طباعة هذه الصفحة

مساندة القضية الصحراوية مبدأ مقدس

نضال دائم لكسر الحصار والتعتيم الإعلامي!

فنيدس بن بلة

حرص الوفد الفرنسي العائد من مخيمات اللاجئين الصحراويين على اطلاع صحافيي «الشعب» بدقة عن زيارته للأراضي الصحراوية المحررة.
وقال إن أكبر مهمة قام بها، وأكثرها قيمة ودلالة سياسية، أن الصوت الذي رفعوه من أجل إسماع الحقيقة الكاملة وكشف المعاناة الصحراوية، قد وصل إلى أبعد نقطة.. وكسّر الحصار المفروض على الشعب الصحراوي من قوى الاحتلال المغربي ومن يسانده في السرّ والعلانية، محاولا إبقاء القضية الصحراوية معلقة بلا تسوية تطبيقا للوائح والمقررات الأممية.
وذكر هرفي فيرون، البرلماني الاشتراكي الفرنسي، وعمدة تومبلين الذي كان «ضيف الشعب»، رفقة أعضاء الوفد العائد من الأراضي المحررة، أن هذا الحصار قد تكسّر بفعل التغطية الإعلامية لنشاطه، أدّتها بامتياز مختلف الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية، معطية للمهمة بعدا تحتاجها في وقت التعتيم الإعلامي المغربي ومن يتواطأ معه من قنوات أوروبية تدّعي الموضوعية والنزاهة، وهي عنها غافلة جاهلة.. بل تمارس أشياء تعاكس هذه القيم والتوجه، وتروّج لأشياء ما أنزل اللّه بها من سلطان.
وقال هرفي فيرون، ان هذا الوضع يزيد من شحن الإرادة السياسية لدى الوفد البرلماني الفرنسي، ويكسبها قوّة ومناعة في التسلّح بعزيمة الذهاب إلى الأبعد في كشف الحقيقة الساطعة، وإعطاء الصورة الحقيقية عن الوضع في الصحراء الغربية، وتعطش شعبها للحرية وتقرير المصير، استنادا إلى اعتراف الشرعية الدولية بهذا المعطى، وتأكيدها الدائم أن تسوية القضية الصحراوية لن تكون بغير تطبيق مبدأ استفتاء تقرير المصير.. وأن هذا المبدأ المقدّس لن تحول عنه المجموعة الدولية المتعطشة لرؤية الشعب الصحراوي حرا طليقا..
لا تقوى أية جهة مهما أتت من قوّة وضغط وقف حركة التاريخ..
من جهته، دعّم هذا الطرح، جان بول فانشولين، قائلا أن زيارة الوفد الفرنسي للأراضي الصحراوية المحررة وجدت الصّدى الكبير في قنوات الإعلام، لاسيما الجزائرية.. وأعطت القناعة بوجوب مضاعفة النضال والجهود لتحريك الرأي العام تجاه القضية الصحراوية وشحن فيه الإرادة بالضغط على الحكومات الأوروبية المترددة، المديرة ظهرها للوائح الأممية.. ويدخل هذا في إطار المعركة المخاضة من أجل محاربة ثقافة النسيان، وسياسة الهروب إلى الأمام.. وهي سياسة لا تجد التنديد والفضح من فضائيات خرجت عن أخلاقيات المهنة.. وابتعدت عن نقاء الضمير.. ولم تسخّر كاميراتها بالقدر الكافي الشافي في كشف الحقيقة المغيّبة.
وتظهر الصورة ساطعة في كل مرة، يلتقي فيها طرفا النزاع ـ المغرب وجبهة البوليزاريو ـ لإجراء مفاوضات تحت الرعاية الأممية، حيث تنساق الكثير من المفضائيات تحت تأثير المال والنفوذ وراء الترويج للطرح المغربي، وتتمادى في مغالطة الرأي العام بالترويج لأشياء تخالف المنطق، وتعاكس مجرى التطور.. وتذهب في اتجاه يناقض المبدأ المقدّس لقيم الحرية وحقوق الإنسان.
لكن هذه الحرية تخضع ـ للأسف ـ لانتقائية.. ويُنظر إليها من زاوية حسب المصلحة والنفوذ وحسابات الجغرافيا السياسية والمتطلبات الجيواستراتيجية، كلمها كان هناك حديث عن القضية الصحراوية، أقدم قضية تصفية استعماري بالقارة السمراء.
السؤال، هل يبقى الوضع «ستاتيكي» سيد الموقف.. وتتمادى فرنسا الرسمية في سياستها المناهضة لقيم ثورتها التي تقول أنها ملهمتها ومرجعيتها إلى يوم الدين!
حسب هرفي فيرون، فإن هناك مؤشرات بدأت تظهر للملأ في سياسة فرنسا الاشتراكية برئاسة هولند، وهي مؤشرات يعمل الوفد الفرنسي على استغلالها والضرب على وترها من أجل المطالبة بموقف فرنسي صريح تجاه القضية الصحراوية، ينطلق من قيم الثورة الفرنسية: (الحرية والمساواة والإخفاء)، دون تركها مجرّد ديكور للتباهي والتنكّر لها باعتماد منهج يدخل البلد في المجهول ويجعله محلّ اتهام من أكبر القوى تعطشا للحرية ودعم حركات التحرّر، وأكثرهم انتقادا لفرنسا التي ترفع شعارات ولا تطبّقها في الواقع، وهي السياسة التي اعتمدت في عهد ساركوزي تجاه الصحراء الغربية باعتراف شهادة الوفد الفرنسي نفسه.