بعد 10 سنوات من عدم الاستقرار السياسي، والمعاناة تستعد ليبيا لتصحيح المسار، والعودة لسابق عهدها ونفض الغبار عن كاهلها من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل. ومع احتدام المنافسة بين المرشحين ، تتعالى أصوات لتأجيل الموعد الانتخابي بمبرر ضعف القوانين الانتخابية، لكن حكومة السلطة التنفيذية تحذر من عواقب التأجيل لمخالفته الإرادة الشعبية، كما أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، التزام المجلس أمام الشعب والعالم بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن، وفي موعدها لضمان استقرار ليبيا.
وشدد المنفي خلال لقائه، أمس، سفير مالطا لدى ليبيا تشارلز صليبا على استمرار المجلس في الإيفاء بوعده بوقف إطلاق النار وملف المصالحة الوطنية.
ارتفع عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية في ليبيا، أمس، إلى قرابة الأربعين مرشحا، قدموا ملفاتهم للمفوضية العليا للانتخابات، عبر مكاتبها الثلاثة في كل من بنغازي وسبها وطرابلس. وبلغ عدد المرشحين الذين تقدموا رسميا بطلبات وملفات ترشحهم للانتخابات الرئاسية أمام الإدارات الانتخابية الثلاث حتى، صباح أمس، ( 37) مرشح.
التزام بالموعد الانتخابي
أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، أمس، التزام المجلس أمام الشعب الليبي والعالم، بإجراء الاستحقاق الانتخابي بشكل متزامن في موعده، لضمان استقرار ليبيا. وأشار خلال استقباله سفير مالطا لدى ليبيا تشارلز صليبا، إلى نجاح المجلس الرئاسي في الإيفاء بوعوده بوقف إطلاق النار، وفتح الطريق الساحلي، وإطلاق ملف المصالحة الوطنية.
وبحسب الصفحة الرسمية للمجلس الرئاسي، بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ناقش اللقاء «آخر تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، ومنطقة حوض المتوسط، والترتيبات المتخذة لإجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، بعد إعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فتح باب الترشح».
ولضمان تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد. أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن البعثة الأممية في ليبيا تتواصل مع جميع أصحاب المصلحة الليبيين لضمان تنظيم انتخابات شاملة وذات مصداقية في 24 ديسمبر، وفق خارطة الطريق وقرارات مجلس الأمن.
دعم أممي
أضاف المتحدث في تصريحات صحفية، أن الأمم المتحدة ستقدم جميع أوجه الدعم الفني لمفوضية الانتخابات الليبية في عدة مجالات واسعة، منها التواصل مع صنَّاع القرار وصنَّاع الرأي، وتقديم المشورة الفنية والمساعدة على النحو المطلوب.
من جهته، أكد المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، ضرورة أن يتوجه الشعب الليبي نحو صناديق الاقتراع، وذلك لتحقيق الاستقرار والأمن والسلام والمصالحة الشاملة في ليبيا.
القرار للشعب
وقال المريمي ـ في تصريحات اعلامية خاصة ـ «إن غالبية الشعب الليبي تريد الانتخابات، وتؤيد القوانين الانتخابية، وشعبنا له تجربة كبيرة خلال السنوات الماضية، وعرف أن الاحتكام إلى السلاح والتمرد لا يجدي نفعا، والأمر متروك الآن للشعب الليبي ليختار الشخصية المناسبة له في هذه المرحلة لتقود البلاد وتأخذها إلى طريق الاستقرار وتطبيق القانون».
وتوقعت مصادر بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات أن يصل عدد المواطنين المتقدمين للترشح في الانتخابات الرئاسية إلى 50 مرشحًا.
ومن المقرر أن تنتهي اليوم مرحلة قبول طلبات الترشح لانتخابات رئيس الدولة، وتعقد المفوضية بعد ظهر غد مؤتمرًا صحفيًّا بشأن انتهاء هذه المرحلة، وآخر استعدادات توزيع بطاقة الناخب.
