«الشعب» تستطلع المواقع الإلكترونية للأحزاب

تباين في استغلال التكنولوجيا لتعزيز التنشئة السياسية

استطلاع :حكيم/ب

قامت «الشعب» باستطلاع المواقع الإلكترونية لبعض الأحزاب السياسية في الجزائر لمعرفة مدى اهتمامها بجانب الاتصال والتفتح على التكنولوجيات الحديثة واستغلالها لتوسيع القواعد النضالية من المنخرطين واطلاعهم على المستجدات، ومحاولة تكوين رأي عام والمشاركة في النقاشات البناءة من أجل تعزيز الممارسة الديمقراطية.
وتبين أن الكثير من الأحزاب لا تولي اهتماما للتكنولوجيات الحديثة لضمان التواصل مع القواعد النضالية ومنح المعلومة في وقتها لوسائل الإعلام، ويؤكد ذلك الأوضاع الصعبة للكثير من التشكيلات السياسية الغارقة في مشاكلها الداخلية والتي جعلتها لا تهتم بالمواقع الإلكترونية التي لها من الأهمية ما يجعل الكثير من الأحزاب معروفة وتؤثر في استقطاب قواعد جديدة، والتأثير على التوجهات العامة.
وبالمقابل أبانت بعض الأحزاب عن تحقيق تقدم كبير في الاستفادة من هذه التكنولوجية وتمكنت من إرساء تقاليد ستمنحها الكثير من الاحترام والنجاحات مستقبلا ملثما سنكتشفه في هذا الاستطلاع .

موقع الأفالان:
 عالم افتراضي لا يختلف عن الواقع
دخل موقع حزب جبهة التحرير الوطني على شبكة النت مرحلة الصيانة في مشهد يعكس ما يتواجد عليه الحزب العتيد الذي يوجد بدون قيادة منتخبة، وبالتالي تعطيل كل جوانب الحزب وخاصة الجانب الاتصالي.
وقد يكون تبرير الحزب هو المرحلة الانتقالية في انتظار قيادة جديدة تنشر أخبارها يوميا، ويدفعنا هذا الإجراء إلى التعرف أكثر عما يجري داخل الحزب من صراعات شرسة منذ ٢٠٠٤ وحالات الانتقام والثأر بين الموالين للقيادات المتعاقبة والمعارضين والذين أقصيوا من مختلف المناصب والانتخابات.
وتم تعويض موقع الحزب بصفحة على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك الذي بات مساحة للترويج للأشخاص بدلا من نشر مواقف الحزب حيث نطلع على صفحة لعضو المكتب السياسي موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بينما أخذ المنسق عبد الرحمان بلعياط حصة الأسد من الصفحة من خلال بث تصريحاته فيما يخص تعديل الدستور ومقترحات الحزب.
وما يلاحظ على الصفحة غياب التطرق للوضع الداخلي وطمأنة المناضلين الذين بات يراودهم الشك حول إمكانية التوصل لأرضية تسمح بانتخاب قيادة جديدة تعيد بريق الحزب.
الأرندي:
 مـــرحـلة انتقـــــاليـة
يبقى الموقع الإلكتروني للأرندي على شبكة الأنترنت محتشما بعد استقالة الأمين العام السابق أحمد أويحيى حيث تم وضع صورة الأمين العام المؤقت  عبد القادر بن صالح مع نبذة عن حياته بينما لم تتم الإشارة إلى أي نشاطات أخرى ما يعكس المرحلة الانتقالية التي يعرفها الحزب قبل تعيين قيادة جديدة.
والمطلع على الموقع الالكتروني يلاحظ كثرة النشاطات التي كانت منتشرة قبل استقالة أويحيي والذي يؤكد الانضباط الكبير والتمسك بالعمل الحزبي.
ومن الاستنتاجات التي يمكن أن نستخلصها من الموقع هو ارتباط المناضلين بالزعامات أكثر من تمسكها بالحزب، فأي تغيير يجعل من مؤسسات الحزب مشلولة وتنتظر قدوم زعامات جديدة لإظهار الولاء أو المعارضة.
وما يحسب لموقع الأرندي نشره للأخبار بالعربية والفرنسية، والموقع في حقيقة الأمر بعيد عن نشاط الحزب الذي عقد مؤخرا الكثير من الندوات والأيام الدراسية حول مبادرة تعديل الدستور، واليوم العالمي لحرية الصحافة ولكن الموقع تخلف عن نشرها.

الأرسيدي:
 حــــرص على الآنيــة
يبدو موقع حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على الشبكة العنكبوتية حريصا على الآنية حيث يتفاعل مع جميع المستجدات الوطنية، ومن إيجابياته مشاركة جميع المناضلين في مختلف مناطق الوطن وحتى المداشر والبلديات حاضرة من خلال نقل الانشغالات وإبداء الآراء وإحياء مختلف المناسبات.
وتخطف مبادرة تعديل الدستور الأضواء بعد تقديم الحزب لمقترحه المبني على ضرورة ترقية العدالة الاجتماعية ووضع أسس لدولة ديمقراطية اجتماعية وترقية المواطنة وضمان المساواة بين الرجال والنساء والتساوي في الحقوق والواجبات وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ومن المطالب التي وضعتها لجنة الأرسيدي الحرص على انتخابات نزيهة وشفافة قبل أن يفتح النقاش للمجتمع المدني وجميع الفاعلين لإبداء مواقفهم وآرائهم تجاه مبادرة الحزب.
ويتضمن الموقع الكثير من الزوايا الإيجابية على غرار التكوين ومساحات واسعة للجماعات المحلية ومنتخبي الحزب ونشاط الرئيس والكثير من جوانب التسيير الحديثة للأحزاب، وفضل الحزب الاعتماد على اللغة الفرنسية في نشره مضامين الرسائل الموجهة للقواعد النضالية، والتخاطب مع المؤسسات والهيئات.

الأفافاس:
الاستثنــــــــــــاء
يعتبر موقع الأنترنت لحزب جبهة القوى الاشتراكية نموذجا للأحزاب الحديثة من خلال تحويل هذا الموقع إلى صحيفة الكترونية تعتمد على نشر الأخبار التي تهتم بشأن المواطن، ويظهر أن هناك طاقم محترف يعمل بانتظام مع المنتخبين المحليين لضمان الحق في الإعلام.
وبقيت مكانة الزعيم التاريخي آيت أحمد كما هي حيث يخصص الموقع أهمية كبرى لنشاطاته ومازال يحتفظ بخطاباته وبياناته كدليل على الوفاء للمرجع.
ويهتم الحزب المؤتمر الوطني الذي سينعقد في ٢٣ و٢٤ و ٢٥ ماي الجاري من خلال التركيز على اختيار المندوبين الذين سيمثلون الولايات، وتشمل الاهتمامات كذلك اللغة الأمازيغية واعتبرها الحزب وسيلة للاندماج الوطني والمغاربي.
ويعول الأفافاس على العمل النقابي لتحقيق التغيير السلمي والحضاري بمناسبة اليوم العالمي للعمال كما دعا إلى ضرورة التعامل بعقلانية مع مطالب شباب الجنوب وتفادي استعمال القوة والعنف.

«حمس»:
الأكثر تماشيا مع «الملتيميديا»
تهتم حركة مجتمع السلم كثيرا بالتكنولوجيات الحديثة وتعميمها على المناضلين لنشر رسائل الحركة ومواقفها، والسماح لهم بالتفاعل مباشرة مع مختلف المقالات والتحاليل التي يكتبها قياديو الحركة في صورة تؤكد مستوى النقاش داخل الحزب والديمقراطية التي توارثتها أجيال الراحلين محفوظ نحناح والشيخ بوسليماني.
ونال المؤتمر الخامس للحركة المنعقد مؤخرا حيزا كبيرا من التغطية حيث تم بث أحداث المؤتمر في ساعة ونصف وبطريقة متطورة.
واهتمت «حمس» كثيرا بمبادرة تعديل الدستور وقامت بنشر استفتاء حول النظام الأنسب للجزائر وإلى غاية الخامس ماي الجاري صوت ٧٩٠ للنظام البرلماني، و٩٠ للنظام شبه رئاسي والبقية القليلة جدا للنظام الرئاسي.
وتبقى القواعد النضالية لـ «حمس» المشكلة من الطلبة ذات ديناميكية كبيرة من خلال الآراء التي يبدونها والاقتراحات المقدمة حتى ولو كانت تختلف مع التوجهات العامة ما يوحي بالتنشئة السياسية الكبيرة التي تسهر عليها القيادات لضمان مستقبل الحركة وديمومتها  .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024