محطة هامة لاستكمال بناء الجزائر الجديدة

المجتمع المدني يعلق الآمال على تجسيد التغيير

صونيا طبة

يعلق ممثلو المجتمع المدني الآمال في هذه الانتخابات المحلية، لتجسيد التغيير الحقيقي واستكمال مسار بناء الجزائر الجديدة، من خلال تطبيق الوعود المقدمة في الحملة الانتخابية على أرض الواقع، وينتظرون وضع آليات ترمي إلى تفعيل دور الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وتعزيز مكانته كفاعل حقيقي في تسيير الشأن المحلي وإيجاد حلول للمشاكل التي تعيق نشاطات الجمعيات الخيرية في الميدان.

أكد رئيس الشبكة الجزائرية للشباب عادل قانة، أنّ المحليات محطة هامة يستكمل من خلالها مسار بناء الجزائر الجديدة بعد محطة الرئاسيات وتعديل الدستور وتعديل قانون الانتخابات.
قال رئيس الشبكة الجزائرية للشباب، إنه ينتظر الكثير من الفائزين بأعلى نسبة تصويت في الانتخابات المحلية، من خلال الوفاء لالتزاماتهم وتجسد الوعود التي قدموها للمواطنين خلال الحملة الانتخابية، مشيرا إلى أهمية الحدث باعتبار أنّ المجلس البلدي والمجلس الولائي الهيئتان الأقرب للمواطن والتي يمكن من خلالهما الاطلاع فعليا على انشغالاته ومشاكله ومن ثمّ معالجتها.
وأبرز قانة بأنّ ثقافة الانتخاب حاضرة في المجتمع الجزائري ولكن ينقصها العمل على تحفيز الهيئة الناخبة وتكاتف الجهود لترجمة هذه الثقافة في الميدان عن طريق الاقتراع في الانتخابات، بالإضافة إلى المساهمة في اختيار الأعضاء الذين يستحقون تحمّل المسؤولية ونيل ثقة المواطنين في إطار تجسيد وتعزيز قيم المواطنة الفاعلة والوقوف في وجه الحملات المغرضة التي تهدف إلى تشويه الانتخابات وزعزعة الاستقرار وتثبيط الجهود الرامية لبناء الجزائر الجديدة.
وتحدّث رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب عن الديمقراطية التشاركية، مشيرا إلى أنّها السبيل الوحيد لنجاح المجالس المنتخبة الجديدة من خلال إشراك الجميع دون إقصاء ولا تهميش من أجل وضع اليد في اليد ومواجهة مختلف التحديات المحلية والوطنية، مؤكدا أهمية المساهمة جنبا إلى جنب في معركة البناء والتشييد وتحقيق التنمية على المستوى المحلي والانخراط في هذه المساعي الوطنية الحثيثة.
وفي هذا الإطار، وعد بمواصلة الأكاديمية دعمها والتواجد الميداني في مختلف المحطات، وأن يكونوا سندا للمجالس البلدية في رفع انشغالات السكان والمساهمة في حلحلتها زيادة على مواصلة العمل التضامني والتوعوي اليومي، بما أن المجالس المحلية هي أهم لبنة في بناء هذا الصرح الجديد وتعد محطة التشريعيات، وهي المحطات التي وعد رئيس الجمهورية بها ووفى بذلك.
وبخصوص ما ستفرزه هذه الانتخابات المحلية أجاب رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب، قائلا “إننا كمجتمع مدني أولا نثمن عاليا ما تحقق لفائدة المجتمع المدني من خلال دسترته في دستور 2020، وكذا إشراكه في مختلف المحطات والاعتماد عليه في إيجاد حلول للكثير من التحديات التي عرفتها البلاد، وعليه فإنّ المجتمع المدني يبقى يمد يده للجميع من أجل المساهمة في بناء الجمهورية الجديدة بعدما كانت أدواره، في سنوات خلت، مجرد ديكور وأداة للترويج والتهريج، فاليوم أدواره أصبحت أكثر فاعلية وتدخل في صلب التنمية والبناء المؤسساتي.
وأضاف أنّ المجتمع المدني أهم روافد التنمية في الحياة العامة، وعنصرا فاعلا في تعزيز المشاركة السياسية وتحقيق الديمقراطية، وعلى هذا الأساس وبمناسبة اقتراب الانتخابات المحلية أطلقت الشبكة الجزائرية للشباب برنامج للتحسيس والتوعية على مستوى مختلف ولايات الوطن مع استهداف العديد من البلديات، خصوصا تلك التي تعرف نقصا في المشاركة الانتخابية عبر مختلف المحطات السابقة.
ومن جانبه، قال رئيس جمعية التقوى والاحسان فوزي رابحي، إنّ الآمال معلقة على الشباب المترشحين بقوة في هذه الانتخابات المحلية كونهم يشعرون أكثر من غيرهم بالمعاناة الحقيقية لهذه الفئة، مضيفا أنّ الجزائريين سئموا من الوعود المقدمة في كل حملة إنتخابية دون تجسيدها على أرض الواقع.
ويرى رئيس جمعية التقوى والإحسان أنّ التغيير الحقيقي ينطلق بتجسيد الالتزامات والتعهدات في الميدان والاستجابة الحقيقية لانشغالات ومطالب المواطنين، لأنّ ذلك يسمح بإعادة كسب ثقتهم في المسؤولين، من خلال النزول إلى الميدان والاحتكاك بالفئات الهشة التي تعاني في صمت والاطلاع على واقع الانشغالات اليومية للمواطنين والعمل على إيجاد حلول وآليات تضع حدا للمشاكل العالقة منذ سنوات.
وحسب رابحي، فإنّه من الضروري إسناد المسؤولية في جميع الميادين لأهل الاختصاص وذوي الكفاءة والنزاهة والتأهيل والقدرة على القيادة والممارسة السياسية النظيفة من أجل خدمة الصالح العام، موضحا أنّ الجزائر بحاجة إلى رجالها ونسائها قادرين على تحمل المسؤولية لمواجهة الأزمات والتحديات بالتعاون والتنسيق مع مختلف الهيئات والعمل المشترك ما بين جميع القطاعات والمنظمات الوطنية.
وأضاف رئيس جمعية التقوى والإحسان، في ذات السياق، قائلا” نحن متفائلون بالتغيير الإيجابي في كثير من المجالات والأصعدة، والذي يتجسّد بفضل مسؤولين وطنيين يعملون للصالح العام وليس لخدمة مصالحهم الخاصة ويكونوا أهلا للثقة ومستعدين لتحمّل المسؤولية التي وضعها الشعب على عاتقهم.
وفيما يخص مساهمة المجتمع في برامج التنمية المحلية، أوضح أنّ الجمعيات التي تنشط في الميدان غائبة تماما ولا يتم إشراكها في تسيير الشأن المحلي، بالرغم من الجهود التي تبذلها بإمكانياتها الخاصة لمساعدة المحتاجين والفئة الهشة خاصة في الأحياء الشعبية التي تعاني من عدة نقائص، مبرزا استعداد جمعيته للعمل بالتنسيق مع البلدية وتضافر الجهود للمساهمة في تقديم اقتراحات حول برامج التنمية المحلية، قائلا إنّ الجمعيات بحاجة إلى الدعم ولم تعد قادرة على مواصلة العمل وحدها.
وكشف رئيس جمعية فرحة القلوب، رياض محمد أوسعيد، عن عدم إشراك الجمعيات الجديدة في الشأن المحلي والاستعانة فقط بالجمعيات التي تنشط منذ سنوات بالرغم من العمل الخيري المكثف التي تقوم به على مدار السنة وبإمكانيات بسيطة دون دعم من قبل السلطات المحلية، مبرزا استعداده لتلبية النداء رفقة أعضاء الجمعية الذين أغلبهم شباب مكونين، منذ سنوات في العمل التطوعي.
وأعرب عن آماله في تجسيد جميع الوعود المقدمة من قبل المترشحين الفائزين في المجالس الولائية والبلدية على أرض الواقع ولا تبقى مجرد كلام فقط دون تطبيق، وهو ما تعوّد عليه المواطنون في المحليات السابقة الأمر الذي أفقدهم الثقة في ممثليهم، مضيفا أنّ المجتمع المدني بحاجة إلى آليات جديدة لتفعيل وتعزيز مكانته كفاعل حقيقي في تسيير الشأن المحلي وإيجاد حلول لمشكل المقر الذي يعيق عمل أغلب الجمعيات في الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024