رفقاء الفقيد في الذكرى الثانية لرحيله

شيبـان رجــل المــواقـف الثـابتة

فاطمة الزهراء طبة

نظمت أمس، جمعية مشعل الشهيد منتدى الذاكرة للشيخ الراحل عبد الرحمان شيبان عرفانا لما قدمه للعلم وتخليدا للذكرى الثانية من وفاته، حيث أجمع رفقاؤه في معهد عبد الحميد ابن باديس أنه صاحب المواقف العظيمة ورجلا ديمقراطي الفكر، وأرستقراطي السلوك.
وخلال الندوة التاريخية المنظمة بمنتدى الصحافة المجاهد، قدم رفيق الفقيد طاهر آيت علجت شهاداته عن مسار الشيخ شيبان قائلا: «إنه رجل عظيم في أخلاقه العالية وإحسانه الى الغير الذي لا ينتهي زيادة على مواقفه الشهمة، فلطالما تميز بالأريحية».
وأكد الأستاذ جدواني أن علاقته بالشيخ شيبان تعود الى ٦٠ سنة خلت قبل أن يلتحق بجامعة الزيتونة وبطلب من البشير الابراهمي حيث تفرغ المرحوم لتعليم فنون البلاغة بمعهد ابن باديس، حيث كان أستاذا وكاتبا في نفس الوقت بعد أن سال قلمه من خلال كتاباته الرائعة في جريدة «البصائر».
وذكر نفس المصدر، أن الشيخ شيبان عندما كان طالبا في جامعة الزيتونة ألف أول كتاب له تحت عنوان: «حقائق وأباطيل» دافع من خلاله وبكلماته المعبرة عن جمعية العلماء المسلمين التي أراد البعض أن يشوّه سمعتها، مضيفا أن الفقيد استمر في كتاباته حيث ألّف بعدها ستة كتب تتضمن مواضيع مختلفة عن الأسرة المسلمة والإسلام، كما كتب حسب رفيقه مقالات عن فلسطين، وساهم أيضا في جريدة المقاومة في تونس.
وعن طفولة العلامة المرحوم عبد الرحمان، أفاد شقيقه سعيد شيبان أن الفقيد من مواليد ١٩١٨ ومنذ الصغر وهو مولع بالعلم حتى أنه كان يقطع الجبل من أجل الالتحاق بمسجد الشرفة بالقرب من مسكن العائلة حيث بدأ مسيرته في هذا المسجد العتيق، وفي ١٩٣٨ ذهب الى الزيتونة ولكن الحرب العالمية الثانية أعاقت مسيرته العلمية، إلا أنه تحصل على الشهادة سنة ١٩٤٨ بالرغم من الظروف الصعبة، موضحا في ذات السياق، أن شقيقه المرحوم كان دائما خياره الأساسي التعليم وهدفه الأسمى.
من جهته، تطرق الشيخ محمد صغير بلعلام في شهاداته الى تجربة المرحوم في معهد ابن باديس، حيث اعتبره أحد أعمدة هذا المعهد الذي لم يكن خاصا بالتعليم فقط وإنما تخرج منه وطنيون وشهداء أبرار أمثال الشيخ شيبان وأحمد لعموري وأحمد شعباني.
وما ميّز الشيخ شيبان، حسب بلعلام، أنه استطاع الجمع بين نموذجين وهما الدين والأدب، فقد كان عالم في الشؤون الإسلامية وملم بالأدب حتى أنه لطالما اعتبر قدوة حسنة يقتدى بها الطلبة بمعهد ابن باديس، ومن أهم الصفات أيضا التي كان يتحلى بها، يضيف ذات المتحدث، « أخلاقه العالية وديمقراطية تفكيره جعلاه صديقا لجميع الطلبة وليس أستاذا فقط».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024