طباعة هذه الصفحة

الصناعة العسكريـة تعزز المنتوج الوطني وتساهم في كبح الاستيراد

..فخـــر الجزائـــر المنتصــرة

فضيلة بودريش

قالــــوا لـ”الشعب”:

- المقـدم ميـادي: يـد عاملـة مختصة ومؤهلة في الصناعــة الطيرانيــة والتصنيــع والقيـــاس
- النقيب لرقم: إنتاج وتطوير  طائرات بدون طيــار وتوفـير الدعــم التقنـي لوحداتنا الجوية
- الرائد موساوي: إنجـاز أنظمـة المراقبـة على مستوى محطات تحلية المياه والملاعب
- الرائد بوهيدل: تصنيع الأسلحة الخفيفـة وإفـادة المؤسسات العمومية والخاصة في مجـال المناولـة الصناعيـة

شهدت الصناعة العسكرية تحوّلا قوّيا، تاركة بصمة راسخة في المنظومة الصناعية والاقتصادية الوطنية، ولم تعد تكتفي بتزويد المؤسسات العسكرية بمنتجاتها المتطورة، بل انفتحت على الزبائن المدنيين من مؤسسات عمومية وخاصة وكذا المواطنين، وتضع مكاسبها التكنولوجية في متناول المصنعين الوطنيين خاصة شركات المناولة في قطاع الميكانيك على وجه الخصوص، وبالموازاة مع ذلك، تتطلع إلى المزيد من النمو المتزايد بهدف تعزيز المنتوج الوطني أكثر والمساهمة في كبح الاستيراد.

تعرض مؤسسات الجيش الوطني الشعبي، العديد من المنتجات الصناعية الجديدة اللافتة للانتباه والمشجعة على طرح المزيد في ظل توفر الكفاءات واليد العاملة المؤهلة، ويؤكد كل ذلك مسارها المتميز والمهم الذي تقطعه في الحياة الاقتصادية الوطنية، ودعم النسيج الصناعي الوطني والمساهمة في تلبية طلب السوق المحلية.

مسيّـرة جزائريــــة جديـدة

طرحت مؤسسة تطوير وإنتاج أنظمة التكنولوجيات المتقدمة بالناحية العسكرية الأولى، طائرة جديدة بدون طيار صغيرة الحجم، سداسية المروحيات بحسب ما كشف عنه النقيب لرقم سلمان لـ«الشعب”، وأكد أنه تنفيذا لتوجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، تشارك مؤسسة تطوير وإنتاج أنظمة التكنولوجيا المتقدمة الناحية العسكرية الأولى، في الطبعة 56 لمعرض الجزائر الدولي بهدف المساهمة في إنشاء قاعدة صناعية متينة، ومستدامة بالإضافة إلى تعريف الجمهور بنشاطات المؤسسة العسكرية في المجالين الاقتصادي والصناعي من أجل إثراء الإنتاج الوطني. وقال النقيب لرقم سلمان، أن مؤسسة تطوير وإنتاج أنظمة التكنولوجيات المتقدمة بالناحية العسكرية الأولى، مختصة في إنتاج وتطوير  طائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الدعم التقني لوحداتنا الجوية من حيث الصناعة وتسليح هياكل الطائرات بكل أنواعها المصنوعة من المواد المركبة.
ومن بين المسيّرات المصنعة على مستوى المؤسسة، أوضح النقيب لرقم، أنه يوجد كل من طائرة بدون طيار صغيرة الحجم رباعية المروحيات “أوراس 700” وطائرة بدون طيار صغيرة الحجم ذات الشراع الثابت، وطائرة بدون طيار صغيرة الحجم سداسية المروحيات. ومن بين المهام الرئيسية لهذه  الطائرات بدون طيار، المراقبة والاستطلاع الجوّي ليلا ونهارا وتحديد الموقع الجغرافي للأهداف الثابتة والمتحركة، بالإضافة إلى المسح الطوبوغرافي لتتبع الأهداف المتحركة.
 وحظي هذا الجناح بإقبال كبير من جمهور الزوار خاصة من فئة الشباب الذين أبدوا اهتماما ممزوجا بالإعجاب والانبهار، وتلقوا شروحات حول صناعة هذه المؤسسة التي تعد فخرا للصناعة الجزائرية وتعكس مواكبة الجزائر للتطور التكنولوجي الجاري في العالم، وتشجع أكثر على بذل المزيد من الجهود لتبقى الصناعة العسكرية والوطنية في منحى تطور تصاعدي، يعكس حجم إمكانيات الجزائر الضخمة في  جميع المجالات سواء في الثروات البشرية أو الطبيعية والباطنية.

توسيع مجـال المناولــة

وعلى مستوى جناح مؤسسة صناعة الطائرات الشهيد بومدال عابد، قدّم المقدم حسام ميادي ممثل عن المؤسسة، عرضا مفصلا عن الإنتاج الصناعي للمؤسسة، وفي البداية قال المقدم ميادي، إنها مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع الاقتصادي والجيش الوطني الشعبي، مختصة في صناعة الطيران، ومن مهام هذه المؤسسة - أوضح المقدم ميادي - أنها تتمثل في صناعة الطائرات من نوع “فرناس سفير وسفير”، المستعملة من طرف قواتنا الجوّية في التدريب القاعدي للطيارين، مشيرا في سياق متصل إلى أنه تم اقتناء هذه الطائرات من طرف بعض نوادي الطيران المدني، وكذلك أخرى خاصة بالتدريب، وبالموزاة مع ذلك تقوم المؤسسة بمراجعة محركات الحوامات، كما أن مؤسسة صناعة الطائرات الشهيد بومدال عابد، تستطيع تقديم بعض الخدمات، مثل تصنيع القطع الميكانيكية والمعالجة الكيميائية للأسطح ومعايرة أجهزة القياس.
وقال المقدم حسام ميادي أن لدى المؤسسة قدرات إنتاجية معتبرة في هذه الميادين، وذلك فضلا عن اليد العاملة المختصة والمؤهلة في مجال الصناعة الطيرانية والتصنيع والقياس.
وأما بخصوص مشاركة المؤسسة في الطبعة 56 من معرض الجزائر الدولي، ذكر المقدم ميادي، أن المشاركة تهدف إلى التقرب أكثر من المواطن الجزائري للتعريف عن قرب بالقدرات الإنتاجية لمؤسسة صناعة الطائرات الشهيد بومدال عابد، وفتح مجال أكبر للمناولة وفتح أفق التعاون مع المؤسسات الوطنية العمومية الخاصة وكذا الأجنبية. ويأتي حرص هذه المؤسسة في وقت تسهر فيه الجزائر على بناء قاعدة صناعية ميكانيكية متطوّرة، سيكون للمؤسسات الصناعية التابعة للجيش الوطني الشعبي فيها دورا رياديا وبصمة قوية.

وتعرض الورشة البحرية الرئيسية التابعة لمؤسسة ذات طابع اقتصادي وصناعي، مجسمات لقاطرات عكست بدورها تطور هذه الصناعة الإستراتجية، وتقربت “الشعب” من جناح الورشة وتحدثت إلى المستخدم المدني الاقتصادي وسام مرابطي، ممثل عن الورشة البحرية الرئيسية، وأكد أن مشاركة الورشة البحرية جاءت بمجسمات تتمثل في  منتوج جزائري محض بنسبة 100 بالمائة، وبأيادي جزائرية، من بينها ما تم إنجازه ومنتجات أخرى قيد الانجاز، ويتعلق الأمر بقاطرة 30 مترا، أنجزت في آجال سنتين، وسلمت في سنة 2024. وأضاف المستخدم المدني الاقتصادي وسام مرابطي، أنه لديهم سفينة أخرى مماثلة، توجد قيد الانجاز موجهة لقيادة القوات البحرية، وإلى جانب ذلك لديهم زورق اقتحام ويوجد كذلك قيد الانجاز على مستوى وحدة البناء البحري عنابة التابعة للورشة البحرية الرئيسية. وأكد ممثل الورشة البحرية الرئيسية وسام مرابطي، أن لديهم في طريق التفاوض على عقد إنجاز طوافة أعالي البحار من أجل إنجازها لفائدة القوات البحرية.
وفي الشق المتعلق بالتصليح البحري، فإن الورشة البحرية تقوم بتصليح جميع الوحدات العائمة المدنية والعسكرية، وتسخر كل ما لديها من تكنولوجيا ووسائل تقنية لإرضاء زبائنها. وجميع المؤشرات تؤكد أن هذه الصناعة ستزدهر في الجزائر بفضل الانطلاقة القوية لهذه المؤسسة والتي تصنع بمعايير تقنية وتكنولوجية عالية.

أنظمــة المدينـــة الآمنــة

ومن بين الأجنحة الجاذبة لزوار المعرض، نسلط الضوء على مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو، وفي هذا الإطار، استعرض الرائد موساوي يحي حسين ممثل عن المؤسسة، بشكل مركز، هذه الصناعة المهمة والمتطورة والتي تعزز المراقبة والأمن، وقال في البداية إن مؤسسة إنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو، ذات طابع صناعي وتجاري تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني مشيرا - في سياق متصل - إلى أن مهام المؤسسة تتمثل في الدراسة والتصميم وإنجاز أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو، إلى جانب أنظمة مراقبة المداخل وأنظمة مضادة للتسلل.
ومن أهم المشاريع التي جسدتها المؤسسة، ذكر الرائد موساوي، إنجاز أنظمة المراقبة على مستوى محطات تحلية المياه، والملاعب، مثل ملعب تيزي وزو والبويرة، وبالإضافة إلى تزويد مدن بأنظمة المدينة الآمنة، على غرار كل من الجزائر ووهران وقسنطينة، وأما بخصوص تزويد مدن بأنظمة المدينة الآمنة بجاية وتيزي وزو، فإنها توجد في طور الانجاز.

تطوير المناولة الصناعية الوطنية

ومن بين أجنحة صناعة الجيش الوطني الشعبي الجاذبة لفضول زوار المعرض، نذكر كذلك مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، وبهذا الخصوص، أكد الرائد فتحي بوهيدل، أنها مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني، وأوضح بوهيدل في نفس السياق، أن المؤسسة تتخصص في تطوير وتصنيع الأسلحة الخفيفة لفائدة وحدات الجيش الوطني الشعبي، وبالإضافة إلى هذه المهمة، تفتح المؤسسة أبوابها أمام مختلف المؤسسات العمومية والخاصة الناشطة في مجال الصناعة الميكانيكية، وهذا من أجل الاستفادة من الإمكانيات والتكنولوجيا المتوفرة على مستواها في مجال المناولة الصناعية.
وأما فيما يتعلق بجديد المؤسسة في هذه الطبعة من معرض الجزائر الدولي، تطرق الرائد فتحي بوهيدل إلى المسدس الرشاش 9 ملم “برابلوم”، وهو موجه للاستعمال في المدن والمناطق الحضرية لفائدة أجهزة أمن المؤسسات شبه العسكرية، ويتميز هذا السلاح بخفة الوزن ودقة الرمي وسهولة الفك والتركيب، مما يسهل عملية المناورة.