أكد حاج حاسي يحيى، الرئيس الأسبق لجمعية كبار معطوبي حرب التحرير الوطني في تصريح لـ « الشعب»، ان 19 مارس 1962 عيد النصر، كان انتصارا للثورة التحريرية الجزائرية وهزيمة للامبراطورية فرنسا الاستعمارية، وسندها الحلف الأطلسي.
دعا يحيى المؤرخين والباحثين إلى جمع وتقصي حقائق ووقائع الثورة الجزائرية التي لا يزال الكثير منها مخفيا، وبقي مجهولا، سيما لدى جيل الاستقلال، ومنها أن فرنسا، جنّدت زهاء مليون ونصف عسكري، 60 جنرالا و700 عقيد، في محاول اجهاض النضال التحرري بالجزائر.
بيّن نفس المتحدّث قائلا، بأنّ فرنسا، لم تكتف بالأسلحة الجهنمية والقنابل النووية، لضمان استمراريتها، بل اعتمدت عمليات لـلدماغ الممنهجة، داخل الجزائر، كما حدث مع 300 ألف جزائري أو أكثر من الموالين إلى فرنسا، المعروفين بـ «الحركة»، الذين اتخذوا اتجاها جديدا ضد وطنهم، وتجرّدوا من مبادئهم وتعاليمهم السابقة، وهي واحدة من أخطر «أسلحة الحرب النفسية» التي مارس المستعمر الفرنسي.
معيدا شريط الأحداث، قال الحاج حاسي وهو من مواليد بلدية الخميس ولاية تلمسان، فقد رجله، نتيجة انفجار لغم بالحدود المغربيةّ: «كنت يوم الـ 18 و19 مارس في المغرب الشقيق، تحديدا في الدار البيضاء بثكنة عسكرية، تابعة لجيش التحرير الوطني الجزائري، كانت تحصي أكثر من 700 معطوب، حرب التحرير الوطني. ونحن بالثكنة، وكانت عبارة عن شبه مستشفى، بلغنا خبر الاتفاق الذي توّصلت إليه الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وحكومة الاحتلال الفرنسي بتاريخ 19 مارس 1962، بعد مفاوضات إيفيان، عن طريق الراديو وممثل الثورة، المجاهد، مصطفى الأشرف الذي كان آنذاك في الرباط.»
ختم يحيى متأثّرا: « يومها اختلطت دموع النصر بدموع الحزن على فراق الشهداء الرفقاء وأطرافنا التي فقدناها، في أسمى معاني التضحية والفداء من أجل الوطن، وطموحات أبناء الشعب الجزائري في العزة والكرامة، وبهذه الفرحة العارمة، دخلنا إلى الجزائر في 7 جويلية 1962 م، عبر 3 طائرات، من الرباط إلى مطار هواري بومدين،حاليا، بالجزائر العاصمة، ومن ثمة تم نقلنا إلى ثكنة، تبعد عن مدينة تيزي وزو بـ 17 كلم لمواصلة العلاج».
