محطة لترقية حرية التعبير والصحافة

حكيم. ب

تحتفل الجزائر باليوم الوطني للصحافة، الذي يعتبر محطة لنقد الذات والنظر في النقائص ومحاولة الرقي بحرية التعبير والصحافة خدمة للمصلحة العليا للوطن،والاهتمام بالانشغالات العميقة للمجتمع الجزائري.
إن الصحافة الجزائرية التي فاق عدد دورياتها 400 عنوان وعدد قنواتها التلفزيونية 45 وعدد المحطات الإذاعية بها أكثر من 50، باحتساب الجهوية، هي إحصائيات مهمة ومشجعة، لكن تبقى الممارسة والأوضاع المهنية والاجتماعية للصحافيين بحاجة إلى الكثير من المراجعة والاهتمام.
فالصحافي، باعتباره العمود الأساس للمؤسسات الإعلامية، ينتظر الكثير لحل مشاكله الاجتماعية بما يسمح له التفرغ لنشاطه وممارسته بأريحية ودون ضغوط.
نتحدث عن هذا الظرف، في وقت يبيت فيه الكثير من الإعلاميين في مراقد بالأحياء الشعبية وهناك من يشغلهم أمر كيفية ضمان الكراء ومواجهة الضغوطات الاجتماعية.
يعاني الكثير من الصحافيين أمراضا مزمنة، على غرار ارتفاع الضغط الدموي والسكري وحتى السرطان الذي قضى على الكثيرين منهم، وهو ما يدعو للاهتمام أكثر بأسرة الإعلام ومساعدتها، من باب إنصافها، على تجاوز تلك المشاكل التي تجعل من عملها المهني أكثر ضراوة.
تقسيم الأرباح على الصحافيين ضرورة
أكد الكثير من الإعلاميين بمختلف العناوين، بالأخص تلك التي يمكلها مساهمون، عن بلوغ ثروتهم أرقاما خيالية، في حين يتعرض بعض الصحافيين، ممن يطالبون بتحسين أوضاعهم، لشتى أنواع الذل وهناك من تم تحويله أو طرده، في صورة تؤكد المفارقات الكبيرة في الساحة الإعلامية.
إن تقسيم الأرباح في نهاية السنة إجراء مهم حتى يحفز الصحافي، ويعترف المساهم بدوره في تكوين ثروته. لكن التقليل من مجهودات الصحافي ورفض رفع سقف الأجور وعدم استفادته ولو من نسبة من أرباح المؤسسات الإعلامية، نعتقد أنه سيصعب من بلوغ الصحافة استقرارها واحترافيتها، في ظل انتشار عقليات تجارية محضة تسيّر المؤسسات الإعلامية دون مراعاة خصوصيات عالم الصحافة.
وتثور ثائرة بعض مساهمي الجرائد عند نقص الإشهار، لما يتعلق الأمر بشخصهم فيوظفون صحافيين للانتقام وتوصيل احتجاجاتهم، وعندما تحسم الأمور يأخذون الفائدة لوحدهم.
الاعتراف...
تحتاج الصحافة الجزائرية لاعتراف بدورها وتضحياتها في سياق بناء المجتمع الديمقراطي، إذ يكفيها فخرا أنها واجهت الإرهاب وحاربته وهو ما جعلها تدفع الثمن، مقدمة 100 شهيد.
لقد تم اتخاذ الكثير من الإجراءات لفائدة الأسرة الإعلامية، كإلغاء عقوبة تجريم الصحافي وحبسه وتنصيب لجنة لمنح بطاقة الصحافي المحترف، في انتظار إجراءات أخرى تحسن من ممارسة المهنة وتحفز الصحافي على تطوير مستواه لخدمة المجتمع.
تأسيس نقابة أولوية
يعتبر تأسيس نقابة وطنية جامعة للصحافيين ضرورة قصوى، ينتظم فيها الصحافيون وتجتمع كلمتهم لمجابهة ما ينتظرهم من مشاكل وتحديات، لأن التشتت لن يخدمهم والمهنة.
سيساهم بناء التنظيم النقابي في المشاركة بمختلف المبادرات التي تهم الصحافي، خاصة عند إعداد التشريعات ومناقشة الأوضاع الاجتماعية والمهنية والحديث باسمهم.
حتى تجربة مجلس أخلاقيات المهنة، الذي تأسس في سنة 2000، لم تنجح في فرض الانضباط اللازم وحتى قراراته لم تكن لها القوة المعنوية اللازمة، وبرر الكثير التعثر بالاختلافات الكبيرة بين مديري النشر وتشتت الأسرة الإعلامية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024