الشهادة من أجل الوطن

سهــــام . ب

ساهم الطلبة الجزائريون سواء بالداخل أو الخارج كغيرهم من فئات الشعب في دعم الثورة التحريرية، ولم يتأخروا لحظة في تلبية نداء جبهة التحرير الوطني وفضلوا الشهادة على مواصلة الدراسة.وكان انضمام هذه الشريحة التي كان معظمها من أبناء الأثرياء صفعة موجعة للاستعمار الفرنسي الذي كان يدعي أن من قاموا بالثورة هم مجموعة من الخارجين عن القانون. وبالتالي كان هذا انجازا عظيما لجبهة التحرير التي وظّفت هذا الرعيل من الطلبة في الإعلام المكتوب والمسموع للتعريف بأهداف الثورة.
فبعد تأسيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين سنة ١٩٥٥، كان رئيسها الأول هو الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، وفي المؤتمر الثاني الذي عقد بباريس يومي الـ٢٤ والـ٢٥ مارس ١٩٥٦ برئاسة محمد خميستي، خرج المؤتمرون بعدة مطالب تصبّ كلها في تأييد كفاح الشعب الجزائري ومنها:
ـ اعتبار الاستعمار مصدر التعاسة والأمية بل هو التناقض نفسه مع كرامة الشعوب.
ـ اعتبار أن كفاح الشعب الجزائري عادل وشرعي متماشيا مع تطوره التاريخي وليس له من هدف سوى استقلال وحرية الشعب الجزائري. وفي هذا الإطار أعلن الطلبة عن مطالبهم بصراحة، وهي إعلان استقلال الجزائر، إطلاق سراح جميع المعتقلين والمسجونين الوطنيين، الشروع في المفاوضات مع جبهة التحرير الوطني.
وقال المرحوم محمد خميستي في ختام كلمته أمام المؤتمرين: ''كيف نزاول دراستنا ونحن نجر أرجلنا قيود العبودية والاستعمار، يطالب الطلاب المسلمون الجزائريون بحقهم في الحفاظ على شخصيتهم وأصالتهم بدراسة وتعلم لغتهم، وبالبحث عن جذورهم الثقافية. إن قضيتهم الأساسية هي قضية الحرية والاستقلال اللذان يعتبران الركيزة الأساسية لكل ما يترتب عن ذلك''.
وبعد تعنت المستعمرين الدمويين في عدم الاستجابة لمطالبهم السلمية التي سبقتها عدة اتصالات بأوساط ثقافية فرنسية وعلمية نزيهة لتأييد مطالبهم، لم يبق لهم إلا وضع حد لوجودهم في المدارس والمدرجات الجامعية لفرنسا الاستعمارية، مثلها مثل كل المطالب العديدة التي مرّت في مرحلة الكفاح السياسي، والتي قدمت من غير الطلبة من أفراد وجمعيات وأحزاب سياسية ولم يستجب المستدمر البغيض لأية منها وهنا قال الطلبة كلمتهم الأخيرة التي لا رجعة فيها إعلان الطلبة التاريخي للالتحاق بالثورة.
وقد أعقبه بيان الطلبة الجزائريين في المشرق العربي لتأييد المضربين والذي قرأه في إذاعة صوت العرب الطالب عبد القادر نور وهذا هو نصه:
أيها الإخوة: نحن الطلاب الجزائريون في المشرق العربي، نعلن تأييدنا المطلق ومساندتنا لإخواننا المضربين في ثانويات وجامعات فرنسا الاستعمارية بالتحاقهم بصفوف المجاهدين في جزائر الثورة ونعتبر ما قاموا به حدثا عظيما، وقد ازدادت فرحتنا بهذه الحركة التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر.
 ونعلن اليوم للعموم، أن كفاح الشعب الجزائري قد اكتمل، وأن هذا آخر مسمار يدق في نعش الاستعمار، وأنكم بهذا الإعلان التاريخي الهام، أيها الإخوة الأحرار قد أشهدتم العالم كله على تزييف الاستعمار الاستيطاني البغيض لكفاح الشعب الجزائري المجيد... والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار وعاشت الثورة الجزائرية .
وكان عدد الطلبة في البلدان الآتية: العراق، الأردن، الكويت، ليبيا وسوريا ٢٥٧ طالبا ما بين سنتي ١٩٦٠ ـ١٩٦١، و٤٤٠ طالب في المغرب خلال الفترة نفس الفترة و٥٣٦ طالب بتونس. وبعد المؤتمر الرابع الذي عقد في بئر الباي بتونس من ٢٦ جويلية إلى أول أوت ١٩٦٠ الذي كان عاما شاملا تم فيه توحيد الحركة الطلابية وانضمام روابطها إلى الإتحاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024