أتت النيران أول أمس الخميس، على عشرات الهكتارات من الأحراش والمساحات الغابية بمنطقة جبل «بوبراك» ببلدية سيدي داود شرق بومرداس، حيث غطت ألسنة اللهب والدخان الكثيف المتصاعد أجواء المنطقة وامتدت سحابة سوداء حتى المناطق المجاورة كبغلية ودلس، دون الكشف عن حجم الخسائر المحتملة خاصة في الغطاء الأخضر والمساحات الغابية المعروفة بهذه السلسلة الجبلية.
بعد بني عمران والثنية في الأسابيع الماضية التي تعرضت فضاءاتها الغابية إلى خسائر فادحة قدرتها محافظة الغابات لبومرداس بأزيد من 400 هكتار من الأحراش وحتى حقول الكروم والأشجار المثمرة، جاء الدور نهاية الأسبوع على منطقة «بوبراك» بسيدي داود المعروفة بطابعها الجبلي الغابي، حيث التهمت السنة النيران مساحات واسعة من الأحراش في انتظار تقييم الخسائر الحقيقية.
وطرحت ظاهرة عودة الحرائق إلى المناطق الجبلية الغابية بولاية بومرداس الكثير من التساؤلات حول دور محافظة الغابات والجهات المختصة في اتخاذ الإجراءات اللازمة والاحتياطات لتجنب مثل هذه الكوارث البيئية التي سيكون لها دون شك انعكاس سلبي على التنوع الايكولوجي للمنطقة وحتى الثروة الحيوانية، ناهيك عن مشاريع استصلاح الأراضي الجبلية التي يقوم بها الفلاحون الذين استفادوا من إعانات الدولة في إطار برنامج الدعم الريفي الخاص بغرس أشجار الزيتون، تربية النحل والماشية، حيث كثيرا ما اشتكوا من مشكل الحرائق وصعوبة تأمين مثل هذه الأنشطة الفلاحية المهددة في كل مرة إما بالحرائق المباشرة أو الرياح الساخنة الناجمة عنها وبالخصوص على حقول العنب المجاورة المنتشرة بمساحات واسعة ببلدية سيدي داود، رأس جنات وبغلية التي لا تصمد كثيرا أمام هذه الظروف المناخية الصعبة.
