طباعة هذه الصفحة

36 ألف محبوس يجتازون امتحانات إثبات المستوى.. زرب:

تنمية مؤهلات المحبوسين ضمـن سياسـة إعـادة التربيـة والإدماج

 عصرنة التسيير الإداري والمالي للمؤسسات العقابية وترقية النشاطات التربوية والصحية والنفسية للنزلاء

اجتاز أزيد من 36 ألف محبوس مسجل في التعليم عن بعد، أمس، امتحانات إثبات المستوى عبر الوطن، بحسب ما أفاد به بمستغانم المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أسعيد زرب.
وأوضح زرب، في كلمة له بمناسبة إشرافه، رفقة والي مستغانم أحمد بودوح، على إعطاء إشارة انطلاق هذه الامتحانات بمؤسسة إعادة التربية لعين تادلس، أن “36.339 محبوس مسجل في نمط التعليم عن بعد اجتازوا، أمس، هذه الامتحانات عبر الوطن يتوزعون على المستويين المتوسط والثانوي، من بينهم 35.846 محبوس و493 محبوسة”.
وأضاف المتحدث، أن هذه الامتحانات تجري عبر 141 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد كمراكز إجراء لامتحانات إثبات المستوى والتي يشرف على تأطيرها 1.294 أستاذ مشرف.
وذكر زرب، أن “مصالح إدارة السجون أحصت 76.421 محبوس مسجل في التعليم عن بعد في مختلف الأطوار التعليمية خلال الموسم الجاري، من بينهم 1.880 محبوس يزاولون تعليمهم الجامعي، يستفيد منهم 81 محبوسا من الحرية النصفية و7242 محبوس مسجل في فصول محو الأمية”.
وأبرز ذات المسؤول، خلال لقاء صحفي عقب إعطائه إشارة انطلاق هذه الامتحانات، أن “سياسة إعادة تربية وإدماج المحبوسين تهدف إلى تنمية قدراتهم ومؤهلاتهم الشخصية والرفع المستمر من مستواهم”. مشيرا في هذا الصدد، إلى أن” تعليم المحبوسين ورفع مستواهم الدراسي يحتل حيّزا هاما في عمل المؤسسات العقابية، بهدف تعزيز حظوظهم في الاندماج الاجتماعي والمهني بعد الإفراج عنهم، من خلال إشباعهم بالوعي والحس المدني وتحسيسهم بمسؤولية العيش في مجتمع يلتزم أفراده بالقوانين”.
وقد سخرت وزارة العدل، ممثلة في المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج -بحسب زرب- كل الإمكانات المادية، على غرار المؤسسات العقابية الجديدة المبنية وفق المعايير الدولية والتي تحتوي على مختلف فضاءات التعليم، لاسيما قاعات الدراسة المجهزة وفق ما هو معمول به بالمؤسسات التربوية، مع توفير الكتب المدرسية وشبه المدرسية واللوازم البيداغوجية، إضافة إلى التكفل بنفقات تمدرس المحبوسين في مختلف الأطوار التعليمية.
وذكر المتحدث، أن هذه الوسائل المادية قابلها كذلك توفير الإمكانات البشرية، على غرار موظفي السجون الذين يتابعون تكوينا متخصصا بالمدرسة الوطنية لموظفي السجون وملحقاتها وفق برنامج تكويني مكيف يتماشى ومتطلبات إصلاح السجون “في إطار عصرنة التسيير الإداري والمالي للمؤسسات العقابية وترقية النشاطات التربوية والصحية والنفسية للمحبوسين، ضمن المعايير الدولية لحماية واحترام حقوق الإنسان”.
كما أشار إلى المساهمة الفعالة والنوعية لمختلف هيئات الدولة، خاصا بالذكر الجهود المبذولة من طرف وزارة التربية الوطنية مركزيا ومحليا، من خلال الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد ومديريات التربية، بإشرافهم على مختلف مراحل اجتياز المحبوسين للامتحانات الرسمية بالمؤسسات العقابية.
ونوه زرب بدور المجتمع المدني في تنفيذ سياسة إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، من خلال الأنشطة البناءة المنظمة داخل المؤسسات العقابية ومرافقة المحبوسين وتوجيههم بعد الإفراج عنهم، حيث “يتم التعاون مع 448 جمعية، منها 22 جمعية وطنية على رأسها الهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية”.
ويواصل المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، زيارته اليوم إلى ولاية مستغانم بمعاينة مؤسسات عقابية ببلديتي سيدي علي وصيادة.