أساتذة ومؤرخون يبرزون دور الشريحة الثورية

الطلبة نواة التحرر الوطني في الجزائر

سعاد بوعبوش

سلط منتدى الذاكرة المنظم من طرف جمعية مشعل الشهيد الضوء على نضال الحركة الطلابية قبل إضراب ١٩ ماي ١٩٥٦، وانخراطها في الحركة الوطنية والثورة وأكد المنتدى على كيفية مساهمة الحركة الطلابية المنظر لحرب التحرير من قيود الاستعمار وهي التي ضمت في صفوفها نخبة من الطلاب الوطنيين الذين آثروا التخلي عن مقاعد الدراسة والاستجابة لنداء الوطن.

أعطى المؤرخ محمد عباس، أمس، بمنتدى الذاكرة بجريدة «المجاهد» صورة عامة عن نضال الحركة الطلابية قبل الإضراب التاريخي الذي قاموا به، مذكرا بالكثير من الشخصيات التي ارتبط اسمها بنجم شمال إفريقيا في ١٩٣٢ الذي انفتح على المحيط الطلابي بغية إعطاء الوطنية نفسا جديدا تحسيسيا وسط الشعب الجزائري .
واستعرض المتحدث المراحل التي مرت بها الحركة الطلابية والأقطاب التي تزعمها طلاب تمتعوا بالوعي والإيمان بالقضية وحملوها في سرية تامة، وجابهوا كل العراقيل بما في ذلك منع السلطات الفرنسية لتنظيماتهم تحت أي غطاء فلجأوا إلى السرية في نشاطهم.
فكانت أولى الأسماء عبد القادر دردور، بوقادوم الحواس، الدكتور لمين دباغين الذي وصل إلى مناصب قيادية، مصطفاي.
وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت نواة حاولت بعث حزب الشعب تمثلت في محمد لشرف وابراهيم بلعيزة ومحمدى السعيد سي الجيلالي، لينظم فيما بعد مصطفى لشرف وبدأ التفكير في التنظيمات الطلابية السرية في فرنسا من خلال الاعتماد على الأرقام بدل الأسماء، وفي ١٩٤٨ ظهرت أقطاب أخرى أمثال سي يزيد، دمارجي، وفي الزيتونة تزعمها عبد الحميد مهري، ناهيك عن قطب بن تومي ورحمان تيوان.
وفي الخمسينيات أشار عباس إلى ظهور فئة مهيكلة ومنظمة منذ الثانوية والتي تمثلت في زهير احدادن، صالح قبي، لمين خان، الصديق بن يحيى، عمارة رشيد، وعشية الثورة اعتقلت السلطات الفرنسية قاسم زدور بوهران خريج معهد العلوم من مصر ليستشهد تحت طائلة التعذيب ويرمى في البحر، ليتجند فيما بعد الطلبة الدارسون في القاهرة، وظهور متخصصين في المتفجرات.
من جانبه تحدث محمود بلباي خريج مدرسة الرشاد بالبليدة والتي كانت تدرس الطلبة بطرق عصرية وحديثة لا تختلف كثيرا عن المدرسة الفرنسية ليتم فيما بعد إرسالهم إلى كل من تونس ومصر، حيث التقوا بالكثير من الشخصيات الكبيرة أمثال عبد الكريم الخطابي واستفاد هو زملاؤه الـ ٤٥ إلى جانب ٣٠ مغربيا وتونسيين من دورة تكوينية عسكرية في العراق ليعودوا إلى الجزائر ويساهموا في الحركة الوطنية.
وأشار بلباي إلى أن أغلب الطلبة الدارسين في المشرق كانت لهم انتماءات واضحة وتكوين سياسي وأهداف معينة، وعملوا على إيصال الإعازات العسكرية بصفتهم مدربين وخلق تفاعل ونوع من التوازن في جيش التحرير الوطني خاصة بعد انضمام الطلبة الذي كانوا يحاربون بالجيش الفرنسي خاصة في الهند الصينية.
وبدوره أبرز المجاهد والإعلامي زهير احدادن تركيبة الحركة الطلابية، مشيرا إلى ظهور الطلبة كأفراد وانتمائهم الإيديولوجي. الطلبة الباحثون عن غطاء ينتمون إليه كالاحزاب «الشعب والبيان والشيوعي، جمعية العلماء المسلمين...» لإعطاء نوع من القوة لنشاطهم، بالإضافة إلى التنظيمات الخاصة للطلبة، مشيرا إلى اللبنة الأولى لهذه التنظيمات والمتمثلة في ودادية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا في ١٩١٩ وروادها أمثال بن حبيلس والدكتور سعدان...

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024