الباحث الموريتاني عبد الله محمد فال حميادة لـ«الشعب»:

نثمن مجهودات الجزائر في حماية البيئة ومكافحة التصحر

بومرداس: ز/ كمال

دعوة إلى أهمية التعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدان المغاربية

أكد الباحث الموريتاني المتخصص في البيولوجيا النباتية عبد الله محمد فال حميادة، في لقاء خص به «الشعب» أن التحديات العالمية الراهنة تستدعي ضرورة التكامل الاقتصادي وتشجيع التبادل العلمي والتكنولوجي بين البلدان المغاربية للخروج من دائرة التبعية، ومحاولة استغلال كافة الطاقات والموارد المحلية الهائلة لبعث تنمية محلية شاملة ومستدامة تعود بالفائدة على شعوب المنطقة.
اعترف الباحث الموريتاني عبد الله محمد فال «أن الدول المغاربية والساحل تعيش اليوم تحديات بيئية وايكولوجية حقيقية بسبب التغيرات المناخية والجفاف الذي يضرب مناطق واسعة من هذه البلدان، وهو ما انعكس سلبا على مواردها الاقتصادية وأمنها الغذائي، وبالتالي يتطلب ضرورة وضع إستراتيجية تنموية مشتركة تأخذ من البحث العلمي أساسا لمنطلقها من أجل تحقيق تنمية مستدامة للشعوب المغاربية التي تشكل قوة اقتصادية وثقافية هائلة، مشيدا بالمناسبة «بالمجهودات التي تبذلها الجزائر في حماية البيئة ومحاربة ظاهرة التصحر والعمل على تثمين مواردها الطبيعية وتنويع اقتصادها».
كما تأسف الباحث لغياب التعاون العلمي والاقتصادي بين هذه البلدان واستمرار حالة تهميش الباحثين وعدم تثمين مجهوداتهم العلمية للمساهمة في إنعاش الاقتصاد المحلي واستغلال الموارد الطبيعية النباتية والحيوانية، مؤكدا بالقول «نحن دائما نقوم بالتوعية والتحسيس في هذا الجانب لكن للأسف تقارير البحث لا تبرح الأدراج نتيجة عدم تجاوب السياسيين وصناع القرار»، مرجعا أسباب ذلك» إلى التبعية وعدم الاستقلال الفعلي عن المستعمر المتواطئ الذي لا يترك فرصة للسياسيين ولا لهذه الشعوب من أجل التحرر الشامل والانطلاق نحو بناء اقتصاديات قوية بفضل مواردها الطبيعية الكبيرة حتى تساهم في تحسين الإطار المعيشي العام للمواطنين.
في رده على سؤال حول التصورات التي يراها الباحث للتخفيف من هذه الوضعية ومحاولة تدارك الوضع الاقتصادي والاجتماعي لهذه البلدان، جدد عبد الله محمد فال تأكيده «على أهمية التعاون والتبادل العلمي والتقني بين هذه البلدان لتحقيق نوع من التكامل الاقتصادي على الأقل بعد فشل التكامل السياسي ومواجهة التحديات البيئية التي تعيشها بعض البلدان ومنها موريتانيا كظاهرة الجفاف والتصحر الذي أثر على الغطاء النباتي والتنوع الايكولوجي واستمرار ظهور بؤر للجراد وبعض الزواحف والطفيليات الانتهازية التي تسبب خسائر كبيرة للمنتجات الزراعية وكلها معطيات يجب مواجهتها عن طريق التعاون الإقليمي»، كما قدم الباحث مثالا عن موريتانيا التي «تملك ثروة سمكية هائلة عبر شاطئ أطلسي ممتد على مسافة 820 كلم إضافة إلى ثروات طبيعية وحيوانية متنوعة لكنها غير مستغلة بطريقة مثلى، و25 منطقة رطبة كانت محل مداخلة في الملتقى تزخر بمختلف الأنواع النباتية والحيوانية ناهيك عن أهميتها في مجال السقي الفلاحي لكنها مهملة تقريبا بل كانت أحيانا مصدرا لبعض الأمراض والأوبئة»..
يذكر أن الباحث عبد الله محمد فال حميادة كان قدم مداخلة في الملتقى الدولي حول «تثمين وحفظ الكتلة الحيوية» تحت عنوان»نظرة عامة حول خدمات أنظمة البيئة للمناطق الرطبة القارية» ركز فيها على النظرة الاقتصادية والمادية لتثمين المناطق الرطبة في موريتانيا من حيث نوعية المياه وقيمتها، التنوع النباتي والحيواني ومردودها الاقتصادي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024
العدد 19442

العدد 19442

الإثنين 08 أفريل 2024