المجاهد كشيدة صحراوي:

التحاق الطلبة بالثورة أعطى نفسا لمسار التحرير الوطني

سعيد بن عياد

أضاف التحاق الطلبة بصفوف المجاهدين النوفمبريين قيمة نوعية لمسار الثورة التحريرية في مواجهة الجيوش الاستعمارية الفرنسية المدعومة بأدوات إدارة جهنمية تستهدف النيل من إرادة الإنسان وكسر عزيمته. هذا ما أكده  واحد من رجالات جنود جيش التحرير الوطني في شهادته عن تلك المرحلة البطولية التي جسّد فيها الشعب الجزائري لحمة وانصهارا في خندق الكفاح من أجل استرجاع السيادة الوطنية التي اغتصبها المستدمر الفرنسي لحقبة طويلة.

ويروي المجاهد كشيدة صحراوي الذي لا يكل في نقل حقائق تلك المرحلة للأجيال وبطريقة عصامية يجمع كل ما له صلة بالثورة، كيف أن انضمام الطلبة بقوة ودفعة واحدة في موقف تاريخي أعطى للمجاهدين نفسا قويا في الدفع بمسيرتهم إلى الأمام متحدين كل الظروف.
محدثنا وهو من الولاية الرابعة التاريخية يحتفظ بذكريات تجسّد التحام أبناء جيل نوفمبر على ما كانوا عليه من ريعان الشباب وتعلقهم المطلق بالقضية الوطنية فلم تعد الشهادات التعليمية ذات مدلول لدى الطلبة بالنظر للهدف الكبير المتمثل في تحرير الأرض والإنسان. وعلى سبيل المثال شهدت ثانوية ''بن شنب'' بالمدية التحاق ٥٦ طالبا بالجبال سنة ١٩٥٦، وتحمل لوحة جدارية أسماءهم اليوم في صورة للأجيال لينهلوا من تاريخ أولئك الأفذاذ في تجسيد الروح الوطنية.
وكان العلاّمة بن شنب طالبا بعد نصف قرن من الوجود الاستعماري وقاومه بلغته، ولكن بتمسكه بالهوية بكافة جوانبها.
ولا تزال بذاكرته رغم ثقل السنين أسماء بارزة من مختلف جهات البلاد هي مثل جدير بالتقدير، مثل تاقمونت ارزقي، وتاقمونت الوناس يوجدان حاليا بأمريكا وجوادي عبد الحميد الذي التحق وبيده بندقية أبيه وكذا عائشة عبد الرحمان وزوليخة بلقدوي ورويس بشير المدعو نهرو ومحمود باشن وعمارة رشيد وغيرهم من شباب الجزائر الذين حملوا لواء الثورة لينيروا الدرب.
لم يأت التحاق أولئك الطلبة من فراغ وإنما كان للطلبة الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية الحالكة رصيد توارثته الأجيال التي قاومت كل على طريقته لرفض الوجود الاستعماري وصيانة الهوية.
وفي هذا الإطار، فإن أسماء ذات دلالات جسدت الحضور الفعّال للطلبة قبل إعلان إضرابهم الحاسم مثل محمد خميستي، طالب الإبراهيمي، محمد الصديق بن يحيى، بلعيد عبد السلام، وبالطبع عبان رمضان وقد برهن مؤتمر الصومام في ٢٠ أوت ١٩٥٦ على الدور الريادي للثوّار الطلبة. لقد سقط الكثير منهم في ميدان الشرف فيما فضلت قيادة الثورة توجيه أعداد أخرى للدراسة بالخارج تحضيرا للتأطير مرحلة ما بعد استرجاع السيادة الوطنية وواصل غيرهم المسيرة في تأطير صفوف المجاهدين الذين ضاعفوا من أدائهم الميداني وتحكموا في فنون القتال مع إتقان استعمال الأسلحة والذخيرة.
إنهم مثل أعلى يحتذى به في كل المراحل، خاصة في هذا الطرف الذي يجب أن تنقل فيه مآثرهم للأجيال، خاصة من حيث امتلاك الإرادة والإخلاص في العمل في مرحلة تتطلب فيها البلاد نهضة على كافة الجبهات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024