التكاتف والتلاحم هو السبيل الأمثل لحماية الوطن من مختلف التحـولات الدوليــة وارتداداتها
رفع التحديات بكامل الثقـة في قدراتنا ومقدراتنا الوطنيـة المنبعثـة من آمال المـواطـن
أكّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أنّ الجزائر تتعامل، مع مختلف الرهانات «بنفس جديد»، وشدّد على أن التكاتف والتلاحم هو السبيل الأمثل لحماية الوطن من مختلف التحولات الدولية وارتداداتها.
تضمّنت رسالة الرئيس تبون بمناسبة الاحتفال بالذكرى 63 لعيد الاستقلال، تأكيدا على النهج المتبع في مواصلة مسيرة البناء الوطني بما يكرّس الوفاء لتضحيات قوافل الشهداء الأبرار ضد الاستعمار الفرنسي. وأوضح أنّ ما قطع من أشواط تم على أساس تعزيز الحصانة الوطنية من خلال توثيق «أواصر الوحدة والمضي بخطى واثقة نحو بناء الدولة وتعزيز مؤسّساتها والتكفّل بحاضر شعبتها ومستقبل بنائه وبناته».
رئيس الجمهورية، يؤكّد بذلك على أنّ الوحدة الوطنية كانت دائما ركيزة صيانة الاستقلال الوطنية والحفاظ على أمانة الشهداء وتحقيق طموحاتهم في بناء دولة قوية بمؤسّساتها تستجيب لتطلّعات وانشغالات الشّعب الجزائري. وتحيل رسالة الرّئيس تبون، برأي مراقبين، إلى تجسيد الجزائريّين أكبر مشاهد التلاحم الوطني في أهم الفترات من تاريخ البلاد، والتي حرص على تثمينها من خلال مسار إعادة البناء المؤسّساتي في بداية العهدة الأولى، أين أقر إصلاحات قانونية قضت على الهواة الشاسعة التي كانت بين مؤسّسات الدولة والمواطن، وخاصة المؤسّسات التشريعية التي استعادت شرعيتها عبر ضمان نزاهة الانتخابات.
وذكر رئيس الجمهورية، بأنّ الجزائر اليوم تخوض مرحلة عمادها «التعامل مع مختلف الرهانات بنفس جديد»، مضيفا بأنها «تتطلّع إلى رفع التحديات بكامل الثقة في قدراتنا ومقدراتنا الوطنية المنبعثة من خالص آمال المواطن». ويتصدر رهان التنمية الوطنية الشاملة اهتمامات البلاد، حاليا، خاصة ما تعلّق بترسيم التوجّه نحو توجّه اقتصادي مغاير تماما يقوم على الرفع من الإنتاج الوطني والخروج التدريجي من التبعية المطلقة للمحروقات وإيصال المنتجات الجزائرية إلى الأسواق الخارجية.
ووضع رئيس الجمهورية، أهداف واقعية وملموسة لهذه الغاية، بدأت ببلوغ 5 مليار دولار صادرات خارج النفط والغاز مع بداية العهدة الأولى لتصل حاليا إلى 7 مليار دولار، وذلك بتحفيز المتعاملين الاقتصاديّين الوطنيّين، وإحاطتهم بالثقة والمرافقة الدائمة. ومن أبرز الرهانات وأكثرها حيوية، هي تعزيز مقومات الأمن الوطني والحفاظ على السكينة والاستقرار في محيط متقلّب، عبر تعزيز رابطة «جيش-أمة» ناهيك عن تزايد الوعي الجماعي الوطني، بكل ما يحاك ضدّ بلادهم من مخطّطات استهدفت في مرحلة أولى المساس زعزعة التماسك والوحدة.
ويشير رئيس الجمهورية، في رسالته بمناسبة عيد الاستقلال والشباب، إلى انتصار الجزائر في تثبيت هذا النهج من خلال المواطنة الحقة وتضحيات الجزائريّين. ودعا في المقابل، إلى عدم الغفلة والنظر مليا حول ما يشهده العالم اليوم من تحولات، مؤكّدا على أنّ «التلاحم والتكاتف والحسّ الوطني اليقظ هو أمثل مسلك لتجنيب الأوطان ويلات الهزات والأطماع». وفي ظل تصاعد التوتر العالمي في مناطق مختلفة وانحسار الدبلوماسية أمام لغة، يحيل رئيس الجمهورية، إلى أهمية الوحدة والتكاتف للتعامل مع مختلف الأخطار وما ينجم عنها من ارتدادات.