«الشعب» ترصد آثار موجة الحر غير المسبوقة

طوارئ بمصلحة استعجالات مستشفى باشا

استطلاع: فاطمة الزهراء طبة

شهدت مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا منذ اشتداد درجة الحرارة إقبالا كبيرا من طرف الأشخاص المسنين والمصابين بأمراض مزمنة على غرار داء السكري وارتفاع الضغط الدموي والربو، حيث يتم فحص ما بين ٣٠٠ إلى ٥٠٠ مريض يوميا، ٥٠ بالمائة يعانون من أمراض مزمنة.

اشتداد درجة الحرارة ينهك الأشخاص المسنين

تنقلت «الشعب» أمس في جولة ميدانية إلى مصلحة الاستعجالات الجديدة بمستشفى مصطفى باشا، حيث  تقربت من مرضى كثر كانوا جالسين بقاعة الاستقبال ينتظرون دورهم من اجل إجراء الفحص والإعياء والفشل باديان على وجوههم، ولعل أكثر الوافدين على المصلحة هم الأشخاص المسنون الذين لم يقاوموا الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة حيث أنهكم التعب، فتجدهم مستلقين على الكراسي، كما أن أغلبية المرضى تم تحويلهم إلى مصلحة الاستعجالات من طرف أهاليهم خلال الفترة الممتدة ما بين الثانية عشر صباحا وإلى غاية الثالثة مساءا.
وما شد انتباهنا بمجرد دخولنا إلى المكان وبالتحديد على الساعة الثانية عشر صباحا امرأة طاعنة في السن تدعى حورية جندلي، كانت تبدو شاحبة الوجه ومتعبة سألناها عن سبب قدومها إلى المصلحة فأجابت أنها مصابة بفقر الدم المنجلي وتقطن بولاية سكيكدة، وحضرت من اجل القيام بالتحاليل الطبية.
وحسب السيدة حورية فان الحرارة الشديدة أثرت أكثر على حالتها الصحية، لا سيما وأنها تقضي لياليها داخل مصلحة الاستعجالات وتنام فوق الكراسي الموضوعة بقاعة الاستقبال منذ ستة أيام من قدومها إلى العاصمة.
أما العجوز حجيلة التي حضرت رفقة ابنها إلى المستشفى فلم تقوى حتى على الحديث بسبب التعب والفشل اللذان كانت تشعر بهما حيث أكد لنا ابنها أنها تعاني من آلام في المعدة والإرهاق الشديد، وفي كل مرة تشتد فيها درجة الحرارة يتم نقلها مباشرة إلى أقرب مستشفى.
من جهته أضاف أحد المواطنين مصاب بالربو قائلا: «ان تزامن هذه الزيادة التي سجلتها درجة الحرارة مع أيام شهر الصيام عقد الأمور أكثر وذلك جراء عدم قدرة الأغلبية على تحمل الوضع خاصة الذين يعملون في ظروف تخضع مباشرة لأشعة الشمس، وفي نفس الوقت تجدهم مصابين بأمراض مزمنة»، مشيرا في ذات السياق انه يعاني من عدم القدرة على التنفس وأصيب باختناق شديد من كثرة الحرارة.

أطباء يحذرون من خطر أشعة الشمس
حذر الدكتور بن يعقوب طبيب مقيم بمستشفى مصطفى باشا الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة لا سيما المسنين الذين يعانون من داء السكري وارتفاع الضغط الدموي من عدم التعرض إلى أشعة الشمس خلال فترات اشتداد درجة الحرارة وشرب الماء بكثرة من أجل تفادي جفاف الجسم.
وكشف الدكتور بن يعقوب أن أغلبية الحالات التي يتم إحصائها بمصلحة الاستعجالات منذ الزيادة التي سجلتها درجة الحرارة مست أساسا فئة المرضى المصابين بالسكري والربو وارتفاع الضغط الدموي، مشيرا إلى أنه من ٢٠٠ مريض تستقبلهم مصلحة الاستعجالات، يتم تسجيل ما بين ٥٠ إلى ٧٥ مصابا بأمراض مزمنة.
ودعا كافة المواطنين لا سيما الذين يعانون من أمراض مزمنة، ولا يتحملون حرارة الشمس، بضرورة التزام بيوتهم وعدم الخروج منها إلا بعد الفترات المسائية أين تنخفض فيها درجات الحرارة وذلك بهدف تجنب تعرضهم لخطورة الوضع.
وأضاف أن عدم إتباع نظام غدائي صحي وعدم احترام الأوقات المحددة لأخذ العلاج وتناول الأدوية يساهم في الإصابة بمضاعفات خطيرة متأسفا كون أغلبية المرضى الذين يتم فحصهم  يفتقدون إلى ثقافة وتربية صحية ولا يتحلون بالوعي اللازم بمخاطر عدم احترام القواعد الصحية التي يجب إتباعها.
من جهته أكد الدكتور شرع مصطفى طبيب مقيم داخلي بمستشفى مصطفى باشا انه توجد حالات استثنائية تسمح لمريض السكري والضغط الدموي الصوم، ففي حال قام المصاب بتنظيم وجباته الغذائية وأدويته، وأكد له الطبيب المعالج انه بإمكانه صوم شهر رمضان فيمكنه ذلك إلا انه من المستحسن للمصاب عدم الصوم خوفا من تدهور حالته الصحية وحفاظا على مستوى السكر في الدم الذي يشهد  خللا في التوازن أثناء الصوم.
وحسب الدكتور فان إصرار مرضى السكري على الصوم في شهر رمضان لا سيما المسنين ليس في صالحهم حفاظا على سلامتهم، لذلك على مريض السكري أن يستشير طبيبه المعالج وأن يطلعه على مستجدات حالته الصحية خلال الشهر الكريم لكي يضبط مستوى السكر في الدم.
وأضاف الطبيب شرع أن مرض السكري يتطلب علاجا مدى الحياة مصحوبا بنظام غذائي سليم، علمًا أن هذا الأخير لا يكفي وحده لمعالجة هذا المرض، إذ لا بد من علاج جدي وفاعل عن طريق الأدوية لضبط مستوى السكر في الدم، فإذا لم يلتزم المصاب بحمية غدائية تساعده على التعايش مع مرضه وفي حال مخالفته لأوقات العلاج يصبح عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة.
وبالنسبة للأشخاص المسنين أفاد محدثنا انه غالبا ما يعانون من تعقيدات صحية خلال شهر الصيام، إذ يصعب عليهم الامتناع عن الأكل والشرب وتناول الأدوية، وبالتالي ينصح بعدم الصوم لا سيما في حال كانوا مصابين بأمراض مزمنة.
ومن بين أكثر الحالات التي تقبل على مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا على حد قول الدكتور شرع الأشخاص الذين يتناولون الأكل بإفراط وبطريقة عشوائية، حيث نجدهم يعانون من آلام في البطن والمعدة والقولون، ويسهر الطاقم الطبي المتكون من أطباء مقيمين على التكفل بالمرضى في الحالات الاستعجالية ثم يتم تحويلهم إلى الطبيب المختص في حالة لم يتجاوز المصابين مرحلة الخطر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024