ارتكزت مداخلة الأستاذ المحاضر ومدير المدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام، عبد السلام بن زاوي، على معرفة الرهانات والتحديات التي ستواجه الجزائر مستقبلا، من خلال قراءة جيو سياسية لوسائل الإعلام، وضرورة وضع مقاربة علمية صحيحة، مستعرضا أهم التحديات التي يجب أن إتباعها وحسبه أنه من مسؤولية القنوات التلفزيونية العمومية تسويق صورة الجزائر دوليا، وتشجيع الإنتاج الوطني، كما تحدث مطولا عن السياسية الإعلامية المنتهجة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أكد بن زاوي، خلال الدورة التكوينية التي نظمتها وزارة الاتصال، أمس بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة لفائدة مهنيي الصحافة حول موضوع “المضامين الجيوسياسية لوسائط الإعلام: الجزائر والرهانات الدولية”، أن أهم التحديات والرهانات الأساسية التي يعتبرها هامة، هي تقنية تتمثل في الهياكل القاعدية، وثاني رهان هو البرمجة أي تشجيع الإنتاج الجزائري “كوننا نفتقده”، وكذلك الانترنيت.
وذكر أن ثالث تحدي، هو اسماع صوت الجزائر على الصعيد الدولي، مثلما تقوم به الدول المتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي عرفت بثقافتها عبر الأفلام السينمائية واللباس والعلك، مضيفا أن الرهان الآخر هو عدم معرفة وسائل الإعلام الوطنية، للجمهور الجزائري واحتياجاته قائلا: “لا نملك ثقافة تخزين قاعدة معلومات ناجعة”، ويرى مدير المدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام، أنه لابد من وضع مراكز بحث لمعرفة هذا الجمهور.
وفي هذا السياق، أبرز المحاضر أهمية وسائل الإعلام في الدبلوماسية الجزائرية، خاصة وأن الجزائر تواجه رهانات دولية هامة على الصعيدين الجهوي والدولي، مشيرا إلى أن إذاعة “مونتي كارلو” الدولية استطاعت السيطرة على جمهور إفريقيا من خلال بث برامجها باللغة المحلية للمنطقة.
وقال ـ أيضا ـ الأستاذ أن الجامعة في تكوينها للطلبة أغفلت تلقينهم رهان وسائط الإعلام، واكتفى الأساتذة بتدريس دور مقدم المعلومة ومستقبلها، والرسالة متناسين الاهتمام بكل الرهانات الدولية لوسائل الإعلام، نظرا لغياب مقاربة علمية للحديث عنها.