طباعة هذه الصفحة

انخفاض تكاليف الشّحن وأسعار تنافسيـة.. المحلّل الاقتصـادي قاشـي:

الشركات الوطنية.. رقم مستقبلي صعب في السوق الإفريقية

خ. بن تركي

مواصفـات عالميـة تسمـح بمنافســة كـــبرى العلامــات

 أثبتت الشركات الوطنية في معرض التجارة البينية الإفريقي جودة منتجاتها وتنوعها، ما يؤكّد تطور الصناعة الجزائرية وقدرتها على المنافسة، ويمنحها الموقع الجغرافي المميّز، وانخفاض تكاليف الشّحن، والأسعار التنافسية أفضلية واضحة لدخول سوق إفريقية يتجاوز سكانها المليار نسمة، وتعد من أهم الأسواق الواعدة عالميًا.

 أكّد المحلل الاقتصادي عبد النور قاشي في تصريح لـ«الشّعب”، أنّ المنتوج الجزائري أثبت جودته العالية، بدليل وصوله إلى أسواق أوروبية وأمريكية تُعرف بصرامتها وشروطها الدقيقة لدخول المنتجات، ومع ذلك نجحت المنتجات الجزائرية في اختراق هذه الأسواق والمنافسة فيها بفضل نوعيتها المتميّزة.
أضاف قاشي أنه في سنة 2024، بلغت قيمة الصادرات الجزائرية خارج قطاع المحروقات نحو 7,5 مليار دولار، أغلبها من مواد البناء، المنتجات الفلاحية والغذائية، إضافة إلى المواد الكهربائية والكهرومنزلية، ويؤكّد هذا الرقم أنّ المنتوج الجزائري استطاع كسب ثقة المستهلك العالمي، ممّا يفتح أمامه الطريق لدخول الأسواق الإفريقية بسهولة أكبر.
كما شدّد المحلل الاقتصادي على أنّ هذه النتائج تعكس قفزة نوعية في مستوى جودة المنتوج الجزائري، الذي لم يعد يقتصر على تلبية السوق المحلية، بل أصبح بمواصفات عالمية تسمح له بمنافسة كبرى العلامات في الأسواق الخارجية. وأوضح أنّ تنويع الصادرات بمنتجات مصنّعة ذات قيمة مضافة عالية، يثبت أنّ الجزائر قادرة على ترسيخ حضورها في السلاسل الإفريقية والدولية.
صرّح في ذات السياق، أنّ توفّر الطاقة بأسعار مدعّمة محليا، ووجود المواد الأولية، إضافة إلى الحوافز الجبائية الممنوحة للصناعيّين والفلاحين، كلها عوامل تمنح المنتوج الجزائري قدرة تنافسية قوية من حيث الأسعار، كما أنّ الموقع الجغرافي الاستراتيجي للجزائر يساهم في تخفيض تكاليف الشّحن، بنسبة قد تصل إلى 30 بالمائة مقارنة بمنافسين من خارج القارّة.
هذا ما يجعل الجزائر – يقول المحلّل – قادرة على أن تكون مركزا مهمّا للتجارة في إفريقيا، خاصة مع توفّر الموانئ والطرق والسكك الحديدية، التي تسهّل ربطها بدول الجوار. كما أنّ انضمامها لاتفاقية التجارة الحرّة الإفريقية، يعطي المنتوج الجزائري فرصة أكبر للوصول إلى أسواق واسعة وبأسعار مناسبة، ممّا يجعله خيارا جيّدا للكثير من المستوردين الأفارقة.
أوضح عبد النور قاشي، أنّ المنتوج الجزائري نجح في كسب ثقة المستهلك الإفريقي، خاصة وأنّ 70 بالمائة من المستهلكين يفضّلون المنتجات القادمة من دول قريبة، بسبب الثقة وسهولة الحصول عليها. وأكّد أنّ الجزائر، بفضل موقعها الجغرافي وتنوع منتجاتها، قادرة على تلبية هذه الحاجة وتقديم بديل موثوق ينافس المنتجات المستوردة من خارج إفريقيا.كما قال أيضا، إنّ الأسعار التنافسية تشكّل أحد أهم عوامل قوة المنتوج الجزائري في اختراق السوق الإفريقية، خاصة وأنّ القارّة تضمّ أكثر من 1,4 مليار نسمة، ما يجعلها سوقا واعدة ومفتوحة أمام المنتجات القادرة على الجمع بين الجودة والسعر المناسب. وبفضل الموقع الجغرافي القريب وتكاليف الشّحن المنخفضة، يصبح المنتوج الجزائري في موقع مميّز يسمح له بالتواجد وتوسيع حصته بشكل استراتيجي داخل هذه السوق الضّخمة.
ختم المحلّل عبد النور قاشي قائلا: “إنّ المنتوج الجزائري يملك كل المقومات ليفرض نفسه في السوق الإفريقية، بفضل جودته وأسعاره المناسبة وقربه الجغرافي، وإذا استمرت الجزائر في دعم صناعاتها وتطوير صادراتها، فسوف يتحوّل هذا المنتوج إلى خيار رئيسي للمستهلك الإفريقي، ويساهم بقوة في تعزيز مكانة الاقتصاد الوطني داخل القارّة”.