الاباضيون ساهموا في نشر الإسلام بشمال إفريقيا

أكد عيسى بن مكي أخصائي في علم الانتروبولوجيا من منبر ضيف “الشعب”، أن الاباضيين ليسوا خوارج، كما يعتقد البعض، بل تزامن ظهورهم مع ظهور الخوارج، وهم يتبعون المذهب المالكي مثلهم مثل باقي الجزائريين، وبالعودة إلى الوراء قليلا يتضح لنا ذلك جليا، حيث تتلمذ شيخ الاباضية عبد الله بن اباض على يد الشيخ عبد الله بن زيد الذي بدوره تتلمذ على يد السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب قوله.
وذهب عيسى بن مكي إلى أبعد من ذلك قائلا: “الاباضيون جاؤوا في نزوح وساهموا في نشر الإسلام في شمال إفريقيا، ولا يعوذ الفضل في ذلك إلى الصحابي الجليل عقبة بن نافع كما تظن الأغلبية على حد قوله. وكشف الأخصائي في الانتروبولوجيا أن قدومه إلى المنطقة كان بهدف طرد البيزنطيين منها.
ولأن الفكر الاباضي، فكر مؤسس لبناء دولة فقد أكد من منبر “ضيف الشعب”، أنه بالعودة إلى التاريخ نكتشف أن الاباضيين أقاموا دولا في كل من جبل نفوسة بليبيا والمغرب وتيهرت بالجزائر، وحين دمرت هذه الأخيرة أعادوا بناءها في ورقلة، أساسها توحيد الحكم وطاعة أولي الأمر على خلاف ما هو منتشر في عصرنا من اختلافات بسبب السياسة التي تعد مصدر للكثير من المشاكل والقلائل في المجتمع، موضحا أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل هناك ثالوث ينظم حتى حياتهم مع المحيط أساسه “العقيدة، القول، والعمل”، مؤكدا في سياق حديثه انه نظام معروف بصرامته في تطبيق الدين كما تنص عليه تعاليم ديننا الحنيف، التي تحث على التسامح والتصالح، وهذا ما لاحظناه فعلا من خلال معاملاتهم التجارية في كل الأحياء وفي مختلف الولايات حيث نلتمس فيهم كافة الخصال الحميدة من صدق وأمانة.
وأوضح بن مكي أن ما يقع حاليا من أحداث في غرداية لا يتعلق بالمذهب كما يشاع ،لان الاباضية تنبثق من المذهب المالكي، وأن الاختلاف شكلي وبسيط على حد قوله. كاشفا أن المنطقة تعاني بسبب طرف ينشر أشياء غريبة عنها، خدمة لمصالحه لا أكثر ولا أقل. دون أن ننسى السموم التي تبثها القنوات الفضائية ،ساهمت في اذكاء نار الفتة بها، مما أبقى الوضع يراوح مكانه كل هذه الفترة
ودعا بن مكي في الأخير، المدرسة الجزائرية إلى القيام بدورها بتدريس الفكر الاباضي والتعريف بقيمه الفاضلة والمبادئ التي يقوم عليها، ويرى فيه الحل الأمثل لتصحيح المفاهيم الخاطئة في المجتمع الجزائري.