وسائل الاتصال الحديثة وأزمة اللاجئين السوريين

الصورة التي غيّرت العالم...

حامد حمور

تتصدر مأساة اللاجئين السوريين واجهة أغلب وسائل الإعلام العالمية، جراء هذه الأزمة في تنقل موجة من البشر تعد الأضخم منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب ما أكده عديد المختصين، وهذا جراء تنقل حوالي 12 مليون شخص في فترة قصيرة من لاجئين ونازحين من أجل إيجاد ظروف أفضل للعيش وهروبا من الحرب التي طال أمدها.. وفي نظر المحللين أن هؤلاء اللاجئين لم تبرز لديهم حلول في الأفق قد توقف هذه الأزمة الإنسانية الكبيرة في أقرب وقت، الأمر الذين جعلهم يلجأون إلى هذا الرواق المحفوف بالمخاطر.

الغريب أن معاناة اللاجئين استمرت لفترة طويلة قبل أن يتم التكفل بهم في العديد من الدول الأوروبية، بفضل وسائل الاتصال الحديثة التي أعطت «قوة للصورة» التي هزت العالم، تلك الصورة التي تبقى معبّرة ومؤثرة في نفس الوقت، وهي الصورة الخاصة بالطفل السوري الذي ألقت به الأمواج في إحدى الشواطئ التركية.. فاستيقظ العالم ذات صباح على بشاعة «المشهد» لطفل بريء كانت أحلام تراود والده وأسرته قبل أن تتبخر وتتحول إلى كابوس هز العالم برمته.
كانت نقطة البداية التي انطلقت منها معرفة مأساة هؤلاء اللاجئين والتي حرّكت ضمير العديد من الدول الأوروبية حول خطورة الوضع وضرورة إيجاد الحلول اللازمة، خاصة في ظل الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها هذه الدول.
لذلك، فان التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي كان لها دور فعال في عملية بدء استقبال هؤلاء اللاجئين، حتى أن شركات كبيرة وأندية كرة قدم عريقة لها إمكانات ضخمة تساهم في «التخفيف» من حجم المعاناة في جو من التكفل باللاجئين السوريين لم يألفه العالم من قبل، ليكون للإعلام دور فعال في تقريب الصورة للعالم بأسره.. وتنطبق المقولة بأن «العالم أصبح فعلا قرية حقيقية»، وفعاليته ارتسمت بصورة واحدة التي اهتزت لها كل الضمائر..
والمتابعة المستمرة لهذه القضية والصور الدورية التي يتناولها الإعلام والمحطات التلفزيونية وكذا المواقع الإلكترونية تفرض فعلا على هذه الدول إيجاد حلول لهؤلاء اللاجئين.
فقد أصبحنا نتلقى أخبارا يومية حول مدى الإمكانات التي تتوفر عليها دولة ما والتي تمكنها من استقبال نسبة من العدد الهائل والمساهمة في التخفيف من المعاناة الإنسانية.
وكانت ألمانيا، النمسا وبدرجة أقل فرنسا من البلدان السبّاقة لاستقبال اللاجئين، وتبعتها دول من خارج القارة العجوز على غرار كندا، الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا.
وبعيدا عن الأسباب والمشاريع السياسية من خلال الأزمة في سوريا، فإن الجانب الإنساني يبقى في مقدمة هذه المعضلة التي لابد من إيجاد الحلول لها في أقرب وقت لكبح مأساة ومعاناة الملايين من الأشخاص.. ولعل أفضل بداية، تضافر الجهود الدولية لتسوية الأزمة السورية سلميا، وحينها يعود اللاجئون إلى أحضان ديارهم حيث الدفء والأمن. .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024