طباعة هذه الصفحة

مصالح الأمن الجزائرية أجهضت المخطط الدنيئ

“فشل المؤامـــــرة ..صقور الجزائر تنتصر”.. الحقـــائـــــــــــــــــــــــــق بالصـــــــــــوت والصــــــــــــــــورة

حمزة.م

 

 خبايا وخلفيات خطيرة لمخطط المخابرات الفرنسية ضد استقرارنا

يقدم إحباط مصالح الأمن الوطني، مؤامرة المخابرات الفرنسية، لمحة عن المخطط الجهنمي لاستهداف الجزائر وجوارها الإقليمي، عبر توظيف التطرف العنيف. ويكشف في المقابل، عن أحد الدوافع وراء إلحاح الجانب الفرنسي على ترحيل الإرهابيين العائدين من جبهات القتال في الشرق الأوسط باتجاه الجزائر.

في وثائقي «فشل المؤامرة.. صقور الجزائر تنتصر»، بثه التلفزيون الجزائري وقناة الجزائر الدولية ال24، أفاد الشاب المدعو عيساوي محمد أمين (35 سنة)، بمحاولة المخابرات الخارجية الفرنسية «دي.جي.أس.إي»، تجنيده لصالحها، وأن يشتغل جاسوسا لديها من داخل الجزائر، ثم لاحقا من خارجها.
يقول عيساوي، العائد من صفوف التنظيمات الإرهابية في العراق، إن إطار جهاز الاستخبارات الفرنسي الذي التقاه أول مرة، بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر العاصمة، يشغل منصب سكرتير أول على مستوى السفارة الفرنسية بالجزائر.
وكشف أن المهام التي طلب منه تنفيذها كانت «التقرب من المتطرفين بعد رصدهم في تيبازة، ثم الأحياء الشعبية الكبرى بالعاصمة، تحديد تواجد كاميرات المراقبة ودوريات الشرطة بالزي المدني وغيرها»، مضيفا بأنهم «أرادوا إرساله إلى النيجر».
وبالعودة إلى بداية المخطط، لابد من الإشارة إلى أن اختيار المخابرات الفرنسية لشخص «عيساوي محمد أمين» ليس اعتباطيا، كونه عنصرا سابقا في تنظيم داعش الإرهابي، جرى تجنيده عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم استقطابه إلى العراق من بلد إقامته إسبانيا، مرورا بباريس وتركيا.
وتعتبر المخابرات الفرنسية، واحدة من أكثر أجهزة الاستخبارات في العالم دراية بملف إرسال أو «تسفير» الشباب باتجاه سوريا والعراق، منذ سنة 2014، حيث كانت العاصمة باريس ثم الحدود التركية نقاط عبور رئيسية لآلاف الشباب، بما فيهن النساء من مختلف أنحاء أوروبا.
ومنذ 2018، وعندما انهارت هذه التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، بدأت المجتمعات الغربية، ومنها المجتمع الفرنسي، يواجه معضلة ما يسمى بـالمقاتلين (الإرهابيين) العائدين من سوريا والعراق، وذكرت أرقاما بالمئات لهؤلاء أغلبهم بفرنسا.
من هذا المنطلق، تحوز المخابرات الفرنسية على القوائم الإسمية لجل الذين التحقوا بأماكن القتال في الشرق الأوسط، ولا شك أن تواصلها عن طريق جمعية متخصصة مع الشاب المدعو «عيساوي محمد أمين»، يدخل في إطار مشروع «تخريبي» جديد، يستهدف الجزائر ثم دول الجوار لاحقا.
لأن مطالبته بالتقرب من المتطرفين في العاصمة والولايات المجاورة، ثم توسيع الأمر ليشمل باقي الولايات، أمر في غاية الخطورة، يرمي إلى تشكيل خلايا نائمة أو خلايا خلف الخطوط تحضر لمشروع ما، وتنتظر الأوامر للتحرك في الوقت المناسب، خاصة وأنه وكلف برصد نقاط انتشار كاميرات المراقبة ودوريات الشرطة بالزي المدني والرسمي.
ولا يوظف المتطرفون في العالم أجمع إلا من أجل الشيء الوحيد الذي يجيدونه، وهو الفوضى الهدامة وصناعة التوحش، وما يثير الدهشة في استهداف العاصمة بالنشاط الاستخباراتي، أنه يحمل نوايا عدائية كبيرة.
في المقابل، تكشف رغبة المخابرات الخارجية الفرنسية، في إرسال هذا الشاب إلى النيجر، وهي الدولة التي طردت منها فرنسا سنة 2023، عن مخطط لزعزعة استقرار هذا البلد الفقير في الساحل الإفريقي.
وبشكل عام، لا يخرج مخطط المخابرات الخارجية الفرنسية، التي رصدت 1 مليار يورو في ميزانيتها لعام 2025، عن محاولة تكرار بعض السيناريوهات في الشرق الأوسط ونقلها إلى الجزائر أو جوارها الإقليمي، عبر نقل أكبر عدد ممكن من المتطرفين وتجميعهم في مكان واحد، ثم تفجير نشاطهم الدموي.
ويكشف المخطط أيضا، عن حالة يأس تكون قد أصابت هذا الجهاز بعد رهانه الطويل على الطابور الخامس أو «الخبارجية»، دون جدوى، حيث أحبط وعي الجزائريين وتلاحمهم مع جيشهم، كل مؤامرات القوة الناعمة أو الفوضى الخلاقة القائمة على استحضار شروط المرحلة الانتقالية والتحطيم الهيكلي لمؤسسات الدولة.
لذلك، لجأت إلى المرحلة الموالية والمتمثلة في ضخ التطرف العنيف والاعتماد على أولئك الذين غررت بهم التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، لكونهم عناصر جاهزة من حيث التدريب وإدارة العنف.
وهذا ما يفسر أحد الدوافع وراء إصرار وزارة الداخلية الفرنسية، في كل مرة، على ترحيل عشرات الإرهابيين العائدين من مناطق القتال في الشرق الأوسط، باتجاه الجزائر، زاعمة أن أصولهم جزائرية، ولكنهم فرنسيو المولد والنشأة والتطرف، تم توظيفهم واصطيادهم من قبل التنظيمات الإرهابية.
ويمثل إحباط مؤامرة بهذه الخطورة، نجاحا باهرا لمصالح الأمن الوطني، واستعدادها لمثل هذه المخططات العدوانية التي تكشف نوايا أصحابها تجاه الجزائر.