قال أنّ الجيل الصّاعد يرفض الاستعمار وسلب الثّروات

القيادة الصّحراوية حكيمة في التّعامل مع الوضع الرّاهن

فريال ــ ب

استعرض أمس مستشار رئيس الجمهورية الديمقراطية الشعبية الصحراوية ورئيس الحكومة الأسبق وعضو مؤسس جبهة البوليساريو، محمد الأمين، تاريخ القضية الصّحراوية، معرجا على الجرائم التي ارتكبها المغرب الذي لم يكتف بسلب أراضيهم، وإنما عمل جاهدا على اقتلاعهم من الجذور. وإذا كانت القيادة الحالية حكيمة في التّعامل مع الوضع، فإنّ الجيل الصاعد وفق ما أكّده منشّط منتدى «الشعب»، يرفض أن يشبّ تحت نير الاستعمار وأن تسلب منه أرضه وثرواته.
 حرص محمد الأمين لدى تنشيطه أمس منتدى «الشعب»، الذي تناول موضوع «القضية الصّحراوية جوانبها السّياسية والحقوقية»، على التّوضيح بأنّ المغرب حاول عنوة إقحام الجزائر وتحميلها المسؤولية ،واصفين إيّاها بمكّة الثوّار الصّحراويين، للتّمويه عن أهم عنصر في القضية ممثلا في احتلاله الأراضي الصحراوية ونهب ثرواتها، مؤكدا أنّ كل الرؤساء الذين تعاقبوا على الجزائر أكّدوا بأنّ الأمر يتعلق بقضية استعمار.
وقبل ذلك لم يفوّت مستشار رئيس الجمهورية الديمقراطية الشعبية الصحراوية المناسبة، ليثني على فتح جريدة «الشعب» المجال أمام الصّحراويين لتكون بذلك أحد أهم المنابر لإسماع صوتهم وندائهم للحصول على الاستقلال، مشيرا في سياق سرده للأحداث إلى أنّ المغرب طالما أكّد أنّ الجزائر أنشأت جبهة البوليساريو، رغم أن الإعلان عن تأسيسها في العاشر ماي من العام 1973 تمّ خلال مؤتمر تأسيسي احتضنته مدينة الزويرات شمال موريتانيا.
وأفاد في سياق موصول، بأنّ المغرب استنتج بأنّ الجزائر مكة الثوار الصّحراويين، نظرا لالتحاق الطلبة الصحراويين بها أين أسّسوا حركة المقاومة للرجال الزرق، تسمية أطلقها المستعمر الفرنسي على التوارق وقاطني الصحراء عموما نظرا لارتدائهم العمامة، ثم توقف عند تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء، لافتا إلى أنّ السلاح الوحيد الذي كان بين أيدي مؤسسيها هو «إرادة التحرير»، وبعد مذبحة 1970 تأكّد للصحراويين ــ أضاف يقول ــ أن المنطق الوحيد الذي يصلح مع الاستعمار هو القوة لأنّ ما انتزع بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
وبعدما أشار إلى أنّ اتفاقية مدريد فقدت محتواها بانسحاب أحد أطرافها، قال بأنّ المغرب افتعل احتلال الأراضي الصحراوية كون الملك آنذاك كان يعاني من مشاكل مع جيشه، لينشغل هذا الأخير بطرح «الصّحراء المغربية»، والأخطر من ذلك قدوم المغرب إلى أراضينا ــ استطرد يقول العضو المؤسس لجبهة البوليساريو ــ بنية الإبادة لأنهم تلقّوا تعليمة «اقتلوا كل ما هو حي بما فيها الأشجار». وإذا كان الاحتلال الاسباني لم يعتقل أبدا النساء والشيوخ، فإنّ التّشريحيتين لم تسلما من احتلال المغرب، الذي سجن الفتيات والنساء الطاعنات في السن والشيوخ.
وأكثر من ذلك يمنع الصحراويين من التخصص في الهندسة والطب، باستثناء أولئك الذين زاولوا دراستهم خارج الوطن، كما أنّ العاملين والإداريين والتجار فيها كلهم من جنسية مغربية ويمنع الصحراويين من شغل المناصب، ولأنّ الجيش الصّحراوي لم يتمكّن من تركيع الصّحراويين، فإنّه طلب من الأمم المتّحدة التدخل والمبادرة بتقرير المصير في محاولة منه لربح الوقت وامتدت المفاوضات من 1988 إلى 1991، وفي العام 1999 انتهت المينورسو من تحيد هوية الصحراويين المعنيين بالانتخابات، وأحصت آنذاك ما لا يقل عن 88 ألف.
كما أشار منشط منتدى «الشعب» إلى أنّ السياسة التي ينتهجها المحتل الغربي لا تختلف عن تلك التي تنتهجها إسرائيل في فلسطين.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024