طباعة هذه الصفحة

العزوني في يوم تحسيسي حول السلامة المرورية بالمدية:

35 ٪ من الحوادث المميتة سببها النعاس أثناء السياقة

المدية: م.أمين عباس

التداول على قيادة حافلات المسافات الطويلة يحمي الأرواح

أكد محمد العزوني، في يوم تحسيسي حول السلامة المرورية، نظم بالوحدة الرئيسة لمديرية الحماية المدنية بالمدية، أمس الأول، على التصدي بقوة لحوادث المرور التي تتسبّب في الكثير من الضحايا والخسائر المادية.
ذكر العزوني وهو رئيس جمعية طريق السلامة، في محاضرة حول هذا الموضوع، بحضور ممثل المدير العام للحماية المدنية الرائد بن محي الدين رابح ورجال الأمن الوطني، أنه سبق له وأن طالب وزير التكوين والتعليم المهنيين، منذ سنوات، بإخضاع السائقين إلى تكوين إقامي. غير أن هذا الطلب الذي تقدمت به جمعيته مايزال حبيس الأدراج.
وأشار العزوني في المحاضرة، عنوانها «السلامة المرورية»، إلى أن جل مدارس السياقة تفتقر إلى مركبات لتدريب المتربصين حول قيادة الشاحنات التي تعد بالنسبة له أحد أهم الوسائل المتسببة في المجازر اليومية، منتقدا غياب أماكن تقنية لتعليم السياقة. كاشفا في هذا السياق ما عاناه في ولاية تندوف، حيث يتمرّن المترشحون في أرضية لكرة القدم، مطالبا بضرورة رفع مستوى التكوين للتقليل من الحوادث المرورية الأليمة.
وأضاف العزوني، أن إجراءات تخفيف الحصول على هذه الرخص، يجب أن يقابله تكوين قاعدي يشرف عليه مدربون مختصون، لكون حياة المواطن في خطر مستمر بسبب التهاون، معلنا أنه بصدد التنقل من ولاية لأخرى لإعلام أصحاب القرار بأنه حان الوقت للعمل بنصائحه لإنقاذ الأرواح البشرية.
وقال العزوني، إن 35 من المائة من الحوادث المرورية المميتة سببها النوم والنعاس، مستشهدا بما وقع بمنطقة قرطوفة بتيارت من مجزرة إثر حادث مروري وقع على الساعة الثانية صباحا، كان ضحاياه ركاب حافلة قادمة من حاسي مسعود إلى وهران، مشيرا إلى أنه مهما تعددت أسباب هذا الحادث المؤلم، إلا أن جمعيته لاتزال تطالب أصحاب الحافلات العاملة بالخطوط الطويلة بتوفير سائقيْـن، شريطة أن لا يضمنا الخدمة مع بعضهما البعض، مذكرا الحضور بأن هذا المقترح تم طرحه على السلطات العليا في البلاد في ثمانينيات القرن الماضي دون أن يطبق في الميدان.
وذكر الخبير في عالم الوقاية المرورية بهذه المناسبة، بما حدث في عين أرنات خلال اصطدام بين شاحنة ثقيلة وحافلة لنقل المسافرين، متجهة للعاصمة وقادمة من سوق أهراس، بسبب غياب أضواء التحذير في شهر ديسمبر، حيث سجلت وقتها الحماية المدنية كارثة بشرية وتلقت الجزائر وقتها التعازي من مختلف البلدان.
خلال لقاء وزاري طارئ تم إصدار قرار مشترك شمل 65 توصية، بينها إلزام أصحاب حافلات المسافات الطويلة بتوظيف سائقين لضمان مثل هذه الخدمة، غير أن محتوى هذا القرار بقي حبرا على ورق، متسائلا في هذا الإطار: «كيف أنه في الخمسينيات ورغم قلة الوسائل، كنا نفكر إيجابيا بعكس ما نحن عليه اليوم، بدليل أن الكثير منّا يرفضون شراء مثلث الخطر بـ300 دج للواحد، بحجة إمكانية تعرضه للسرقة».
واستطرد رئيس جمعية «طريق السلامة» جملة توضيحاته المشفوعة بالوقائع في مداخلة بسيطة شدت انتباه الأعوان والإطارات، بالتطرق إلى تفاصيل الساعة البيولوجية، على أنها مسألة في غاية من الأهمية، لكونها مرتبطة بالنور من وقت لآخر. كما أن الضوء الأزرق الذي تستعمله مركبات الشرطة منذ سنوات، بعد أن عوض اللون الأحمر، هدفه التقليل من تأثر مادة الهيمانولين على الدماغ، داعيا إلى الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة.
كما أشاد بدور الإعلام في عملية التحسيس ودق ناقوس الخطر من إرهاب الطرق بعد العشرية السوداء.
صاحب التجربة المهنية الطويلة، طلب في هذا الشق من مستوردي السيارات، دعم قوافل جمعيته الوطنية في برامجها الوقائية في مجال التربية المرورية، معتبرا في إحدى إجاباته أن المدن الجزائرية أضحت تتوسع يوميا دون تخطيط، بدليل افتقارها للحظائر، حاثا على ضرورة التقيد بالتربية المرورية، بدءاً من الأسرة من خلال العودة إلى إحدى أفكاره «الخلية المرورية الأسرية»، ناعتا وجود ممهلات خارج الوسط الحضري بالحرام.
على صعيد آخر لا يقل أهمية، قال ممثل المدير العام للحماية المدنية الرائد رابح بن محي الدين، إن هذا اللقاء يندرج ضمن مهام القيادة العامة ويعد تحديا، مطالبا أكثر من مرة باحترام قانون المرور، متسائلا بدوره، هل أن كل حامل لرخصة سياقة مؤهلا للقيادة؟ من منطلق أن القيادة تختلف من مكان لآخر، معتبرا أن علامة 80 لا يجب أن تنزع من السيارة إلا بعد عامين، داعيا بدوره في هذا المنوال للانتباه إلى مكان وضعها، كاشفا أن مصالح الحماية ستدعم ولايات الجنوب بـ250 مركبة رباعية الدفع، شريطة المحافظة عليها وعلى الأرواح البشرية.
من جهته قال أحد الأئمة، إن حفظ البدن يعد من كليات الشريعة الإسلامية ويعتبر أولى من حفظ الدين، إلى جانب أن التعدي على قانون المرور ليس مخالفة فحسب، بل تعدّ صارخ على أحد أصول دنينا الحنيف، محمّلا مسؤولية المجازر إلى العامل البشري، داعيا إلى حماية الأنفس.
 
مديرية الحماية المدنية تواصل جس نبض الرتل المتنقل

نظمت مديرية الحماية المدية بولاية المدية، أمس الأول، مناورة افتراضية تطبيقية لأفراد الرتل المتنقل لمعرفة مدى جاهزية الأفراد المكلفين بمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية التابعة لمصالح الحماية المدنية بهذه الولاية الداخلية.
دامت هذه المناورة الافتراضية التطبيقية عدة ساعات بمنطقة غابة حبس هوارة ببلدية وزرة، تحت إشراف مدير الحماية المدنية المقدم ناصر بوشريفي ورئيس مصلحة الحماية العامة الرائد أحمد الصغير محمد وتم تأطيرها من طرف رئيس الرتل المتنقل برتبة نقيب.
كما شهدت المناورة الافتراضية التطبيقية تنفيذ عدة تمارين عملياتية، تمثلت في كل من التدخل لأجل منع انتشار حريق غابة حبس هوارة وإخماد موقدين بالغابة باستعمال 04 شاحنات إطفاء للموقد الأول و03 شاحنات للموقد الثاني وهذا بالتعاون مع مصالح الغابات العاملة في الميدان.
كما خصصت التمارين التطبيقية لمعرفة مدى جاهزية أفراد الرتل المتنقل بنحو 41 فردا لمكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية وكيفية استغلال التعداد المادي والبشري في السيطرة على إخماد مختلف الحرائق، سيما وأن هذه الولاية باتت بؤرة لحرائق الغابات والمحاصيل الزراعية.