طباعة هذه الصفحة

استراتيجيات وتدابير متعدّدة لتكريس الأمن الغذائي وفق رؤية الرئيس تبون

الجزائر المُنتصرة تؤمّن أقوات أبنائها

تعزيز الزراعة الصحراوية كخيار مستقبلي واعد

تدابير تحفيزية تشمل الرفع من قدرات التخزين والتبريد

توسيع استعمال تقنيات السقي الموفر للمياه*تحقيق الاكتفاء الذاتي..ضمان توازن العرض والطلب الغذائي

في سياق التزامها العميق بتكريس الأمن الغذائي، تتبنّى الجزائر مقاربة حوكمة مؤسساتية تقوم على التشاور والتنسيق بين مختلف الفاعلين. هذا النهج التشاركي يضم ممثلين عن الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، والحركة الجمعوية، لا سيما المنظمات المهنية، بالإضافة إلى الباحثين والخبراء والأكاديميين، مع إيلاء عناية خاصة لإشراك النساء والشباب في صياغة وتنفيذ السياسات الغذائية المستدامة.
وفي هذا الإطار يؤكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على تعزيز بجملة من الاستراتيجيات والسياسات التي تهدف إلى تكريس الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، سواء في الإنتاج الزراعي أو الحيواني. وشدد على أن هذه السياسات تراعـي مختلف الأبعاد المناخية، الصحية والاقتصادية، من أجل بناء نظم غذائية مرنة، وشاملة، وصحية ومستدامة، تكون قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وضمان توازن العرض والطلب الغذائي.
وقد كثّفت الجزائر جهودها لدعم القطاعات الاستراتيجية، خصوصاً زراعة الحبوب، من خلال حزمة تدابير تحفيزية تشمل الرفع من قدرات التخزين والتبريد عبر إنجاز 30 صومعة بسعة 100 ألف طن لكل منها. كما تمّ تعزيز الزراعة الصحراوية كخيار مستقبلي واعد، حيث خُصّصت 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، مع هدف الوصول إلى مليون هكتار بحلول سنة 2025، وهو إنجاز فريد في سياق التحديات البيئية القاسية، ورهانٌ على إعادة الحياة إلى مناطق طالها الإهمال سابقاً.
وفي سياق ذي صلة، اعتمدت الجزائر استراتيجية مائية طموحة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، تهدف إلى تحقيق الأمن المائي والتكيف مع التحديات المناخية، حيث تشمل هذه المحاور إنجاز تحويلات كبرى للمياه من المناطق التي تشهد فائضاً في الأمطار نحو المناطق التي تعاني من عجز مائي، إلى جانب رفع قدرة التخزين من خلال بناء سدود جديدة، وتعبئة الموارد المائية غير التقليدية عبر تحلية مياه البحر، والتي شهدت هذه السنة دخول خمس محطات كبرى جديدة حيز الخدمة بطاقة إجمالية قدرها 1.5 مليون متر مكعب يومياً. كما يتضمن المخطط مشاريع لتصفية ومعالجة مياه الصرف الصحي، وتوسيع استعمال تقنيات السقي الموفر للمياه التي تغطي حالياً نحو 60 بالمائة من الأراضي المسقية، إضافة إلى دعم مشروع السد الأخضر باعتباره ركيزة بيئية أساسية في مواجهة التصحر وتعزيز التوازن الإيكولوجي.