ثمرة نضال أكثر من 44 سنة

حكيم/ب

 

كانوا بعيدا عن الوطن بأجسادهم، ولكن لم يمنعهم شعورهم بالانتماء إلى التضحية والمشاركة في الثورة التحريرية، إنهم الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في مجازر 17 أكتوبر بباريس، إنهم يستحقون أن نقول عنهم أولئك الذين قاموا بواجبهم على أكمل وجه وهي المقولة التي قالها الرئيس الراحل هواري بومدين في حق الشهداء.
لقد تحدث عضو فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا مخلوف عولي عن مسار الحركة الوطنية لدى المغتربين الجزائريين معترفا بدورهم الكبير منذ الحرب العالمية الأولى، حيث قال بأنهم نواة الحركة الوطنية وهم الذين بدأوا النضال بعد أن رحلتهم فرنسا للعمل هناك تعويضا للخسائر البشرية التي لحقت بالفرنسيين في الحرب العالمية الأولى، وهناك بدأ الجزائريون يندمجون في النقابات ويطورن وعيهم بمجال حقوق الإنسان ومنه استرجاع الاستقلال.
وقال عولي بأن الأمير خالد قد أدى دورا كبيرا في فرنسا في حشد الجزائريين ومحاولة توعيتهم بحقوقهم ووضعية البلد والطريق للاستقلال وغيرها من المثل السامية التي تبناها فيما بعد نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري.
ولم ينكر منشط ندوة الشعب، أمس، حول مجازر 17 أكتوبر دور مصالي الحاج في بناء الحركة الوطنية حتى أزمة صائفة 1954، مؤكدا بأن التاريخ سينصف كل شخص ساهم في بناء وتحرير الوطن، ونفس الأمر بالنسبة لمن خان الوطن، فالحقيقة يجب أن تقال.
ولم ينس بالمقابل الأحرار من الشعب الفرنسي، الذين ساندوا الثورة التحريرية من جان بول سارتر الذي تنبأ بأحدث 17 أكتوبر عندما قال «لن يكون هناك استقلال ولا حرية إلا بانتشار الجثث في شوارع باريس»، ناهيك عن المؤرخ «جان لوك اينودي»و«جيل مانسيرون» والصحافيين «مرسيل بيجو» و«بوليت بيجو» الذين قالوا قولة حق في حق المجازر التي ارتكبت ضد المغتربين الجزائريين في نهر السين بقلب باريس عاصمة حقوق الإنسان والحرية والأخوة.
وللتاريخ من باب قول الحقيقة، اعترف عضو فيدرالية جبهة التحرير الوطني بأن المغتربين ضمنوا تمويل الثورة الجزائرية بأكثر من 80٪ من الأموال، كما أنهم فتحوا جبهات عسكرية في فرنسا وانخرطت فيها الكثير من الطبقة المثقفة التي أصرت على المشاركة في الثورة وهي المواقف والحقائق التي جعلت من الجزائر مرجعا لكل الثوار والأحرار في العالم بالنظر للخصوصيات التي ميزتها وكذا قدرة من سيرها على حشد كل الجزائريين وفي مختلف أقطار الأرض دون إقصاء.
سعيد موزالين، عمر بوداود، أحمد طالب الإبراهيمي، صالح لوانشي، بشير بومعزة، فرانسيس نبيل بلقاسم، هشام بوعزيز وغيرهم كلهم أسماء قاموا بكامل واجبهم في فيدرالية جبهة التحرير في فرنسا والقائمة طويلة تشمل نساء وأطفال وفئات من كل الشعب الجزائري الذين قدموا تضحيات جسام من أجل استقلال الجزائر.   

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024