الحلول الظرفية ترهن قطاع التربية؟

حكيم/ب

تساءل الجميع عن جدوى توقيف إضراب التربية ليلة الجمعة، وهو أول أيام العطلة الربيعية، والجواب المختصر لهذا القرار واضح وضوح الشمس وهو تخوف الكثير من الأساتذة الخصومات التي ستمس الأجور في حال مواصلة الإضراب وعدم احتساب أيام العطلة.
إن المواقف في قطاع التربية كانت دائما مادية، فالإضرابات تحركها الزيادات في الأجور وتوقفها الزيادات في الأجور، ولم نسمع أبدا شن إضرابات بسبب غياب التدفئة أو المطاعم للتلاميذ أو تدني مستوى الاستيعاب أو ....؟
إن قطاع التربية في الجزائر بقي محل تجاذبات كبيرة منذ الاستقلال وعرف الكثير من التجارب التي كانت صعبة كثيرا على التلاميذ والأساتذة، الذين من حقهم المطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية ورد الاعتبار لهم، فهذا أمر لا نقاش فيه ولا يمكننا أن نتهم الأساتذة باتهامات طالما أنهم هم وحدهم من تحملوا المسؤولية.
ولكن يبقى التعسف في استعمال الحق ورهن مستقبل التلاميذ وزيادة الضغط الاجتماعي على الأولياء يبقى جانبا مهما يجب الوقوف عنده.
والأكثر خطورة في هذه الأوضاع هو نقل الصراعات بين التلاميذ والنقابات والأساتذة فيما بينهم إلى صفحات الإعلام، فبات التلاميذ ينتظرون ما يكتب في وسائل الإعلام أكثر مما يتلقونه في المدرسة، وهذه طامة أخرى، فالجميع يشتكي من نقص الاستيعاب وتأثير التحولات الاجتماعية التي لم تترك عقلا في التلاميذ، الذين يحرمون من عطل نهاية الأسبوع والحق في الراحة بسبب الدروس الخصوصية، التي باطنها أموال وظاهرها طوابير قرب مستودعات ومحلات تقدم دروس الدعم، فهل فعلا قامت الدروس الخصوصية بدور المدرسة؟ وإن كان الأمر مجديا فعلينا تسجيل التلاميذ مباشرة في الدروس الخصوصية.
إن قطاع التربية هو مستقبل الأمة وما يحدث حاليا يجعلنا لا نمتعض من أي شيء مستقبلا، لأن هذا ما نزرعه اليوم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024