تنظيـم مميّــز واتفاقيات وعقـود لأول مـرة بمبالــغ ضخمـة
أبرزت الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المنعقدة بالجزائر العاصمة من 4 إلى 10 سبتمبر، دور الجزائر كقطب للتجارة والاندماج الاقتصادي في القارّة، من خلال تنظيم مثالي ومشاركة واسعة ورفيعة المستوى، فضلا عن إبرام عقود تجارية غير مسبوقة، بلغت قيمتها الإجمالية 48.3 مليار دولار، مع تمكّن الجزائر من تسجيل مبلغ 23 مليار دولار بين عقود مبرمة والتزامات بالتصدير.
نظمت التظاهرة تحت شعار “بوابة نحو فرص جديدة”، وأشرف على افتتاحها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بحضور عدة رؤساء دول ووفود رسمية ومسؤولين سامين.
أكّد رئيس الجمهورية، في كلمته الافتتاحية، أنّ الجزائر ستظل فاعلا محوريا في مسار تحول القارّة، ومدافعا عن البلدان الساعية إلى التنمية وترسيخ سيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية.
كما ترأّس رئيس الجمهورية جلسة نقاش رئاسية، وجدّد التزام الجزائر بالعمل من أجل “إفريقيا قوية، متضامنة ومزدهرة”، قادرة على احتلال مكانتها كاملة في الساحة الدولية.
وقد حطّمت طبعة الجزائر أرقاما قياسية على عدة مستويات، حيث جمعت 2.148 عارضا، منهم 1.923 حضوريا و225 افتراضيا، متجاوزة سقف التوقّعات، والذي حدّد بـ2.000 عارض، كما بلغ عدد الزوار 112.476، من بينهم 60.650 حضوريا و51.826 افتراضيا، مقابل 35 ألف زائر متوقّع، فيما تميزت المشاركة الرّسمية بحضور 14 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب 6 ممثلين لدولهم، مقابل 8 فقط في الطبعة السابقة.
أما من الجانب الاقتصادي، فقد تجاوزت العقود المبرمة سقف التوقعات (44 مليار دولار) لتصل إلى 48.3 مليار دولار، نالت الجزائر منها حصة الأسد، حيث وصلت القيمة الإجمالية للصفقات المعلن عنها إلى 23 مليار دولار، موزّعة بين 11.4 مليار دولار من العقود الموقّعة و11.6 مليار دولار من التزامات التصدير التي سيتمّ استكمالها لاحقا، وهي نتائج تؤكّد المكانة المحورية للجزائر في مسار الاندماج الاقتصادي الإفريقي.
على الصعيد التنظيمي، تميّز المعرض بتسخير إمكانات معتبرة، سمحت بضمان أحسن ظروف الاستقبال، حيث أشاد العديد من العارضين بجودة التنظيم، معتبرين أنه يعكس التزام الجزائر تجاه القارّة وإرادتها في توطيد روابطها مع الدول الإفريقية.
في هذا السياق، أشاد الرئيس النيجيري الأسبق ورئيس المجلس الاستشاري للمعرض، أوليسيجون أوباسانجو، بنجاح هذه الطبعة التي “فاقت كل التوقّعات وأظهرت قوة إفريقيا”.
يجسّد نجاح هذه التظاهرة عزم رئيس الجمهورية على جعلها محطة موفقة بكل المقاييس، حيث دعا الدول الإفريقية إلى توحيد جهودها للخروج من التهميش والمساهمة في القرارات الاقتصادية الدولية، مذكّرا بأنّ “إفريقيا هي المستقبل”.
نظمت هذه التظاهرة برعاية من الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك)، وشكّلت منصة مثالية لتعزيز التعاون البيني الإفريقي وفتح آفاق جديدة للشراكة، إذ تمّ التأكيد على ضرورة تسريع تفعيل منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية (زليكاف) لبناء سوق موحّدة، تشكّل محرّكا حقيقيا للاستثمار والتجارة.
كما جرى التركيز على استكمال مشاريع البنية التحتية اللوجستية، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتشجيع الإنتاج المحلي، وخلق سلاسل قيمة إقليمية، باعتبارها عوامل أساسية لبروز إفريقيا كقوة اقتصادية عالمية مستقبلية.
تناولت النقاشات أيضا سبل استغلال الإمكانات الإفريقية في قطاعات الفلاحة والطاقة والصناعة، ما من شأنه فتح توفير عدة فرص لإنجاز مشاريع مشتركة.
بالنسبة للمؤسّسات الجزائرية، شكّل المعرض فرصة لتعزيز حضورها في الأسواق الإفريقية ولعب دور أساسي في تنويع الصادرات خارج المحروقات.
كما أولت الطبعة الرابعة للمعرض اهتماما خاصا بالثقافة والشباب والجالية الإفريقية خارج القارّة، إذ أعلن رئيس الجمهورية عن مبادرة وصفت بالتاريخية، تتمثل في إنشاء صندوق خاص لتمويل المؤسّسات الناشئة والمبتكرين الشباب في إفريقيا.