طباعة هذه الصفحة

رئيس أكاديمية الشّباب الجزائري..سمير بوعزيز لـ «الشعب»:

إياتياف الجزائر.. رؤية للتّكامل وتمكين الشّباب الإفريقي

سفيان حشيفة

 المعرض محطّة تاريخية لإعادة ترتيب أولويات القارّة السّمراء

الشّباب الإفريقي قوّة حيوية قادرة على قلب موازين التّنمية

 يرى رئيس أكاديمية الشباب الجزائري، سمير بوعزيز، أنّ الجزائر تحتضن المعرض الإفريقي التجاري البيني 2025، في ظرف دولي وإقليمي حسّاس أدّى إلى حصول تحوّلات عميقة داخل هيكل القارّة السّمراء.

 أكّد بوعزيز في تصريح لـ «الشعب»، أنّ هذا الحدث الاقتصادي الكبير، كرّس مكانة الجزائر كمحور استراتيجي في قلب القارة الإفريقية، وأثبت قدرتها على بناء جسور جديدة من التواصل والتعاون والتكامل والاندماج، بعيدًا عن منطق التبعية والخضوع لمراكز القرار الأجنبي، مشيرا إلى أن الفعالية الكبرى لم تكن مجرد فضاء اقتصادي، وإنما محطة تاريخية لإعادة ترتيب الأولويات القارية على قاعدة السيادة المشتركة والتنمية المستقلة المستدامة.
وبخصوص خطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال افتتاح المعرض التجاري الإفريقي، أوضح بوعزيز أنّه كان محوريًا وعبّر عن رؤية سياسية واقتصادية استراتيجية واضحة تجاه القارة الإفريقية ومستقبلها، حيث شدّد الرّئيس على أنّ الجزائر - من خلال هذا الحدث - تسعى إلى تجاوز منطق العلاقات الثنائية الضيقة إلى بناء مشروع إفريقي جماعي ومشترك، يستند إلى مصالح الشعوب الإفريقية، ويعيد الاعتبار للقرار الإفريقي الحر في شتى مجالات، كما أبرز أهمية التكامل القاري كشرط أساسي لاسترجاع السيادة الاقتصادية، والتخلص من الهيمنة البنيوية للمؤسسات المالية الغربية.
ومن أبرز المحاور التي تناولها رئيس الجمهورية في كلمته التاريخية - يقول بوعزيز - مسألة الشباب الإفريقي، ودوره الحاسم في تحقيق هذا التحول المنشود، معتبرًا الشباب القوّة المحرّكة لنهضة القارة، وأنّ تمكينه سيكون استثمارا استراتيجيا في المستقبل، داعيًا إلى ضرورة فتح الآفاق أمام المبادرات الشبابية، ودعم ريادة الأعمال، وتوفير فضاءات للإبداع والابتكار، مؤكّدا أنّ التغيير الذي ينشده الأفارقة لن يكون إلا على يد شبابها الواعي، المتسلّح بالعلم والطموح والانتماء، بحسب قوله.
وأضاف بوعزيز أنّ هذا التوجه ينسجم مع تطلّعات ملايين شباب القارة الإفريقية الذين يمثلون أكثر من 60 بالمائة من سكانها، وهم قوّة حيوية قادرة على قلب موازين التنمية إذا تمّ توجيههم نحو مشاريع إنتاجية قائمة على التكنولوجيا، والاقتصاد الأخضر، والتعليم النوعي، والتكامل الرقمي بين دول المنطقة.
وتأتي أهمية هذا المعرض الكبير في الجزائر، في كونه منصّة عملية وعلمية، تسمح بتلاقي روّاد الأعمال الشباب من مختلف الدول الإفريقية، وبالتالي خلق شبكة تواصل اقتصادية وإنسانية جديدة، تتبنّى قيم التعاون والوحدة والاندماج، وفقا لذات المصدر.
وعلى هذا الأساس، يُعدّ المعرض الإفريقي التجاري البيني 2025، حدثًا اقتصاديًا هامًا، ومحطة سياسية إستراتيجية تؤسّس لمرحلة جديدة في العلاقات البينية القارية، يكون فيها الشباب المحور المركزي للتنمية، والجزائر فاعل رئيسي في هندسة مستقبل مستقل للأفارقة، وجميع القوى الحية باتت تدرك أهمية العمل المشترك من أجل إفريقيا تتكلّم لغتها وتكتب سرديتها وتصنع مستقبلها بيدها، بعيدا عن الهيمنة والإملاءات الأجنبية المفروضة، يذكر رئيس أكاديمية الشباب الجزائري، سمير بوعزيز.
هذا، وقد شدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال إشرافه على افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية الذي تحتضنه الجزائر، على ضرورة توحيد جهود الدول الإفريقية من أجل تمكين القارة من المساهمة في صناعة القرار الاقتصادي الدولي، وتجاوز التهميش الذي تعاني منه.
وأكّد رئيس الجمهورية أنّ القارة الإفريقية هي المستقبل، بالنظر إلى الطاقات الشبانية التي تزخر بها، كونها قارة شابة والقارات الأخرى دخلت في شيخوخة، وما يجري القيام به سياسيًا واقتصاديًا هو لفائدة الشباب الجزائري والإفريقي، والمستقبل يكمن فيه.