الثورة الجزائرية نادت بوحدة الأمة العربية على أساس الحرية ومحاربة الاستعمار

حياة. ك

نصرة القضايا العادلة في العالم مبدأ الجزائر الثابت

لم تكن مساهمة الجزائريين في حركة التحرر العربي في القرنين 19 و20 مقتصرة في إطار جغرافي محدود، ولا في مصلحة ذاتية، بل تبنّت القضايا العادلة في إفريقيا والعالم، جاعلة من حسن الجوار مبدأ راسخا لها، بحسب ما جاء في الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير المجاهدين، أمس، رئيس الديوان بالوزارة، في الملتقى الدولي عن دور الجزائر في حركة التحرر العربي الذي احتضنه نزل الأوراسي.
حملت الثورة الجزائرية منذ انطلاقها أهم المبادئ والخطوط العامة للثورة العربية، فقد نادت بوحدة الأمة العربية على أساس من الحرية والمساهمة الشعبية ومحاربة الاستعمار في كل أشكاله، كما ذكر المسؤول بوزارة المجاهدين، لافتا إلى أنه ليس بالغريب على جزائر الانتماء العربي الإسلامي، بلد المصالحة الوطنية والسلم والديمقراطية، هذه المواقف الثابتة لنصرة القضايا العادلة في العالم، مذكرا في سياق متصل، بأنه قد كان للجزائر تجربة رائدة وهي تخوض معركة ضارية مع الاستعمار.
وقد جاء في مداخلة الدكتور عميرة علية الصغير، أستاذ وباحث تونسي، إبراز لدور الجزائريين في مكافحة الاستعمار في تونس 1881 - 1956، الذي لاحظ من خلال دراسته وبحوثه التاريخية، حضور الجزائريين في مستويات عديدة، حيث شهدت معركة الحمامات في تونس سنة 1881 مشاركة ضباط جزائريين جاؤوا من الجزائر لنصرة إخوانهم التونسيين في مواجهة عدو مشترك.
عدة بطولات خاضها الجزائريون إلى جانب إخوانهم التونسيين، منها ثورة تسرين الذي قادها الجزائري عمر بن عثمان، ومعركة الزلاج سنة 1911 التي خاضها الطلبة الجزائريون في جامع الزيتونة، وقد حكم على عدد منهم بتهمة التحريض من قبل المحكمة الفرنسية.
ذكر الدكتور عميرة علية الصغير، إنه كان للجزائريين حضور كبير في الثلاثينيات من القرن الماضي، واستنادا إلى إحصائيات حصل عليها، تشير إلى أنه لا تخلو معركة من المعارك التي خاضها التونسيون ضد الاستعمار الفرنسي، من مشاركة الجزائريين فيها، سواء أكانوا طلبة أم ضباطا دخلوا إلى تونس.
ولم تقتصر مساهمة الجزائريين في الجانب العسكري فحسب، حيث ذكر المتدخل أن صحيفة الوزير التونسية أنشاها جزائري، وأن الشيخ عبد العزيز الثعالبي، مؤسس الحزب الحر الدستوري التونسي، وأحمد توفيق المدني الجزائري كان أحد قياديي هذا الأخير، كما كان مؤسس النقابة العربية، عبد الرحمان اليعلاوي عميد كلية الآداب في تونس في الثلاثينيات من القرن الماضي.
من جهته أبرز الدكتور يوسف مناصرية، دور قادة الأوراس في حركة التحرر العربي، حيث انضم عدد من شباب الأوراس بعد ثورة 1916، التي خاضها هؤلاء ضد الاستعمار الأجنبي، الذي أراد تجنيدهم إجباريا، ليخوض بهم حربا ضد ألمانيا آنذاك، قائلا إن عددا كبيرا منهم انضووا تحت قيادة الجيش السوري للمشاركة في نصرة الفلسطينيين بعد احتلال أرضهم سنة 1948 من قبل الصهاينة.
ومن بين الجزائريين الذين أبلوا بلاءً حسنا، المجاهد محمود عيساوي من تبسة، والمجاهد صالح زبيدي المعروف بـ(الصفصاف) من نفس المنطقة، بالإضافة إلى المجاهد لزهر شريط، صاحب الثورات الثلاث الفلسطينية سنة 1948، والتونسية والجزائرية، وقد استشهد سنة 1957 بالجزائر.
يذكر، أن الملتقى يدوم يومين كاملين، يتم خلاله عرض مداخلات لشخصيات وطنية من مجاهدين ومسؤولون سابقين، وكذا أساتذة وباحثين جامعيين، قدموا من عدة جامعات وكليات من مختلف ولايات الوطن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024