طباعة هذه الصفحة

اختتـام الجمعيـة العامة 44 لبنـك “شيلتر-إفريقيا”

التجربــة الجزائرية في السكن.. نمـوذج في خدمـة الأفارقـة

فندق الأوراسي: سعاد بوعبوش

تعزيــز الشراكـة القاريــة وتجسيــد أبعـاد تنمويـة حقيقيــة

 اختتمت، أول أمس، أشغال الجمعية العامة السنوية لبنك التنمية “شلتر-إفريقيا” في دورتها 44 برئاسة الجزائر التي استلمت رئاسة هذه الدورة ممثلة في وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، حيث أجمع المشاركون على نجاح الدورة، مشيدين بدور الجزائر في حسن إدارة ونجاح تنظيمها، وكذا وبالتجربة الجزائرية الرائدة في مجال السكن والعمران والمدينة المحقّقة بالأرقام والنتائج.


 عرفت الجمعية العامة 44 لبنك التنمية الإفريقي، مشاركة مميزة لوزراء الإسكان الأفارقة ممثلين في 7 وزراء ورئيس حكومة جمهورية البنين سابقا، وتم الاتفاق خلال اختتام الأشغال على وضع الميكانيزمات والآليات التي من شأنها استغلال الخبرة الفنية في مجال السكن واقتناء مواد البناء من السوق الجزائري.
وحسب المدير العام للبناء ووسائل الإنجاز رضا بوعويرة، فإنه تمّ الإختتام بعد مناقشة جميع النقاط المدرجة على جدول الأعمال، من بين هذه النقاط تم التصديق على الحسابات الختامية للشركة للسنة المنقضية، وعرض تشكيل مجلس الإدارة، بالإضافة إلى مناقشة أساليب التمويل السكني المبتكرة التي قدمها البنك.
وشدّد المسؤول على أهمية التوصيات المنبثقة عن هذه الدورة، والتي تمحورت حول تثمين التجربة الجزائرية الفريدة في مجال السكن والعمران، وهي تجربة أجمعت الوفود الإفريقية الحاضرة على نجاعتها وملاءمتها لتُستلهَم كنموذج قابل للتكييف، حسب خصوصية كل بلد إفريقي.
وفي سياق متصل، أوضح بوعريوة أنّ الجمعية عرفت على هامشها تنظيم ندوة تقنية، والتي نشّطها خبراء جزائريون وأفارقة، حيث تم التركيز خلالها على أهمية استعمال مواد البناء المحلية، مشيرا إلى أنّ الجزائر باتت تحقّق اكتفاءها الذاتي في هذا المجال.
وحسب ذات المسؤول استعرض الوفد الجزائري كافة القدرات الصناعية الوطنية والإمكانات الهائلة التي تحوزها البلاد وقدراتها، مع عرض رؤيتها الاستراتيجية في إدارة السياسات العامة، خاصة فيما يخص العلاقات مع أفريقيا، مشيرا إلى استعداد المتعاملين الاقتصاديّين، من القطاعين العام والخاص، لتصدير الفائض من المنتجات إلى الخارج من خلال خلق وفرص الاستثمار في العمق الإفريقي.
وأكّد المدير العام للبناء ووسائل الإنجاز أنّ هذه المشاركة تأتي في إطار الرؤية الاستراتيجية الجديدة، التي تتبناها الجزائر في سياستها العامة، والرامية إلى تعميق الشراكة الإفريقية من خلال توظيف الخبرات الوطنية في خدمة القارة، لاسيما في قطاعات السكن والعمران، التي تشكّل ركيزة أساسية في التنمية البشرية والاجتماعية.
وأوضح المتحدث أنّ المشاركون خلصوا إلى التوافق حول وضع آليات وميكانيزمات تسمح باستغلال الخبرة الجزائرية، التي كانت محل إشادة وتقدير كونها فريدة من نوعها في مجال الإسكان، وتعتبر نموذجا مميّزا على الصعيد الأفريقي، ناهيك عن توسيع نطاق اقتناء مواد البناء من السوق الجزائرية، بما يعزّز التكامل الإفريقي ويعطي دفعة جديدة لمشاريع الإسكان في القارة. ويعد نجاح هذه الدورة، الذي أشاد به جميع الحاضرين، تأكيدا لدور الجزائر القيادي في إفريقيا، وقدرتها على تصدير نموذجها التنموي القائم على الواقعية والفعالية، في وقت تتطلّع فيه العديد من الدول إلى حلول مبتكرة ومستدامة في مجال السكن.