سلال يعرض تفاصيل الاعتداء الاجرامي بتقنتورين

لــن نتنازل للإرهاب، وسنحاربه بكـل قوة

إقامة الميثاق: جمال أوكيلي

لن نتنازل للإرهاب وسنحاربه بكل قوة وبدون هوادة وسنستئصله من الجزائر ولن يحقق أبدا الأهداف التي يخطط لها في هذا البلد، هكذا لخص السيد عبد المالك سلال الوزير الأول تدخله خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بإقامة الميثاق حول العملية الإرهابية الجبانة بتقنتورين بعين أمناس يوم الأربعاء الماضي.

السيد سلال كان حازما تجاه العمل الإجرامي الذي مس الأراضي الجزائرية، مؤكدا بأنه لن يسمح من الآن فصاعدا لأي كان محاولة ضرب استقرار هذا البلد أو السعي لزعزعة أمنه أو إلحاق الأذى بشعبه أو ضيوفه.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الجزائر ستضرب بيد من حديد من تسول له نفسه الإعتداء على حدودها، مبديا إفتخاره الكبير بأفراد الجيش الوطني الشعبي من قوات خاصة متشكلة من شباب حيوي أعطى مثالا حيا ورائعا عن روح التضحية واحترافية عالية لانقاذ من كان بداخل الموقع الغازي، وكذلك أفراد الدرك الوطني.
وهناك كشف سلال بأننا قلما رأينا عملية تدخل ناجحة في العالم كالتي قام بها الجزائريون مكررا في كل مرة عبارة «صعبة جدا، صعبة جدا» وهي رسالة واضحة المعالم لكل الذين أطلقوا العنان لتعليقات هنا وهناك.
واستعرض الوزير الأول ندوته الصحفية التي حضرها كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية ووزير الإتصال محمد السعيد ووزير الطاقة يوسف يوسفي بالتفصيل والتدقيق مسار العملية الإجرامية، موضحا بأنه يوم الأربعاء على الساعة ٠٥ ٣٠ ، تعرضت الجزائر لإعتداء إرهابي غاشم وجبان من مجموعة مرتزقة جلهم أجانب. متكونة من ٣٢ إرهابيا ينتمون إلى ٨ جنسيات (١١ تونسيا، نيجيريان، ماليان، مصريون، وعرب حاملون جنسية كندية وموريتانيون».
وفي نفس الإتجاه أضاف أنه منذ الوهلة الأولى تبين هدف هؤلاء الذين هم تحت إمارة مختار بلمختار مبرزا في هذا الإطار أن العملية كانت معدة وحضر لها منذ شهرين فقد انطلقوا من منطقة «أڤلموك»، في شمال مالي، وهي نقطة قريبة من «تينزواتين» ثم مروا على الشريط الحدودي لمالي والنيجر إلى غاية ناحية عبيد المتاخمة لـ «غاط» وهذه المجموعة كانت تحت «قيادة» الإرهابي بن شنب محمد الأمين بمساعدة بوبكر المصري.
وقد شرعوا في هذا العمل الجبان يوم الأربعاء صباحا عندما قطعوا نقطة الحدود ٤٥ كلم من المنطقة مرورا بايجلي وهنا حاولوا اعتراض حافلة كانت تقل عمالا أجانب من بينهم مدير «بريتش بتروليوم» متوجهة إلى المطار، وسعوا من أجل اختطاف من فيها لنقلهم نحو شمال مالي قصد استعمالهم لمآرب سياسية منها الدخول في مفاوضات مع الدول المنحدرين منها، وقد تفاجأوا برد فعل أفراد الدرك الذين كانوا في حماية المركبة، هذا الفشل الذريع الذي منيوا به دفع بهم لتغيير مسارهم باتجاه آخر كونهم كانوا على بعد ٥ كلم من قاعدة الحياة ومركب الغاز بـ «تيقنتورين» هنا توزعوا إلى فوجين وهنا سجل وفاة مواطن جزائري ووقوع جرحى.
وشدد سلال في سياق حديثه على الترسانة من الأسلحة الفتاكة التي كانت بحوزتهم، من صواريخ، وقاذفات صواريخ، ورشاشات من كل الأنواع، وكميات من المتفجرات الشديدة المفعول والهدف من توجيههم إلى القاعدة والمركب هو إختطاف الرهائن وتفجير المصنع، وبمجرد وصولهم إلى القاعدة أطلقوا النار على جزائري وبسرعة فائقة وفي رمشة عين أسرع الحارس إلى الضغط على الزر الخاص باندلاع جهاز الإنذار هذا العمل سمح حقا بتقليص ضغط الغاز حتى لا يحدث أي إنفجار وكذلك اتخاذ إجراءات أمنية في الوقت المناسب، علما أنهم كانوا على إطلاع بكل شيء، وأول ما قاموا به هو البحث عن الرعايا الأجانب ثم تفخيخ المكان بالمتفجرات، وهنا خاطب سلال الحضور قائلا أن الوضع كان خطيرا للغاية وصعبا إلى درجة لا يمكن إطلاق أي وصف عليه.
وبادرت القوات المسلحة رفقة البعض من المدنيين الى مفاوضة المجموعة لكن تبين بأنهم مصممون على فعلتهم الشنيعة، وأمام هذا الإنسداد لم يكن أي خيار أمام وحدات النخبة إلا القيام بواجبها.
وهنا قال سلال أشهد أمام الله أنه قليل من وحدات النخبة في العالم تنجز ما أنجزته نظيرتها الجزائرية باحترافية عالية ونجاح باهر لقد تحكموا في الوضع بدقة متناهية، ففي الهجوم الأول تمكن العمال الأجانب من الخروج من القاعدة.. إلا أن العملية تعقدت عندما حل الظلام ليلا وهنا قرروا الخروج بسيارات رباعية الدفع رفقة الرهائن الأجانب، للفرار نحو مالي، لكن قوات الجيش تصدت لهم وحاصرتهم بواسطة مروحيات كذلك لشل قدرات تحركهم.
في الصباح عندما وقفوا على الحصار المضروب على كل جهة أرادوا الإنتقال من القاعدة إلى المركب وضعوا في كل ما بين ٣ و ٤ اجانب، كدروع بشرية وعند محاولة الهروب انقلبت ٣ سيارات رباعية الدفع وانفجرت ٣ أخرى لقي مصرعه فيها من بن شنب وما بقي من الاشخاص انقذهم الجيش.
فيما يتعلق بالعملية الثانية، فالامور كانت حقا معقدة، كان هناك ١١ ارهابيا ورعايا اجانب، كانت هناك اتصالات هاتفية مع شخص يدعى شداد، ارادوا تفجيره، ولو تم ذلك فان ٥ كلم من المساحة كانت ستتأثر لان القاعدة تتربع على مساحة ٤ هكتارات والمركب  بـ ١٠ هكتارات، وجدد سلال تأكيده بأن المنطقة صعبة وصعبة جدا.
وتكمن هذه الصعوبة في الدخول الى المركب ففي ليلة الجمعة انفجرت قنبلة خلفت نشوب حريق تطلب تدخل الحماية المدنية والعمال، وتجند الجميع لتفادي اي انفجار، وفي التدخل الثاني نوه سلال بالذكاء الخارق والمهارة النادرة للقوات الخاصة، وكذلك احترافية ودهاء القناصين، ثم سارعت قوات الجيش لحسم الموقف بشكل نهائي، علما ان المركب يشغل ٧٩٠ عاملا منهم ١٣٦ رعية اجنبية حرر منهم ٢١ شخصا و ٥ منهم يجهل مصيرهم، وقضي على ٢٩ ارهابيا وتم القاء القبض على ٣ منهم كما سجل مصرع ٣٧٨ رهينة من بينهم جزائري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024