طباعة هذه الصفحة

محمد نجيب بوكردوس، رئيس تحرير سابق في جريدة «الشعب»:

جرأة الكلمة

«لم أحتك به إلا مع بداية التسعينيات، عقب التعددية. علما أنه التحق بقاعة تحرير الجريدة عام 1986، وبصرف النظر عن قدرته العالية في الكتابة والاستشراف والتصور والتحليل، يعرف الراحل بصرامته في العمل وصراحته المعهودة والتي ربما خلقت له بعض الحساسيات والحزازات ليس على مستوى الجريدة، بل حتى في بعض الأوساط الإعلامية. وقد كاد بجرأته وشجاعته في الكتابة وإبداء الرأي أن يضحي بمستقبله المهني من أجل إعلاء كلمة الحق وإبداء رأيه بدون مواربة وذلك عندما تم الزج به في السجن في بداية التسعينيات بسبب حديث لراشد الغنوشي.
 وخلاصة القول، فقدان مختار الذي تولى إدارة جريدة الجمهورية، التي نجح في إعطائها دفعا قويا بإخراجها من قوقعة الصحيفة الجهوية محدودة إلى انتشار أوسع، سيبقى حيا في نفوسنا ولا أحد ينكر أن له بصمات في الصحافة الجزائرية المكتوبة، وعلى رأسها «الشعب» التي التحق بها عن جدارة واحتضنته بدوره متبوئا منصب مدير التحرير، مما أضفى على محتوى الجريدة حيوية، وأعطى نفسا جديدا في الطرح والتحليل.
وفي موقف لا ينسى، طلب بن زغيبة، مدير سابق لجريدة «الشعب»، رأيه في أحد الزملاء وإن كان يوافقه بأنه غير قادر على تسيير القسم المحلي ومن هو البديل، أجاب الفقيد مختار.. أرجوك أن تعفيني من هذا السؤال. لأن أخلاقي لا تسمح لي بذلك.. وقام بن زغيبة من مكانه وصافحه بحرارة وقال نعم الأخلاق.. رحم الله مختار وأسكنه فسيح جناته».