طباعة هذه الصفحة

الملتقى الدولي “أحمد بن بلة في بعديه الوطني والدولي”

زيتوني: الإحتفاء بالبطل بن بلة هو تجسيد العهد مع الجزائر

انطلقت، أمس، بقصر الثقافة “عبد الكريم دالي” بتلمسان، أشغال الملتقى الدولي حول “بن بلة في بعديه الوطني والدولي” المنظم بمناسبة إحياء الذكرى المئوية لميلاد أول رئيس للجزائر المستقلة.

جرت مراسم افتتاح الأشغال، بحضور كل من وزير المجاهدين الطيب زيتوني ووزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، فضلا عن عدة شخصيات وأكاديميين من داخل وخارج الوطن.
أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أنه عند الاحتفاء بالبطل أحمد بن بلة “فنحن نحتفل بأبطال الجزائر ونجسد العهد مع الجزائر ونجدد العزم على تثبيت القيم والمثل العليا للجزائر”.
وأكد الوزير في كلمته، “إننا نلتقي لنحتفي بهذا القائد والمجاهد المخلص الوفي لمبادئه”، مذكرا بأن وفاء هذا المجاهد “تجسّد بالمقاومة والنضال والكفاح والجهاد والصمود والمعاناة... مما جعله يرتقي إلى مصاف زعماء العالم وعقلاء إفريقيا”.
وأشار زيتوني، إلى أن هذه الوقفة التي تجمع الباحثين من شتى الجامعات من داخل وخارج الوطن والمجاهدين الذين صنعوا ملحمة نوفمبر “قد باركها رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة بإضفائه الرعاية السامية”.
وذكر الوزير في ذات السياق، بمقولة رئيس الجمهورية في ماي 2005، بمناسبة منح أحمد بن بلة الدكتوراه الفخرية من جامعة تلمسان، “لقد كنتم بحق رجل القرن العشرين الذي يهتدي بأفكاره كل من يريد اقتفاء نهج المجاهدين المخلصين”... “ووفاءكم للأخلاق النبيلة جعلكم تتصدرون قائمة الحكماء السياسيين الذين تميزوا بتفانيهم في الكفاح من أجل عالم عادل تسوده الطمأنينة والديمقراطية وتساوي الفرص”.
وبعد التذكير بواجب الشعب الجزائري في عدم التنكر لجميل أبطاله، أشار الطيب زيتوني إلى الرسالة التي رسمها رئيس الجمهورية، واصفا إياها برسالة المروءة والعزة والكرامة من أجل الأمن والسكينة والطمأنينة لرفع تحدي التنمية وبلوغ الأهداف.
وأضاف وزير المجاهدين، أن “هذه الرسالة تتطلب، لحفظها، التسلح بأدوات العيش في هذا العصر وهي العلم والمعرفة واكتساب التكنولوجيا وزرع الأمل والسعادة في نفوس أبناء شعبنا الكريم”.
كما أبرز أنه “إذا كان المجاهد القائد أحمد بن بلة كرس شبابه وحياته من أجل تحرير البلاد واكتوى في حياته بصعوبات من أجل الجزائر، علينا أن نجتهد من أجل الجزائر والجزائر فقط”.
مساهل: حياة أول رئيس جزائري جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائر وإفريقيا
في مداخلة له بالمناسبة، أبرز وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، أن “حياة أحمد بن بلة جزء لا يتجزأ من تاريخ الجزائر وإفريقيا. وقد تجاوزت حدود الجزائر. وأصبحت مصدر إلهام للثوار في العالم أجمع”.
وأكد مساهل، أن الحديث عن رجل من وزن بن بلة “ليس بالأمر الهين. إنه يستحق التكريم، بالنظر إلى كفاحه والتضحيات التي قدمها في سبيل تحرير بلاده وبلدان إفريقية”.
بالنسبة لبن بلة، لم يكن استقلال الجزائر “إلا مرحلة في تحرير إفريقيا بكاملها”، يضيف الوزير، مستعينا بخطاب للراحل الذي ذكر خلال تأسيس الإتحاد الإفريقي، “من واجبي القول، باسم الشعب الجزائري والمليون ونصف المليون شهيد، إن ميثاق الإتحاد الإفريقي لن يكون محل إصغاء إذا لم يقدم الدعم التام للشعوب التي تكافح من أجل حريتها”.
وفي هذا الصدد، أشار عبد القادر مساهل إلى أن “أحمد بن بلة كان أحد الأباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية وحدد تحرير كل القارة الإفريقية كأولوية” ولم يتردد في وضع موارد الدولة الجزائرية الفتية في خدمة حركات التحرر.
من ناحية أخرى، أشار الوزير إلى العديد من القادة الأفارقة الذين زاروا في تلك الفترة الجزائر، بينهم الزعيم نيلسون مانديلا الذي كتب في مذكراته أن “الجزائر كانت مصدر إلهام لجنوب إفريقيا. وقد دعاني بن بلة إلى الجزائر. والجزائر هي التي جعلت منّي رجلا”.
كما أشار عبد القادر مساهل أيضا الى أميكال كابرال ومقولته الشهيرة: “المسيحيون يتوجهون إلى الفاتيكان والمسلمون إلى مكة والثوريون إلى الجزائر”.
وعلاوة على ذلك، تطرق الوزير إلى مبادرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المتعلقة بإنشاء لجنة العقلاء الأفارقة التي اختارت بن بلة رئيسا لها.
«لقد كان أحمد بن بلة جد متعلق بإفريقيا وكان لديه شعور بالواجب تجاه القارة”، يضيف عبد القادر مساهل.

مكتبة الرئيس السابق هبة لجامعة تلمسان

قدمت السيدة مهدية بن بلة، أمس، بتلمسان، مكتبة أبيها الرئيس الأول للجزائر المستقلة والمتكونة من أكثر من 8.500 كتاب، هبة إلى جامعة “أبي بكر بلقايد” لتلمسان، لاستغلالها في البحث والدراسات العليا من طرف الطلبة والباحثين.
وقد تم منح هذه الكتب الموزعة على مختلف العلوم والتاريخ والأدب، لمكتبة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الجديدة التي تم تدشينها، أمس الأحد، بمناسبة إحياء الذكرى المئوية لميلاد المجاهد الراحل أحمد بن بلة وإطلاق اسمه عليها.
خلال حفل رمزي انتظم بالكلية المذكورة، أشرف عليه وزير العدل حافظ الاختام الطيب لوح، بحضور وزير المجاهدين الطيب زيتوني ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل ووالي تلمسان ساسي أحمد عبد الحافظ، إلى جانب السيدة مهدية بن بلة، أبرز الأستاذ مصطفى جعفور رئيس جامعة تلمسان، الأهمية التي تكتسيها هذه المكتبة بفضل تنوعها وتشعبها في شتى العلوم.
وأشار إلى أن مصالحه التقنية باشرت عملية رقمنة عناوين هذا المكسب العلمي الجديد لكي يستفيد منه الباحثون والطلبة على مستوى كل التراب الوطني.
نصب تذكاري وجوائر علمية حول نضال الزعيم
كما أشرف الوفد الوزاري بشارع “العقيد لطفي” بوسط مدينة تلمسان، على مراسم تدشين النصب التاريخي المخلد لأول رئيس للجزائر المستقلة.
وفي المجال الأكاديمي، تم، على هامش الملتقى الدولي حول “أحمد بن بلة في بعديه الوطني والدولي”، الذي تنظمه جامعة تلمسان يومي 4 و5 ديسمبر، بالتنسيق مع الولاية، تكريم الفائزين في مسابقة تأليف أحسن رواية وأحسن بحث علمي حول أحمد بن بلة ونضاله.
وقد نالت الروائية دالي يوسف فاطمة الزهراء الجائزة الأولى في صنف الرواية بعملها بعنوان “تاريخ رحلة غير منقطعة”، فيما فازت الباحثة الأكاديمية عبو نجاة بالجائزة الأولى في مجال البحث بعملها “أحمد بن بلة مناضل ومجاهد مغاربي 1945-1956”.
كما تم تكريم المؤسسة الوطنية للتلفزيون عن الفيلم الوثائقي حول أحمد بن بلة من إخراج نبيل حمداش والذي تم عرضه خلال أشغال هذا الملتقى.
وزار المشاركون في هذا اللقاء الدراسي، المعرض المقام ببهو قصر الثقافة لتلمسان والذي سطر بالصور والوثائق الأرشيفية المسار النضالي للمجاهد أحمد بن بلة من الحركة الوطنية إلى الثورة التحريرية المظفرة وغداة الاستقلال.

الوزيرة والكاتبة المالية أميناتا درامان تراوري في شهادة مثيرة:
بن بلة منحني الشعور بأن الكفاح ضروري في هذا العالم غير العادل
أشادت الوزيرة المالية السابقة للثقافة والكاتبة أميناتا درامان تراوري، أمس، بتلمسان، بشخصية الرئيس السابق الراحل أحمد بن بلة، مؤكدة أنه منحها الشعور بأن كفاحها “كان ضروريا في هذا العالم غير العادل والعنيف”.
«أبقى أحتفظ بذكرى أب روحي وأنني قوية بهذه العلاقة التي ربطتني بأحمد بن بلة الذي منحني الشعور بأن كفاحي ضروري في هذا العالم غير العادل والعنيف”، بحسب ما أبرزت السيدة تراوري خلال أشغال الملتقى الدولي حول “أحمد بن بلة في بعديه الوطني والدولي”.
وأشارت إلى أن “أحمد بن بلة استطاع خلال أشغال المنتدى الدولي حول إفريقيا بباماكو، إثبات أن نضالنا في إفريقيا كان ولايزال قائما وأن الاستعمار لم ينته بعد. نحن نشهد اليوم توجّها نحو اليمين للعالم وهو ما يدعو إلى القلق في إفريقيا”.
واعتبرت الوزيرة السابقة للثقافة في مالي نفسها “وريثة” لكفاح أحمد بن بلة من أجل عالم عادل. “أنا سعيدة وفخورة بحمل مشعل تصفية الاستعمار وأنا أحمل في نفسي جزءا من تلك القوة التي كان يتميز بها”.
كما أثنت ذات الكاتبة على الجزائر لجهودها الرامية إلى إحلال السلام والأمن في مالي.
وأبرزت أن “أمريكا وأوروبا لا تسعيان إلاّ لمصالحهما. ونحن نقول حقوقنا الإنسانية أولا”، مشيرة إلى أن “شغف أحمد بن بلة لايزال حديث الساعة”.
جون زيغلر: بن بلة شخصية خارقة للعادة
من جهتها قرأت رئيسة الجلسة صبيحة بن منصور، رسالة وجهها جون زيغلر من جامعة جنيف (سويسرا)، للمشاركين في الملتقى، المعروف بمناهضته للعولمة ورئيس المجلس الاستشاري للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وبعد تقديم اعتذاره لعدم الحضور إلى الملتقى، قال جون زيغلر: “شكرا لأحمد بن بلة”، مشيرا إلى أن “الثورة الجزائرية تعد، بدون شك، أهم حدث خلال النصف الثاني من القرن العشرين”. ليضيف، أن الشعب الجزائري المكافح قد هزم أعتى قوة في ذلك الوقت.
وأشاد جون زيغلر بالرئيس الجزائري السابق، مشددا على أن السلطة لم يكن لها تأثير على شخصية بن بلة. “لقد كان رجلا يفكر بشكل سليم وكان قادرا على النقد الذاتي وهي صفة نادرة عند الزعماء الأفارقة القدامى. لقد كانت شخصية خارقة للعادة”.
وذكر بأن “الجزائر ذات السيادة هزمت أعداءها بسنّ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبدعم من أحمد بن بلة”.
ويتم تنظيم هذا الملتقى، المخصص لحياة ومسيرة الرئيس السابق الراحل أحمد بن بلة، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده (1916-2016).
وقد افتتحت الأشغال من طرف وزير المجاهدين الطيب زيتوني بمشاركة العديد من الأساتذة الجامعيين الوطنيين والأجانب.