في الذكرى الرابعة لتأسيس جبهة المستقبل

بلعيد يرافع لبناء طبقة سياسية نظيفة لمواجهة المخاطر

سعاد بوعبوش

أعرب رئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، أمس، عن أسفه لما تعرفه الساحة السياسية من صراع وشتم وتهريج، مشيرا أنها أفلام تعرض لا يعرف من يقف ورائها ولأي هدف، بالرغم من أن البلاد تحتاج في الوقت الراهن إلى تضافر الجهود وانخراط كل الجزائريين بمختلف تياراتهم وأطرهم لتجاوز الأزمة الحالية، ببناء أرضية سياسية نظيفة تقوم على أساس الحوار الهادئ، بعيدا عن التهويل والتهريج والاستعانة بالقوى الأجنبية.
قال بلعيد خلال كلمة له بمناسبة احتفال حزبه بالذكرى الرابعة لتأسيسه بقاعة الموڤار، أنه يطمح إلى بناء طبقة سياسية نظيفة يعتمد عليها في تعزيز النسيج الاجتماعي وبناء مجتمع متكامل وتحصين الأمة من كل المخاطر، التي تعرفها منطقة الساحل وشمال إفريقيا لا سيما ما تعلق بالتهديدات الأمنية، التي تقف وراءها أيادي أجنبية بصفة مباشرة وغير مباشرة.
وأعرب رئيس جبهة المستقبل، عن أسفه لعدم الوصول إلى دستور توافقي بالرغم من الايجابيات التي وردت في الكثير من بنوده، إلا أنه لم يتطرق إلى الأمور الأساسية بحسبه، على غرار إنشاء اللجنة المستقلة لمتابعة ومراقبة الانتخابات، التي قال أن بالرغم من دسترتها إلا أنه لم يتم الابتعاد عن الهيمنة الإدارية عن كل عمل انتخابي ديمقراطي، حسب قوله، مضيفا «بل هي ما تزال ملتصقة بالهيئات الإدارية.
وفي نفس السياق، انتقد ذات المسؤول ورود بعض المصطلحات التي وصفها بغير الدستورية على غرار «يرأسها شخصية وطنية»، هذه الشخصية التي تحتاج إلى تعريف ووضع معايير ومقاييس لها لأن ورودها هكذا تجسد الغموض بحد ذاته.
وأوضح بلعيد أن تبني أنصاف الحلول إزاء القضايا الجوهرية لا يأتي بنتيجة بل يتعين التوجه نحو الحلول الموضوعية القابلة للتطبيق، والتي قد تطرق إليها حزبه في برنامجه على غرار تنمية الموارد البشرية لاسيما رفع التكوين العلمي والتقني، تنمية قطاع الخدمات بإدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وكذلك الأمر في قطاع الفلاحة لا سما في مجال الإنتاج وفتح الاستثمار أمام القطاع الخاص خاصة في مجال الصناعة التحويلية، والعمل على ترقية السياحة بعيدا عن الارتجالية وتجاوز الاعتماد على مداخيل المحروقات، خاصة وأننا لا نتحكم في السياسة النقدية البترولية التي تتحكم فيها الشركات المتعددة الجنسيات.
وحذّر رئيس جبهة المستقبل مما ستؤول إليه البلاد في حال الاستمرار في إدارة الوضع الراهن بالطريقة الحالية، متنبئا بأزمة اجتماعية سيتم تلمسها خلال الدخول الاجتماعي المقبل بتفريخ أزمات أخرى، مشيرا إلى أنها ليست حتمية ويمكن تجاوزها في حال اختارت السلطة وضع برنامج واضح تنخرط فيه كل قوى المجتمع بعيدا عما وصفه بأساليب الشتم والتهريج وتحلي النخبة بروح المبادرة.
في هذا الإطار وبخصوص الوضع الراهن وتوقعاته لما سيأتي في الأيام المقبلة، دعا بلعيد إلى تشكيل حكومة وخلية أزمة تتبنى برنامج أزمة وتتشكل من إطارات جزائرية كفأه لتجاوز المرحلة الحالية، وإعطائها الورقة البيضاء لممارسة كل الصلاحيات ما من شأنه أن يقود الجزائر إلى بر الأمان، منتقدا التسيير الحالي للحقائب الوزارية، الذي قال أنها «غارقة في التسيير الكلاسيكي وتوجهت إلى ممارسة السياسة على حساب وظيفتها».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024