عودة السامـــــري

مبروك بالنوي

مَرَّةٌ أُخْرَى سَامَرُوا السَّامِرِيَّا
 أُشْرِبُوا العِجْلَ حِيْنَ خَانُوا النَّبِيَّا
مّرَّةٌ أُخْرَى عَاقَرُوا جُرْحَنَا
 واسْتَنْزَفُوهُ فَكَانَ عُرْسُهُمْ دَمَوٍيَّا
هَكَذَا خِلْسَةً أَتُوهُ ثَمَالَى
  نَبَشُوهُ، تَلَمَّسُوهُ مَلِيَّا  
هَكَذَا عَاثُوا هَكَذا فَاسْتَوقَدُوا فِي
  مُنْتهَانَا ثَأْراً لَهُمْ وَثَنِيَّا
أَنٔتَ تَدْرِي يَا سَيِّدِي أَنَّنَا مِنْ
  سَبْرِ جُرْحِ الرُّؤَى نَتُوهُ قصِيَّا  
أَنْتَ تَدْرِي فَرْطَ اشْتِعَالِ دِمَانَا
  نَفْتَدِي البَدْءَ أَوْ نَزِيْدُ صُلِيَّا
حُلْمُنَا رَاعِفُ الشَّرَايَيّنِ دَهْراً
  فَمَتَى نَسْتَعِيْدُ نَبْضاً عَلِيَّا
لَمْ يَزَلْ مُوقِظاً وَجَعِي حَدَّ
احْتِرَاقِ الشَّدْوِ انْتَشَى غَجَرِيَّا
إِنَّنُي خَوفاً خَالِعٌ كَبِدِي لَوْ
أَسَفاً غَرَّبُوا الهَوَى القُدُسِيَّا
يَعْشُبُ الظَّنُّ مُوغِلاً فِي رُؤَانَا
  مُوقِداً جَمْرَ العُمْرِ دَهْراً حَمِيَّا
أَنَّنِي سَيِّدِي بِلاَ زَمَنٍ، أَزْمِنَتِي
  تَاهَتْ تَسْتَمِيْلُ الغَوِيَّا
مَرَّةٌ أُخْرَى سَيِّدِي مِنْ متَاهٍ
  لِمَتَاهٍ نَسْتَرْهَبُ الجَاهِلِيَّا
بَيْنَمَا صِرْنَا فِي زَمَانٍ غَرِيْبٍ
  فِيْهِ كَمْ يَنْكُرُ الوَلِيُّ الوَلِيَّا
هَكَذَا دُونَ مَنْطِقٍ نَتَحَرَّى
  لَمْ نَزَلْ مَنْطِقاً لَدِيْهِم غَبِيَّا  
هَكَذَا مُثْلَمَا أَتِيْنَا مَجَازاً
  سوْفَ نَمْضِي فِي الحَالَتِيْنِ نَفِيَّا
أَيْنَمَا وَلِّيْنَا وَجُوهَ هَوَانَا
  ثَمَّ وَجْهٌ كَمْ يَزْدَرِيْنَا رَدِيَّا
مَاسِكِيْنَ الجَمْرَ احْتِسَاباً لِيُومٍ
  نَتَهَجَّى فِيْهِ الهَوَى الأَزَلِيَّا
نُوقِدُ الجُرْحَ فِي لَيَالِي سُرَانَا
حِيْنَ نَقْتَاتُ دَهْرَنَا البَرْبَرِيَّا
وَابْتُلُوا فِي نِصْفِ الطَّرِيْقِ بِنَهْرٍ
عَرَفُوا مِنْهُ ثُمَّ تَاهُوا بَلِيَّا
حَمَلُوهُ بِالأَمْسِ نَيْراً طَوِيْلاً
ظَمَأً مُمْتَدّاً بِهِمْ سَرْمَدِيَّا  
أَسَفاً لَمْ نَعُدْ حَكَايَا المَرَايَا
حِيْنَ تَزْهُو بِنَا حُرُوْفاً نَدِيَّا
رُبَّمَا هَكَذَا نَرَانَا عِطَاشاً
 نَشْرَبُوا العُمْرَ فِيْكَ وَهْماً سَرِيَّا
خُدْعَةً سَيِّدِي إِذَا مَا انْتَهِيْنَا
نَحْتَمِي بِالسَّرَابِ دِرْعاً عَصِيَّا
بَيْنَ بَابِيْ هَوَاجِسٍ وَ مَرَاءٍ
يَعْشُبُ البُعْدُ بَيْنَنَا مَأْسَوِيَّا
أَنْتَ تَدْرِي بِأَنَّنِي طُولَ عُمْرِي
  مُوْقِنٌ بِالأَبْعَادِ أَمْضِي رَئِيَّا
أَنْتَ تَدْرِي لَوْلاَ ابْتِزَازِ زَمَانِي
كَانَ دَوْماً بِي فِي المَآسِي حَفِيَّا
عَادَةً هَا هُنَا يُلاَزِمُنَا فِي
رَحْلِنَا كُلُّ مَا ادَّخَرْنَا رَضِيَّا

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025