طباعة هذه الصفحة

في ساعة مهربة من الزمن

عاملات جريدة «الشعب» تحتفين بيومهنّ العالمي

فتيحة كلواز

هي صورة تذكارية اختتم بها الحفل التكريمي لعاملات جريدة «الشعب» في يومهن العالمي، كان الجميع فيها عائلة حوّل مكان العمل أفرادها إلى أسرة واحدة يحرص فيها الكبير على الأقل منه سنّا وتجربة حتى تتحد الجهود، نسوية كانت أو رجالية، من أجل عنوان كان دائما مرجعا حقيقيا للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المستقلة وتجسيدا حيا لسيادتها.
لن تحتفل المرأة في «الشعب» دون كلمة تُلقيها أمينة دبّاش الرئيسة المديرة العامة للجريدة لتكون كلماتها مرآة أمال وأحلام وطموحات كل صحفية بدأت من الصفر تحققت في شخصِها بعدما أصبحت أول امرأة تترأس هذا العنوان الإعلامي التاريخي، وحرصت على إبراز المجهودات التي تبذلها المرأة في المجال الإعلامي الذي أصبح - بعدما كانت قطاعات التربية، الصحة والعدالة - تعرف ارتفاعا في نسبة النساء العاملات فيها وفق دراسة ميدانية قامت بها الرئيسة المديرة العامة وقالت مؤكدة إن نسبة الفتيات المسجلات في الجامعات والمعاهد الخاصة بالإعلام تتراوح ما بين 65 إلى 70٪.
واعتبرت الاحتفال وقفة تقييمية لما تقدمه المرأة في المؤسسة التي شهدت وعاشت فيها مراحل كثيرة من حياتها ولاحظت أن المناخ العام للجريدة أعطى المرأة العاملة في مختلف الأقسام محيطا محترما، ما أضفى على علاقة العمل طابعاً إنسانياً وأخوياً ساهم في استقرارها وتحقيق صيرورة عمل هادئة، محفزة وداعمة لكل مبدع، دون أن تنسى حثّهن وحثّ كافة عمالها على بذل مجهود أكبر لما تمثله الجريدة من عمق تاريخي في الساحة الإعلامية في الجزائر، فهي أول عنوان كتب بلغة الجزائر المستقلة، وكان صدورها بالحرف العربي إعلانا صريحا عن انجلاء فجر الحرية.
وإن غِبْـنَ عن الحفل، لم تنسَ الرئيسة المديرة العامة التذكير بما تقدمه مراسلات جريدة «الشعب» لهذا العنوان من مقالات جعلت العنوان يلِج المناطق العميقة من هذا الوطن الشاسع، تنقلن فيها معاناتها وأحلامها وأمالها في غد أفضل لهذا الوطن، كلهنّ وبأسمائهنّ جعلت حضورهنّ معنا ضروريا وإن كان معنويا، لأنهنّ جزء لا يتجزأ من الفسيفساء التي تشكلها الجريدة عمالا كانوا أو عاملات.
أما سعيد بن عياد الأمين العام للنقابة صاحبة المبادرة، استذكر في كلمته المكتسبات التي رسخت دور المرأة الإيجابي في تسيير الجريدة والعمل فيها بتفانٍ وجد من أصغر عاملة إلى أعلى منصب تحتله داخلها، لأن العطاء صفة فطرية في المرأة. وأكد أن الاحترام والأخوة هما رابطان أساسيان بين عاملات وعمال الجريدة، واصفا الحصيلة بالإيجابية، خاصة مع وجود مناخ عمل عام مستقر ما وفر ظروفا ملائمة لبذل جهد أكبر في العمل.
ولن تخرج مداخلة نورالدين لعراجي رئيس تحرير «الشعب» بعيدة عن كلمات ارتبطت بسحر الأدب وشعره، فقد دعا المرأة العاملة في الجريدة إلى تجديد النفس للعطاء أكثر وقال إن الميدان شهد شهادة حق في عمل «هنّ» بكل إخلاص وصدق، ونصح الجميع بالاحتفاظ بنتاجِه الفكري في كتاب حتى تكون بصمة تشهد لهم ذات يوم أنهم مروا من هنا وهي بصمة تاريخية لكل صحفي تبقى للأجيال القادمة، يخلد اسمه بخلود الكلمات والمقالات التي يكتبها.
حقيقة أن الحفل هذه السنة جاء مميزا واستمتع به الجميع، فكانت اللمسة الدافئة التي حرصت سهام بوعموشة على إضفائها على كل ترتيبات المناسبة، خاصة وأنها ألحت على تكريم المرأة العاملة في الجريدة لأنها المحور الذي لا يمكن أن يكتمل البناء دونه، ودعت في كلمتها، باعتبارها رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية، إلى اتحاد جهود العمال خدمة للعنوان الذي كان ومازال رمزا للدولة الجزائرية.