”الاتصال عنصر هام لتبسيط وشرح المفاهيم والتواصل أداة فعّالة لتبليغ المعلومات”

دار نقاش مفتوح مع الخبير الأمريكي، توم مورفي، حول مختلف جوانب مسار استكشاف واستغلال الغاز الصخري في ضوء تجربة الولايات المتحدة الأمريكية بولاية بنسلفانيا، فأوضح في رد على سؤال لجريدة الشعب حول مدى أهمية الاتصال وتأثير الشركات المتنافسة على الأسواق في صياغة التوجهات الإعلامية بين مؤيد ومعارض، أوضح المحاضر أن أغلبية المؤسسات في بلده بمختلف أحجامها صغيرة، متوسطة وكبيرة لم تقم بالتكفل بالجانب الإعلامي تجاه الرأي العام حول الغاز الصخري، غير أنهم عندما أدركوا أهمية التواصل مع المجتمع بكافة مستوياته راهنوا عليه لكسب الثقة.
 وأكّد أن الاتصال عنصر هام في المعادلة لأي مؤسسة تشتغل في هذا الحقل من أجل السهر على تبسيط وشرح المفاهيم التقنية والعلمية وحتى السياسية مضيفا أن التواصل أداة  فعالة لتبليغ المعلومات الصحيحة والدقيقة حتى يدركها الجمهور ويستوعبها من خلال نشر الأبحاث والدراسات ذات الصلة. وأضاف أن للبلديات كمؤسسات إدارية جوارية ترتبط مباشرة بالمواطنين دور في هذا الجانب باعتبارها جهة مستفيدة من إنتاج هذه الطاقة بفضل تحصيل الضرائب.
تطور تكنولوجيا الغاز الصخري مع الحرص على حماية البيئة
وعن سؤال حول التأثيرات على البيئة جرّاء عمليات كسر الصخور بواسطة الماء الممزوج بمواد كيماوية أفاد مورفي أن الأمور حاليا تغيرت عندهم (يقصد ولاية بنسلفانيا خاصة وأمريكا عامة) بفضل تطور التكنولوجيا المتعلقة باستخراج الغاز الصخري مشيرا إلى أنه كان من 2008 إلى 2010 يتم امتصاص كل السوائل التي تصعد إلى السطح ودون معالجتها بشكل كاف. وبذلك أصبح العمل يتم حاليا بمعالجة المواد الكيماوية المدخلة في استخراج الغاز الصخري وإعادة استعمال السوائل إلى أن يسجل ارتفاع في نسبة الملوحة فيلجأ حينها إلى اتخاذ قرار على المستوى الفيدرالي لمعالجة الأمر.
ودون أن يتجاهل التأثيرات المحتملة على المحيط والبيئة في غياب تحكم واحترام صارم للضوابط الفنية والتنظيمية أكّد أن للغاز الصخري إيجابيات اقتصادية من حيث الرفع من وتيرة النمو الصناعي وتوفير فرص العمل، داعيا إلى الحرص على المراقبة المتواصلة من طرف جهات مستقلة وغير تابعة لأي اتجاه سياسي، في ظل التوصل إلى إقامة حالة شعور عام بالثقة بين المؤسسات والمواطنين.
هناك منظومة معايير للأمن والسلامة يجب احترامها والتقيّد بها
وفي خضم النقاش توقف الخبير عند مسألة المخاطر المحتملة جرّاء استعمال المواد الكيماوية في عملية الاستخراج للغاز الصخري وانعكاسات غاز الميثان (الذي يختلف قليلا عن غاز الميثان الصادر عن الغاز التقليدي)، فأشار إلى أنه سجل في موطنه حيث تقدموا في مسار الاستخراج والإنتاج حدوث تلوث على مستوى المياه بموقعين من جملة آلاف الآبار مصرّحا أن الانشغال هنا أمر طبيعي خوفا من تسرب الميثان ومواد كيماوية أخرى إلى المياه الجوفية، غير أنه أضاف أن الوضعية تغيرت من خلال إدخال تقنيات جديدة تراعي جانب الأمن والسلامة. وأكّد أن عدد الحالات المثيرة للانشغال محدودة ويتم التخلص منها وتجاوزها بواسطة الممارسات الجيدة لمعالجة النفايات، ذلك أن المعلومات أكثر وفرة وفعالية اليوم في ظل مرحلة انتقالية طاقوية، معلنا أن هناك “عملية تقنية صديقة للبيئة” يجري التوصل إلى نسبة متقدمة في التحكم فيها من إنتاج لمواد أخرى من أحماض وبيوسيدات وكلور، تكون بديلة للمواد الكيماوية التي تدخل في إنتاج الغاز الصخري وعددها أربعون(40) مادة.
وفيما يتعلق بمدى تعرض الإنسان لاحتمالات أضرار كيماوية في كل لحظة ذكّر بأكثر من مثال يتعاطى المواد الكيماوية مثل محطات البنزين التي تشكل مصدر خطر على المياه الجوفية لو تتهاون في إجراءات الأمن السلامة على مستوى الخزانات ووسائط الحفظ. وأكّد أن هناك دراسات عديدة تظهر أن الأمور تتجه نحو الأفضل بعيدا عن مزايدات مؤكدا أن هناك منظومة معايير يجب احترامها والتقيد بأحكامها في كل مراحل المسار وهو شرط يشمل كافة مصادر الطاقة بما فيها التقليدية.
الخيار مسألة ترتبط بالإرادة السياسية لكل بلد
وفي رده على سؤال حول الخيار الذي يمكن للجزائر أن تتخذه في الموضوع أجاب بشكل مباشر قائلا” لست هنا لأقيّم التجربة الجزائرية وأقارنها والخيار مسألة ترتبط بالإرادة السياسية لكل بلد” مضيفا بالقول عن التكنولوجيا الأفضل في هذا المجال” لست محاميا عن تكنولوجيا معينة، إنما التوقف عند مستوى تقديم اقتراحات في شكل رأي وفقط”، نافيا على صعيد آخر أن تكون المدن والقرى التي يتم إنتاج الغاز الصخري فيها ببنسلفانيا قد عرفت هجرة أو نزوحا للسكان وإنما تتواصل فيها الحياة مشدّدا على الالتزام بتنفيذ خطة عمل شفافة في كل المراحل تأخذ في الاعتبار عناصر البيئة بالمفهوم الشامل.