أحمد جبار يحلل قوة الحضارة الإسلامية ويؤكد:

ترجمة علوم الأمم المتطورة خطوة نحو الابتكار وكسر الجمود

حمزة محصول

قال الأستاذ أحمد جبار، أن ما أنتجته الحضارة الإسلامية من علوم ومعارف، له أبعاد عالمية ساهمت في النهضة والتطور. وأضاف جبار أن هذا التراكم الحضاري ليس ملكا للعرب والمسلمين فقط. ودعا الباحثين والأكاديميين لانجاز بحوث علمية عن الحقب الرومانية والعثمانية والاستعمارية في الجزائر و إخراجها من خانة الطابوهات.
أكد، أحمد جبار، وزير التربية الوطنية الأسبق وأستاذ تاريخ العلوم والرياضيات، أمس، في محاضرة بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة، «أن العلم ليس له حدود جغرافية أو سياسية أو إيديولوجية وأن تاريخ الحضارة العربية الإسلامية ثري بالانجازات والإسهامات المعرفية، التي تشكل اليوم ذاكرة للأمة وماضي يبنى عليه المستقبل». وأسهب المحاضر، في ذكر وتحليل عوامل تطور المعارف في البلاد الإسلامية، وقال أن امتدادها على مساحة جغرافية واسعة من فارس إلى الأندلس دفع بحركية انتقال العلم بين مختلف المناطق التي قسمت إلى أماكن ثقافية ووفق أسس لسانية. بحيث استعملت اللغات على اختلافها في التدوين والكتابة، وهي أهم الخصائص الاجتماعية للامبراطورية الإسلامية. وقال جبار، أن اتساع الشبكة التجارية وارتباطها بالهند والصين وإفريقيا وأوربا، كان عاملا غير مباشر في إحتكار وتطوير العلوم، حيث ساهمت سرعة انتقال الإنتاج التجاري على غرار طريقي الملح والحرير في تسريع انتقال العلم والأشخاص. وأوضح، جبار، أن الشعب الذي يأخذ علوم الآخرين ويترجمها إلى لغته يكون قد قطع خطوته الأولى نحو الابتكار والتطور، الأمر الذي قامت به النخب العربية والمسلمة بأخذ وترجمة كافة الكتب التي رأت فيها أهمية بالغة في الحساب وعلم الفلك والطب والرياضيات والفلسفة من الهند واليونان. لتقوم بعدها بفحصها ونقدها وإعطاء بدائل علمية بقيمة معرفية أكبر وأهم.
وأفاد أستاذ تاريخ الرياضيات بجامعة ليل الفرنسية، «أن التعددية الثقافية والنقاشات بين العقائد المختلفة ديمقراطية عالية، مكنت الحضارة العربية الإسلامية من تطوير علومها». وقال أيضا أن بغداد كانت ملتقى لدعاة المسيحية والتنصير، حيث كانوا يوجهون انتقادات حادة للإسلام في عاصمة الإسلام ويصدرون منشورات بالعربية لإقناع المسلمين باعتناق المسيحية.
وأضاف أن دور النخب الحاكمة كان بارزا إلى جانب المجتمع المدني في تطوير البحوث العلمية، من خلال تمويل ترجمة كتب الفلسفة والرياضيات والفلك والكيمياء، كما أسهمت في ذلك المكتبات والمستشفيات، حيث كان يدرس الطب، وصناعة الورق والمدارس، في بلوغ مكانة راقية في ميدان العلم والمعرفة، ومنارة نهلت منها الحضارة الأوروبية عن طريق الترجمة والنقل وبنت عليها نهضتها. وفي سياق آخر دعا جبار، الأساتذة والباحثين الجزائريين إلى توجيه بحوثهم، نحو الفترات الرومانية والعثمانية والاستعمارية في الجزائر، لان هناك إشكالات عميقة تتطلب البحث والتقصي المعرفي يجب إخراجها من خانة الطابوهات. وانتقد وزير التربية الأسبق، واقع التعليم في الجزائر، ووصفه بالضعيف على جميع الأصعدة ويستدعي الإصلاح الجذري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024