تشهد مصلحة الاستعجالات بمدينتي بومرداس و بودواو إهمالا كبيرا من ناحية الخدمات الصحية وطريقة استقبال المرضى، خاصة في الفترة الليلية بسبب اللامبالاة التي وقفنا عندها خلال تواجدنا في هاتين المصلحتين ليلة أول أمس رفقة أحد الأقرباء الذي تعرض لتسمم غذائي وكان في حالة جد حرجة.
اضطررنا للانتظار رغم أن المريض كان يعاني من آلام شديدة في المعدة وعندما جاء الطبيب تكلم بطريقة غير لائقة مع المعني، ثم تفحصه عن بعد ولم يقترب منه وبعدها بدأ يسأله عن حالته ونوع الدواء الذي يرغب في تناوله أو يليق به ما أثار دهشتنا فيما إذا كان هذا الشخص طبيبا أم مواطنا عاديا فعوض التكفل بالمريض من أجل التقليل من الآلام التي كان يعاني منها تمادي في طرح اسئلة غريبة له.
هذا ما جعلنا نتوجه بالمريض إلى استعجالات الرويبة، حيث كان التكفل به سريعا .. تم الاعتناء به وتقديم له الإسعافات الأولية رغم وجود عدد كبير من المرضى في قاعة الانتظار.
كما لفت انتباهنا عدم تواجد عدد كبير من المرضى في قاعة الانتظار بما أن الساعة كانت تشير إلى 22:55 ليلا، ما يعني أنه لا توجد أي أعذار مثلما تعودنا عليه من طرف بعض الأطباء الذين يبررون الاهمال والتهرب من المسؤولية للاكتظاظ أو غياب الأدوية.
رغم ذلك إلا أن الخدمات متدنية وغير لائقة من أجل تقديم الإسعافات الأولية، ولهذا يجب أن يكون تدخل من طرف مديرية الصحة لبومرداس من أجل مراقبة الوضع داخل المصالح الاستعجالات خاصة في الفترة الحالية لأننا في فصل الصيف وهناك عدد كبير من المواطنين الذين يتعرضون للتسمم الغذائي جراء تناول الأطعمة خارج البيت أو المواد المصبرة.
اقتربنا من بعض المرضى باستعجالات بودواو سألناهم حول نوعية الخدمات المقدمة عبروا عن استيائهم جراء الإهمال وعدم وجود عناية كبيرة بهم رغم أن أغلب المرضى من المسنين والأطفال وطالب المعنيون بضرورة التدخل وإعادة النظر في الوضع من أجل تحسين الأمور من خلال فرض الرقابة والصرامة خاصة في فصل الصيف وهناك بعض المصابين بالأمراض المزمنة وفي غالب الأحيان يضطرون للانتظار لفترة طويلة ما يجعل الأمور الصحية بالنسبة للمعنيين تتأزم أكثر.
للإشارة فإن البعض من المواطنين المرضى أكدوا لـ «الشعب» أنهم صاروا يتخوفون من التنقل إلى الاستعجالات بسبب المشاكل التي تواجههم المتعلقة بسوء المعاملة أو طريقة العلاج غير المقنعة سواء من ناحية الفحص أو الأدوية الموصوفة للمرضى ولهذا فإن أغلبهم يفضلون التوجه إلى الأخصائيين رغم ارتفاع الأسعار لاقتناعهم بتلقي العلاج المناسب.