الشّاعرة ريمة شاوي في حديث عن الطّفل والفضاء الافتراضي

شهدنا إبداعات ولوحات فنية وكتابات رائعة الذّوق والجمال

أمينة جابالله

 

 

 

 العالم الافتراضي سلاح ذو حدّين

وقفت العديد من المؤسّسات والجمعيات الثقافية والفنية بالمرصاد لتنمية الابداعات الإنمائية للطفل، والتي زادت في زمن كورونا لكسر حاجز الروتين المنزلي الاجباري، وإضفاء جو المرح واللعب والمنافسة والتوعية عن طريق العالم الافتراضي، الذي كان وما زال بمثابة حلقة وصل بين الآباء والأبناء، ولكن السؤال المطروح: هل ما تمّ تقديمه من محتوى خلال الجائحة افتراضيا ساهم في تنشئة الطفل أم كانت مجرد عروض وفقط؟

 أكّدت الشّاعرة والمختصّة النفسية ريمة شاوي، بأن الجمعيات الثقافية كان لها دور فعال في إعادة دمج وتأهيل نفسي للأطفال في ظل الظروف الحرجة لجائحة كورونا، في جميع ميادين الفن بمختلف أنواعه الرسم والموسيقى والمسرح والكتابة وحفظ القرآن الكريم، قائلة إنّه على سبيل المثال بادرت جمعية «صانعي البسمة لترقية الشباب والطفولة» المنظم بولاية ڤالمة بناء على «أيام الطفل القالمي للفرجة والمرح»، بمسابقات أدبية توعوية وتثقفية وتحسيسية في نفس الوقت تحت شعار «وعينا يحمينا».
وأشارت إلى أنه كانت هناك عدة مسابقات، أحسن فيديو تحسيسي حول كورونا، أحسن رسم تحسيسي حول الوباء للأطفال الصغار من 5 إلى 14 سنة، وأيضا مسابقة قصيدة شعرية ونص كتابي في زمن كورونا، كما جاء على لسانها: «لا أحد ينكر بأن الفضاء الأزرق كان بمثابة جواز مرور وعبور ووعي، وذلك وفق ما تناولته الأنشطة من مسرحيات التي من خلالها لعب الاطفال دور المريض والطبيب، وشروحات حول كيفية انتقال عدوى الفيروس، من أجل زيادة الوعي وتنمية الشعور بالمسؤولية لديهم، ونفس الشيء بالنسبة للمسابقات الفكرية وحفظ القرآن مع جوائز تحفيزية عند إعلان النتائج يتلقى الفائز الهدية في المنزل مع شهادة تقدير، ممّا فتح أجواء للمنافسة والوعي والإبداع، مضيفة «شهدنا إبداعات ولوحات فنية وكتابات رائعة الذوق والجمال».
وبالموازاة تطرّقت ريمة شاوي إلى ما يحمله الشق غير المرغوب من الأنترنت، حيث قالت في هذا الخصوص: «ولكن العالم الأزرق سلاح ذو حدين، بإيجابياته خفّف نوعا من التوتر والقلق السائد في تلك الفترة، وكسر روتين الحجر الصحي، وخفف العبء على الاولياء وترسيخ الثقافة الوقائية والتوعوية، وتخفيف الضغط النفسي على الاولياء والأطفال، ومن جهة تختلف الظروف الاجتماعية والاقتصادية من عائلة إلى أخرى، هناك من لا تملك الانترنت في المنزل وتعاني من أزمة السكن والكراء وغلاء المعيشة، ولا تملك أدنى الماديات ولا الوقت الكافي للجلوس حول أجهزة الكمبيوتر أو الأنترنت، وتفعيل ألعاب ومسابقات ثقافية، كما أن العالم الأزرق أضحى بسبب فترة جائحة كورونا كإدمان للأطفال، ناهيك عما سببه من أمراض كالسمنة وارتفاع السكري، وبعد زوال الوباء أضحى إدمانا لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة، وخلق الشخصيات الاتكالية ونقص لغة الحوار، وسادت لغات واستجابات إلكترونية.
وأضافت محدّثتنا أنه يجب أن نأخذ العصا دوما من الوسط، بمعنى لا إفراط ولا تفريط ونحاول قدر الامكان استنساخ الأشياء الايجابية والمهارات الابداعية، التي شاء القدر أن ترى النور من قبل أطفالنا، حيث في إطار جائحة كورونا تعلم مهارات الطبخ والخياطة والتفصيل والبستنة، وإتقان أعمال المنزل بكل سهولة، وزخرفة لوحات جمالية ساحرة من فنون الرسم والنحت، مع عدم نسيان الدور الفعال لبعض الجمعيات الثقافية واعتنائها بفئة الاطفال، لا سيما في مناطق الظل والتي قامت بتكريمهم بجوائز وشهادات تحفيزية لزيادة ثقتهم بأنفسهم، وتفعيل مشاهد إيجابية في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحفيز الأهل والأطفال للمزيد من الابداع وروح المنافسة، فضلا عن اكتشاف مواهب ـ تقول ـ وتجسيدها على أرض الواقع، والتقليل من الاضطرابات النفسية، ولكل شيء حدين جانب إيجابي وآخر سلبي.

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024