طباعة هذه الصفحة

منتدى كتابة الدولة للاستشراف والإحصاء

استكمال مسار الإصلاح لعلاج اختلالات التعليم

حياة / ك

إعتبر المشاركون في «فطور الصباح» الذي نظمته، أمس، كتابة الدولة المكلفة بالاستشراف والاحصائيات، ضعف التكوين من أهم الأسباب التي أدت إلى الاختلالات التي يعرفها مجال التعليم، مبرزين أهمية إعادة النظر في السياسة التعليمية، لاستكمال هذا الجانب الهام في مسار إصلاح المنظومة التربوية، لإيجاد الحلول الكفيلة لسد الثغرات الموجودة، من خلال نظرة استشرافية مبنية على دراسات علمية موضوعية لأساتذة وخبراء.

شكّل المنتدى الذي أشرف عليه كاتب الدولة المكلف بالاستشراف والإحصائيات، بشير مصيطفى، فرصة لتبادل المعلومات في مجال التربية الوطنية، وتحفيز التفكير الجماعي حول التحديات الرئيسية للسنوات القادمة، وفتح النقاش حول الكيفية التي سيتمحور من خلالها نظام التعليم في ظل المعطيات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة، التي تهيمن على الكفاءة والفعالية.
إعتبر مصيطفى، أن وزارته تتعامل مع جميع القطاعات ـ بما فيها قطاع التربية ـ كونها تضطلع بمهمة التقييم، وإنجاز دراسات استشرافية لتطويرها، مشيرا إلى أن مسألة الإحصاء تتم في جميعها.
ذكر مصيطفى بأنه تم إطلاق دراسات حول المنظومة التربوية من جانب التنظيم، التناسق، تصميم الإندماج في مختلف جوانب النظام التربوي، واقتراح آليات توافق بين منظومة التعليم والمجتمع والاقتصاد، مشيرا إلى أن اللقاء يرمي إلى تحقيق ٨ أهداف منها: إكتشاف قاعدة بيانات القطاع، معايير جودة التعليم، تحديد نقاط الخلل والنقائص وكيفية معالجتها، وكذا علاقات التربية بسوق العمل والصناعة.
وقد أجمع الأساتذة المتدخلون في اللقاء، على ضرورة تحسين نوعية التعليم، حيث اعتبر أحدهم أن إصلاح المناهج الذي يعد شقا أساسيا في عملية الإصلاح التي يخضع لها القطاع، لا تغير من نوعية التعليم في جانب المحتوى التربوي، هذا الأخير الذي يعتبره «فقير جدا» خاصة في محاولة تغيير السلوك.
ومن جهته، أشار سعداني ـ أستاذ جامعي ـ إلى بعض الاختلالات والنقائص المسجلة في المجال التربوي والتعليمي، من بينها الأخطاء في المفاهيم التعليمية التي تحتويها الكتب، والعجز اللغوي الملاحظ على طلبة الجامعات، مبرزا العلاقة الوطيدة بين  سلامة اللغة وسلامة المنطق، بالإضافة إلى إشكالية عدم التحكم في اللغة العربية ولا في اللغة الأجنبية (الفرنسية)، كما يرى أنه من الضروري مراعاة الموازنات بين الأقطاب التعليمية، وعدم تفضيل الأقطاب العلمية على حساب أخرى.
ويرى إطار سابق في وزارة التربية، أن الجامعة تكوّن الباحث والمفكر وليس المعلم، هذا الأخير الذي يحتاج إلى بيئة خاصة وتكوين خاص، معتبرا بان تكوين أساتذة في التعليم الابتدائي يحتاج إلى مدة تفوق ٣ سنوات، حتى يتمكن من تدريس المواد (١١ مادة)، ويحتاج المعلم في الطور الثاني ـ حسبه ـ إلى تكوين خاص في بعض المواد.
وانتقد في سياق متصل، الكتب التعليمية التي ما تزال (تقليدية)، فهو يحتوي على نصوص خرافية، خيالية على حد تعبيره، وهذا ما يتطلب ضرورة البحث عن نصوص تنمي فكر التلميذ، مشيرا إلى أن المقاربة بالكفاءات لا يمكن تطبيقها على كل المواد التعليمية.