تحقيقات وبائية لتجنّب الفيروس المتحوّر

استمرار تطبيق الإجراءات الوقائية ضدّ الجائحة

صونيا طبة

د. نجاة غمادي: التراخي سينتج عنه موجة ثالثة خطيرة

أولى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في اجتماع مجلس الوزراء أهمية قصوى لتطور الوضع الوبائي في الجزائر، خاصة بعد الإعلان عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس المتحوّر، وقرّر تشديد الإجراءات الوقائية المتمثلة في غلق الحدود وتوقيف الرحلات الدولية لتجنّب تفشي السلالات الجديدة للفيروس، موازاة مع التسريع بإطلاق مشروع إنتاج لقاح سبوتنيك بالجزائر.

أعطى رئيس الجمهورية تعليمات إلى المسؤولين عن قطاع الصحة بتوسيع إجراء التحقيقات الوبائية فيما يتعلق بالحالات المصابة بالفيروس المتحوّر الذي يشهد انتشارا واسعا في العديد من الدول، زيادة على تشديده على الاستمرار في تطبيق الإجراءات الوقائية المتخذة لتفادي انتشار الفيروس من خلال الإبقاء على غلق الحدود والمجال الجوي، لاسيّما على ضوء الظروف الصحية الدولية الحالية بعد انتشار السلالات الجديدة لفيروس كورونا.
وألحّ رئيس الجمهورية على مواصلة برنامج التلقيح ضدّ فيروس كورونا كوفيد- 19 مع مراعاة توصيات الخبراء والمختصين، فيما يتعلق باختيار اللقاحات ومدى فعاليتها ضدّ النسخ المتحوّرة للفيروس، مع الاستغلال الأمثل لكميات اللقاح المتوفرة والشروع في تصنيع اللقاح الروسي «سبتوتنيك v» في أقرب وقت ممكن وكذا تسريع إجراءات دعم الاستثمار في مجال الصناعات الصيدلانية.
في هذا الإطار، أكّدت الأخصائية في الأمراض الصدرية الدكتورة نجاة غمادي في تصريح لـ» الشعب «، أنه من المتوقع أن تشهد الجزائر موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا في الأسبوع القادم بسبب التراخي في الالتزام بإجراءات الوقاية والتجمّعات الكثيرة في عدّة ولايات، مضيفة أنّ استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى فرض حجر صحي شامل، خاصة بعد دخول الفيروس المتحوّر إلى الوطن.
وقالت المختصة في الأمراض الصدرية، إنّ تسجيل حالات بالفيروس المتحوّر في الجزائر يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية صارمة لتفادي العودة لنقطة الصفر بعد الجهود المبذولة، منذ بداية الجائحة، لتحقيق استقرار في الوضع الوبائي، مشيرة إلى أنه سريع الانتشار بنسبة 70 بالمائة أكثر من الفيروس الأصلي والاستهتار في تطبيق التدابير الاحترازية والاستمرار في تنظيم التجمعات قد يدخلنا في كارثة صحية.
وأوضحت أنّ خطورة السلالة الجديدة تكمن في انتقالها السريع من شخص إلى آخر، وهو الأمر الذي يضع المستشفيات في وضع صعب في حال ارتفاع الإصابات بالفيروس المتحوّر بسبب عدم قدرتها على استيعاب عدد كبير من الحالات، بالإضافة إلى الضغط الكبير الذي عاشه الطاقم الطبي على مستوى جميع المؤسسات الصحية في مواجهة الوباء في الصفوف الأمامية دون توقف، مشدّدة على ضرورة التحلي بالوعي أكثر من أيّ وقت سابق لتفادي حدوث عواقب وخيمة.
كما حذرت من اللامبالاة في التعامل مع الوضع الوبائي الراهن، من خلال الاستمرار في إقامة حفلات الأعراس وتنظيم التجمعات في الشارع وعدم ارتداء القناع الواقي والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، منبهة بأن سرعة انتشار الفيروس المتحوّر ستفوق حملة التلقيح، باعتبار أنّ اللقاحات يتمّ جلبها عبر مراحل والكميات المتوفرة حاليا لا يمكن أن تلبي جميع الاحتياجات.
وأوضحت المختصة في الأمراض الصدرية، أنّ اللقاح لن يقضي على الفيروس وإنّما يساهم في التقليل من حالات الإصابة بالتعقيدات الصحية والوفيات، قائلة إنّ اعتقاد البعض بعدم إصابة الشخص الملقح بالفيروس أمرا لا أساس له من الصحة لأنّ اللقاح لن يحمي من الإصابة، ولكن يقي من إمكانية ظهور مضاعفات خطيرة خاصة لدى كبار السنّ والمصابين بأمراض مزمنة.
وحسب الدكتورة غمادي، فإنّ إجراءات الوقاية تبقى الحلّ الأنجع لتجنّب تفشي الفيروس الأصلي والمتحوّر خاصة وأنّ حملة التلقيح ستدوم إلى غاية نهاية 2021 ولن يستفيد منها جميع المواطنين في بدايتها، كون الأولوية للفئات الهشة الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس، ما يتطلّب أخذ مزيد من الحيطة والحذر في التعايش مع الوضع الوبائي الحالي.
وما تعلق بمدى فعالية اللقاحات المتوفرة في الجزائر ضدّ الفيروس المتحوّر، أجابت أنّ اللقاح الروسي سبوتنيك يعدّ من بين أفضل اللقاحات الموجودة من حيث الفعالية والسلامة وظروف التخزين والسعر، مشيرة إلى زيادة الطلب على اللقاح الروسي في الفترة الأخيرة.
واستبعدت المختصة في الأمراض الصدرية، أن تكون اللقاحات غير فعالة ضدّ النسخة الجديدة للفيروس، مؤكدة أنه من الممكن أن تقلّ درجة الحماية التي توفرها اللقاحات ضدّ الفيروس المتحوّر ولكن لن تكون منعدمة، خاصة وأنها أثبتت فعالية تفوق الـ 90 بالمائة، معتبرة التغييرات التي طرأت على كوفيد -19 بأنها طبيعية، كون جميع الفيروسات التنفسية تتغير وتتحوّر كما يحدث مع الإنفلونزا الموسمية.
واعتبرت غمادي مشروع تصنيع اللقاح في الجزائر بالخطوة الهامة، لاسيّما وأنّ اختيار سبوتنيك الروسي -على حدّ قولها -موفق إلى أبعد حدّ، نظرا لنحاج هذا اللقاح على جميع المستويات، ما جعل العديد من الدول تتسارع لاقتناءه وتوفيره على حساب لقاحات أخرى صنّفت في البداية على أساس أنّها الأحسن والأفضل، مضيفة أنّ الجزائر تملك جميع الإمكانيات التي تمكنها من إنتاج اللقاح محليا، ما من شأنه أن يساهم في تلبية جميع الاحتياجات الوطنية من اللقاح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024