطمأنينة والسلام.
ولعل ما يلفت الانتباه في اليوم الأول، ضرب قواعد الوقاية عرض الحائط، بالرغم من تحديد نظام تنفيذ القرار المتضمن الفتح التدريجي والمراقب للشواطئ وفضاءات التسلية وأماكن الاستجمام والترفيه، التقيد بالبروتوكولات الصحية للوقاية والحماية من انتشار الوباء والمتمثلة في إجبارية ارتداء القناع الواقي واحترام التباعد الجسدي بمسافة متر ونصف على الأقل.

تخوفات من زيادة الضغط

استثنى قرار إعادة الفتح الذي اتخذته السلطات العمومية بعض الشواطئ التي كانت وجهة مفضلة لدى الكثير من العائلات وما تزال مغلقة إلى حد الآن، ما يثير الكثير من المخاوف من زيادة الضغط على الشواطئ التي شملها القرار وهو الأمر الذي يشكل أيضا خطرا كبيرا على سلامة المواطنين في حال شهدت الشواطئ اكتظاظا وتزاحما من قبل المصطافين الذين لم يجدوا اختيار آخر إلا اللجوء إليها.
من جهة أخرى، سجلنا ظاهرة لم نتعود عدم رؤيتها على مستوى الشواطئ في كل موسم اصطياف، وهي إجبار المصطافين على كراء المضلات الشمسية والطاولات للحصول على مكان الأمر الذي يثير انزعاج المصطافين وغضبهم، والتي غابت هذه المرة، ما جعل المواطنين في ارتياح كبير بعد أن تخلصوا من استغلال بعض الشباب لهم وإجبارهم على دفع مبلغ مالي مقابل حصولهم على مكان في الشاطئ.

أطفال يتنفسون الصعداء بعد 6 أشهر

لمسنا في المصطافين في جميع فضاءات الترفيه والتسلية التي قمنا بزيارتها خاصة الأطفال فرحة عارمة، الذين تنفسوا الصعداء وتحرروا من قفص حجر منزلي دام 6 أشهر بسبب جائحة كورونا، حيث عاد الأمل مجددا بقرار فتح الشواطئ والمنتزهات وفضاءات التسلية وتبددت المخاوف من انقضاء فصل الصيف دون الاستمتاع بالبحر والترويح عن النفس وقضاء عطلة صيفية وإن كانت قصيرة.
وعبر بعض المصطافين الذين وجدناهم يستمتعون بأوقاتهم بشاطئ النخيل عن فرحتهم بهذا القرار الذي ساهم حسبهم في تخفيف الضغط الذي عاشوه منذ انتشار وباء كورونا في الجزائر بسبب الخوف من إمكانية الإصابة بالعدوى، مؤكدين أن موسم الاصطياف هذه السنة جاء في وضع استثنائي، غير أن ذلك لن يمنعهم من قضاء وقت ممتع من الراحة والاستجمام.
انتظار بشغف
وأجمع أغلبية المواطنين أنهم انتظروا بشغف ارتياد الشواطئ والمنتزهات هروبا من حر الصيف وضغوطات الحجر الصحي الذي دام طويلا وأثر على نفسيتهم، ليأتي الفرج بقرار إعادة الفتح التدريجي للشواطئ والفنادق والمنتزهات في وقت تشهد فيه درجة الحرارة ارتفاعا كبيرا هذه الأيام، معتبرين البحر المهرب الوحيد لهم من لفحات الحرارة. من جانبها أعربت السيدة «ج. د» عن ارتياحها للقرارات الأخيرة المتخذة قائلة :» تنفسنا الصعداء بعد فتح الشواطئ خاصة وأن أبناءنا الصغار لم يستطيعوا تحمل البقاء في المنزل مدة 6 أشهر دون قضاء العطلة الصيفية التي تعودوا عليها كل سنة، فهم بحاجة إلى الترويح عن أنفسهم بعد ضغط الدراسة».
وعن مدى الالتزام بقواعد الوقاية على مستوى الشواطئ وأهميته، أوضحت ذات المتحدثة أنها قدمت رفقة أبنائها إلى شاطئ النخيل في ساعة مبكرة لعدم وجود ازدحام، على أن تغادر المكان بمجرد توافد عدد كبير، مضيفة أنه من الصعب ارتداء الكمامة في البحر ولكنها تتفادى الالتصاق بالمصطافين من خلال احترام مسافة التباعد في وضع الشمسيات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024