نعمة لبلدان ونقمة على أخرى

الهجرة السورية تشجيع للطائفية ونزيف للثروة الوطنية

س/ ناصر

يشكل اضطرار اللاجئين لترك بلدانهم نزيفا هائلا للثروة الوطنية كما هو عليه الحال في ظل الأزمة السورية ، لكنه يشكل في حالات كثيرة نعمة لبلدان أخرى حسبما استنتج من خلال منشطي ندوة الشعب والمتدخلين في منتداها يوم أمس.

فقد لجأ أكثر من 5 آلاف طبيب سوري وعدد مماثل من المهندسين إلى ألمانيا وقد أنفقت سوريا في تكوين وتأهيل هؤلاء نحو 8 مليار دولار فالهجرة تشكل نعمة لبعض البلدان لاسيما بالنسبة للمجتمعات التي تعاني من الشيخوخة وقلة الإنجاب كما هو الحال بالنسبة لألمانيا، كما أن هيئات أرباب العمل الألمانية قدرت أن الاقتصاد الألماني يتطلب نحو 100 ألف من الكفاءات الأجنبية خاصة الكفاءات الهندسية في مختلف المجالات ، كما أن ألمانيا تحتاج سنويا إلى أكثر من نصف مليون مهاجر خلال العقود القادمة من أجل الحفاظ على إمداد سوق العمل ونظم الضمان الاجتماعي بالقوة العاملة اللازمة لاستقرار هذه النظم حسب دراسة مؤسسة «بير تلسمان»وبذلك ينطبق المثل العربي القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وقد أكد الدكتور «عمارة ناجي « أحد منشطي ندوة الشعب عن هجرة ونزوح 12 مليون سوري هربا بجلودهم من الموت منهم أكثر من 4 مليون ونصف خارج التراب السوري منهم نصف مليون هاجروا إلى أوروبا.
وذكر منشطوا الندوة بالخلافات القائمة بين دول الاتحاد الأوروبي بين مؤيد ومعارض للاجئين رغم الاتفاق الحاصل بينهم حول ضرورة توزيع اللاجئين فيما بينهم، وذكر الدكتور «مختار مزراق»بأن المهاجرين ليسوا كاللاجئين الذين خرجوا من ديارهم عنوة للنجاة بجلودهم وأرواحهم بينما المهاجرين هم الذين هاجروا بإرادتهم بحثا عن حياة أفضل.
وخلص المتدخلون في الندوة إلى أن أزمة اللاجئين لا يمكن عزلها عن الإطار العام للأزمة السورية المخطط لها من قبل من أجل تحقيق «سايس بيكو جديدة « تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ لاسيما وأن سوريا من دول الممانعة ويجب أن تدفع ثمن موقفها ومحاولة رسم خريطة شرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل صاحبة الأمر والنهي فهلا أدرك العرب الأخطار المحدقة بهم ونهضوا من سباتهم العميق كما ذهب إلى ذلك أحد المتدخلين ؟ أم أنهم سيستمرون في خلافاتهم ويكتفون بالتنديد والشجب؟
لقد أكدت لجنة التقصي الأممية حول سوريا أمس بجنيف أن أزمة الهجرة إلى أوروبا هي ثمن الفشل الدبلوماسي للمجتمع الدولي في هذا البلد ، وأن الوقت قد حان لتجاوز هذا الفشل  وتقديم الدعم الكامل لمخطط المبعوث الأممي «دي ميستورا» وتمهيد الطريق للتوافقات الضرورية من أجل إيجاد تسوية سلمية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024