المساعدات “فخ” الاحتلال المتواصل لقتل الفلسطينيّين
برنامج الأغذية العالمي يحذّر من مجاعة وشيكة
لم يتوقّف القصف الصّهيوني على المدنيين العزل في غزة مخلّفا 82 شهيدا، منذ فجر الثلاثاء إلى غاية أمس الأربعاء، و25 منهم من منتظري المساعدات، التي توزّعها الشركة الأمريكية، قرب أحد مراكزها في محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع غزة وجنوبه، ويقوم الاحتلال بعملية عسكرية واسعة في نابلس، وسط تحذير برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في غزة.
أفادت مصادر طبية أمس الأربعاء باستشهاد 35 فلسطينيا بنيران الاحتلال الصهيوني في مناطق عدة بقطاع غزة، وأكّدت أن معظمهم استشهدوا أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات وسط القطاع.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة، إن 25 فلسطينيا من منتظري المساعدات استشهدوا بنيران الاحتلال الصهيوني قرب محور نتساريم جنوبي مدينة غزة وسط القطاع، في جريمة جديدة بحق الساعين للحصول على ما يسد رمقهم داخل ما يُسمى مراكز توزيع المساعدات الأميركية والتي يشرف عليها الكيان الصهيوني المحتل. كما استُشهد 3 مسعفين من طواقم الخدمات الطبية الفلسطينية، إضافة إلى الصحفي مؤمن أبو العوف، إثر قصف للاحتلال استهدفهم أثناء محاولتهم انتشال جثث عدد من الشهداء، والمصابين، من منزل تعرض للقصف الصهيوني في حي التفاح شرق مدينة غزة.
ترامب يطالب بوقف الحرب “الآن”
وقالت حماس إن استهداف الاحتلال الصهيوني طاقم الإسعاف الليلة الماضية، والذي استُشهد إثره 3 مسعفين بحي التفاح في غزة، جريمة حرب مركّبة. ووصفت الاستهداف بأنه يمثل مستوى غير مسبوق من الوحشية والإجرام، ويكشف سعي الاحتلال لخنق كل أدوات النجاة والإنقاذ في القطاع.
وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل المسؤولية لوقف جرائم الاحتلال الصهيوني ومحاسبة مسؤوليه وإنقاذ مصداقية المنظومة الدولية التي تتعرض - حسب قولها - لامتحان تاريخي أمام جرائم الإبادة.
وفي تطور آخر، ذكر مدير مستشفى شهداء الأقصى أن 8 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في غارة للاحتلال الصهيوني على منزل بدير البلح. وكانت مصادر فلسطينية أفادت، نقلا عن مستشفى العودة، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة أكثر من 90 آخرين، فجر أمس الأربعاء، جراء استهداف قوات الاحتلال الصهيوني تجمعات للنازحين أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية على شارع صلاح الدين، وسط قطاع غزة.
وفي جنوب القطاع، أفاد مصدر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد 4 فلسطينيين جراء قصف شنته مسيّرة للاحتلال الصهيوني على خيمة للنازحين في مواصي بلدة القرارة شمالي خان يونس. وبدورها أفادت مصادر فلسطينية صباح أمس الأربعاء بأن طائرات الاحتلال الصهيوني شنّت غارات عنيفة استهدفت محيط مجمع ناصر الطبي بخان يونس.
وفي الضفة الغربية، استشهد فلسطينيان وأصيب 82 آخرون خلال عدوان للاحتلال الصهيوني واسع على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال الصهيوني تواصل الدفع بتعزيزات عسكرية نحو مدينة نابلس، في إطار عدوان شامل ومتواصل لليلة الثالثة على التوالي. وعلى صعيد آخر طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الحرب في قطاع غزة كما قال: “الآن”.
2700 طفل أصيبوا بسوء تغذية حاد
ومن جهته، أكد برنامج الأغذية العالمي، أنه منذ 19 ماي لم يتمكن من إدخال سوى كميات محدودة من المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة. وذكر أنه منذ استئناف المساعدات أدخلت 700 شاحنة فقط مقارنة بـ 600 و700 شاحنة كانت تدخل يوميا.
ولم يخف البرنامج، أنه لدرء المجاعة يحتاجون لدعم سكان غزة بشكل منتظم بتلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء. ولا يزال الخوف من المجاعة داخل قطاع غزة مرتفعا للغاية، ودخول المساعدات يتطلب توفير طرق آمنة للقوافل، وتسريع الموافقة على التصاريح وفتح المعابر.
ومن جانبها أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أمس الأربعاء، أن أكثر من 2700 طفل فلسطيني دون سن الخامسة تم تشخيصهم بسوء تغذية حاد أواخر شهر ماي الماضي بقطاع غزة جراء التجويع الممنهج الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني.
وقالت “أونروا” على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الأزمة في جميع أنحاء قطاع غزة “وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من اليأس، مع استمرار الناس في المعاناة من الجوع”. وأشارت إلى أن “نقطة طبية واحدة فقط ما زالت تعمل بشكل جزئي شمال قطاع غزة”، لافتة إلى أن “مخزون الوقود في حالة حرجة”.
وطالبت المنظمة الأممية “باستعادة الوصول الإنساني بشكل عاجل إلى قطاع غزة”، الذي يحاصره الاحتلال الصهيوني ويمنع عنه كافة الإمدادات.
اعتقال نحو 150 فلسطيني بالضّفة
قال نادي الأسير الفلسطيني، أمس الأربعاء، إن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت خلال الأسبوع الأخير من الضّفة الغربية نحو 150 مواطناً، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أسرى سابقين. وأكد نادي الأسير أن الاحتلال يواصل تصعيد عمليات الاعتقال في محافظات الضفة، والتي تركزت في محافظات الخليل، وجنين، وبيت لحم، ونابلس التي شهدت، اقتحاماً استمر لنحو 24 ساعة رافقه عمليات اعتقال وتحقيق ميداني واسعة، أفرج عن غالبيتهم لاحقاً. وبحسب نادي الأسير، فإن عدد حالات الاعتقال في الضّفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة بلغت نحو 17500، من بينهم 545 حالة اعتقال بين صفوف النساء، ونحو 1400 حالة اعتقال بين صفوف الأطفال، علماً أنّ حالات الاعتقال تتضمن من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله، ومن أفرج عنه لاحقاً، وهذا المعطى لا يشمل عدد حالات الاعتقال من غزة، والتي تقدر بالآلاف.
وبالموازاة مع ذلك، نفّذ الاحتلال الصهيوني، صباح أمس الأربعاء، عمليات هدم وإخلاء قسري لأهالي قرية خلة الضبع في مسافر يطا جنوب شرق الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد أن قاموا ببناء خيامهم على أنقاض منازلهم التي هدمت في وقت سابق، بحسب تصريح صحافي، للمشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو حسن مليحات. وأشار مليحات إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني أخلت طلبة المدرسة من القرية.