المركـب مفخــرة حقيقيـة وعنـوان بـارز في منجــزات الجزائـر المنتصـرة
منتــوج “تفاديـس” في قلـب الخارطة التنافسيـة بالأسـواق الخارجيـة
تلبية الطلب الوطني من السكر بانتظام وضمان الجودة العالية
” تفاديــس” يمتلــك التكنولوجيـــا المتطورة ويتبنــى تقنيــات تكريــر حصريــة
تعزّزت المنظومة الصناعة الغذائية بتدشين المركب العملاق “تفاديس” لتكرير السكر رسميا بالمنطقة الصناعية الأربعطاش في ولاية بومرداس، نهاية الأسبوع المنصرم، ونجحت الجزائر في تحقيق اكتفاء ذاتي في هذه المادة الواسعة الطلب بعد أن بلغت طاقتها الإنتاجية 3 مليون طن، علما أن حجم الاستهلاك لا يزيد عن 1.4 مليون طن، وتتأهب للتموقع في أسواق خارجية بجودة وتنافسية عالية، بعد نجاح لافت في تكريس السيادة الغذائية، الرهان الرئيسي المستمر تكريسه في عديد القطاعات الحيوية.
وقفت “الشعب” على انطلاقة أحد أكبر المركبات الصناعية في الشعبة الغذائية بمعايير عالمية وبآخر ما ابتكرته التكنولوجيا الحديثة من آلات وتقنية التكرير، ووصف هذا المصنع من طرف العديد من المسؤولين بأنه “مفخرة حقيقية” تشجع على المزيد من الإنجازات في الجزائر المنتصرة وبفضل برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وتعليماته الصارمة وتوجيهاته المستمرة لبناء قاعدة صناعية متنوعة وقوية.
وأشرف على عملية التدشين، وزير الصناعة سيفي غريب، الذي أثنى على جهود المهندسين والإطارات الجزائرية ذات الكفاءة العالية، في جعل آلات المصنع ترى النور وتتحرك نحو الإنتاج وضخ القيمة المضافة، علما أن الغلاف المالي الاستثماري وصل إلى حدود 34 مليار دولار، وقدرت كلفة اقتناء المصنع بحوالي 18 مليار دولار، على أساس أن نسبة إنجازه بلغت 70 بالمائة، بينما في الحقيقة لم تتجاوز مستوى 45 بالمائة، وأنفقت تفاديس بعد ذلك 16 مليار دج لينطلق المصنع في مسار الإنتاج.
ثمــرة الاستثمــــار
تحدث الرئيس المدير العام لـ«مدار القابضة” شرف الدين عمارة، عن أهمية هذا المركب الخاص بتكرير السكر الجديد، واعتبر انطلاق آلة الإنتاج يعد محطة فارقة في مسيرة أداء “مدار”، على اعتبار أنه يساهم في دعم الاقتصاد الوطني والرفع من سقف الإنتاج المحلي، وإلى جانب ذلك يعمل على ترسيخ الأمن الغذائي لأنه أولوية، مسطر ضمن صدارة البرنامج الوطني، وبالمقابل قال إنه يعكس نجاعة مسار المنظومة الاقتصادية، وفق برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.
وأفاد أن المركب، باعتباره فرع لمدار القابضة، يعد ثمرة الاستثمار في القطاعات الإستراتيجية من خلال الاعتماد على تجهيزات حديثة، مشيرا - في السياق نفسه - إلى أن طاقته الإنتاجية تناهز 2000 طن يوميا، من بينها 1350 طن يوميا من السكر الأبيض الممتاز، و450 طن من السكر السائل الصناعي، و200 طن من السكر البني المكرر، بفضل سبع وحدات إنتاجية.
وأوضح عمارة أن هذا المركب يتربع على مساحة لا تقل عن 14 هكتارا، وإلى جانب ذلك، يستحدث المركب الذي صدر بشأنه قرار نهائي من طرف العدالة وتم اقتناؤه وضمه إلى مجمع مدار العمومي سنة 2023، نحو850 منصب شغل مباشر، وكذلك يتمتع بقدرة تخزين تصل إلى 62 ألف طن من مواد تكرير السكر، وما يعادل شهر واحد من إجمالي الإنتاج.
وتوقع عمارة أن يكون لهذا المركب الجديد بصمة واضحة في تطوير الصناعة الغذائية، مبديا فخرا كبيرا أن المشرفين والمهندسين والعمال كلهم جزائريين ونجحوا بمهاراتهم الخاصة في رفع التحدي.
المركـب صديـــق للبيئــة
من جهته، أكد مدير مركب تفاديس أحمد دراي أن قيمة الاستثمار في المركب بلغت 34 مليار دج، علما أنه تم اقتناء المركب بنحو18 مليار دج على أساس أن نسبة تقدم أشغال المصنع لا تقل عن مستوى 70 بالمائة، بينما في الواقع لم تتجاوز حدود 45 بالمائة، فيما تم رصد غلاف مالي لا يقل عن 16 مليار دج لجعل المصنع، ينطلق في الانتاج، ويطرح أجود أنواع السكر في الجزائر بنوعية رفيعة ذات تنافسية في الأسواق الخارجية، ولم يخف دراي، أن المادة الأولية تستورد على شكل قصب السكر من البرازيل، ثم يتم تكريرها في المصنع.
ووقف الوفد الوزاري والإعلاميون على بعض وحدات المركب، وبداية عملية الإنتاج تتمثل في القيام بإذابة المادة الأولية في الماء ثم يضخ في مرحلة التكرير، وبعد ذلك يتم تحويله نحو مساحات مخصصة لعملية التجفيف، وتليها مرحلة التوضيب، ويعتمد هذا المركب في إنتاجه على بخار الماء لأنه صديق للبيئة، كما أنه يعمل على إعادة تدوير مختلف الغازات لتدخل في عملية إزالة اللون من المادة الخام، بالإضافة إلى خطوة استعادة مادة الجير المستعمل عند المصب بهدف إعادة استعماله في القطاع الفلاحي، علما أن الدبس الناتج عن معالجة مادة السكر يعد منتجا ثانويا استراتيجيا وضروريا ويدخل في إنتاج مادة الكحول الصناعية وعدة مشتقات.
وأوضح دراي أن المركب متفرد على ضوء امتلاكه لأحد التكنولوجيا المتطورة، ويتبنى تقنيات تكرير حصرية في الجزائر، بما يسمح إنتاج مادة السكر عالية الجودة، وتستجيب لاحتياجات وخصوصيات الصناعات الأكثر طلبا من بينها الصناعة الدوائية، ويرى المسؤول الأول على مستوى مركب تفاديس أن النوعية الرفيعة لسكر المركب، يعد ميزة تنافسية تسويقية حقيقية بالنسبة للمصنعين الباحثين عن مكونات ذات جودة في تركيبة منتجاتهم.
خارطـة تنافسيـة
يقوم المصنع الجديد بمعالجة المياه وفصل مختلف المواد الكيماوية المتعلقة بعملية التكرير عن الماء قبل صبها في شبكات الصرف الصحي، وعقب ذلك تخزن المخلفات الكيميائية الناتجة عن المصفاة في خزان خرساني، من أجل نقلها إلى شركات مختصة في عملية الاسترجاع، بهدف إعادة استعمالها في منتجات أخرى قابلة للتسويق، وفي نفس الوقت تلتزم تفاديس بتبني الاقتصاد التدويري عبر إعادة استعمال مختلف المنتجات الرئيسية كما الثانوية.
وبخصوص الجانب التجاري، يحرص مركب تفاديس على تلبية الطلب الوطني من مادة السكر بصورة منتظمة ودائمة وكذا ضمان جودة وسلامة عالية في المنتوج، إلى جانب تحيين فرص التصدير نحو الأسواق المجاورة وأسواق المنطقة، وفق إستراتيجية تصدير محكمة.
وينبغي التأكيد أن إنشاء تفاديس يندرج ضمن سلسلة من الأهداف، من بينها استغلال وتكرير وإنتاج مادة السكر بجميع أنواعها، وبهدف تطوير سلسلة القيم وبلوغ زراعة السكر لتلبية الطلب المحلي، في انتظار استكمال إنجاز مصنع السكر المقرر في ولاية ورقلة ويعتمد على المادة الأولية المحلية عن طريقة زراعة شمندر السكر، على مساحة واسعة تقدر بحوالي 100ألف هكتار لاستقبال المصنع حوالي 60 ألف طن من مادة الشمندر السكري يوميا وإنتاج سكر محلي بنوعية جيدة.
ويبقى تطلع تفاديس قائما لجعل المنتوج الوطني من السكر في قلب الخارطة التنافسية لصناعة السكر في الأسواق العالمية وتعزيز القاعدة الصناعية الجزائرية بشكل متواصل.
وينتظر أن ينطلق المركب في القفز إلى طاقته الإنتاجية النهائية بنسبة 100 بالمائة، خلال شهر ديسمبر المقبل، حسب ما أكده مدير المركب لـ«الشعب”، ليستعد بعدها في استهداف التموقع عبر أسواق خارجية.